الشتاء: فصل الكآبة الجميلة.. ودفء الكستناء

الشتاء: فصل الكآبة الجميلة.. ودفء الكستناء
الرابط المختصر

حضر الشتاء بكل هيبته، وفرض علينا التزام السكون أمام هطوله المبارك هكذا بعد انتظار طويل، انتظار قابلناه بكثير من الحب والفرح والشكر لفرج السماء، بينما قابله آخرون بسخط وتبرم و"ولولة".

 

 

 

قد يكون الشتاء بالنسبة لكثيرين فصل الكآبة والبرد والبقاء في البيت دون القيام بأي نشاط، إلا أنه لدى آخرين فصل العائلة والدفء والفرح و"الكستناء".

 

ويثير الشتاء الشاعر كي يكتب شعراً، ويثير فينا رومانسية قد تكون جميلة وقد تكون حزينة، والشاعرة نبيلة الخطيب تستبشر بالشتاء عطاء وخصباً وتقول "الشتاء هو فصل التباشير الأولى للعطاء والمقدمات الأولى للخصب، فعندما تكون الأرض ضامئة وتنهمر السماء عليها بالرحمة، وهذا يبهج القلب، مع أن الكثيرين من يرون في الشتاء ضيقاً لأنهم لا يستطيعون التحرك وكان القدماء يقولون ان الشتاء (ضيق ولو كان فرجاًَ) لكنه في الحقيقة فرج".

 

والمطر بنظرها بهجة وانطلاق "أما نحن فإذا ما نظرنا الى أبعد من نظرة الإنحباس الآني فالشتاء هو الخصب والعطاء والخير وانطلاق الأرض الحقيقي لتستقبل سائحيها ليستمتعوا بجمالها، والثلج الأبيض يدخل البهجة الى القلوب ويجمعهم فيستعيضوا عن البرد الخارجي بدفء داخلي مضاغف ينبثق من النفوس ليغطي على برودة الجو".

 

ووصفت إخلاص معلمة للصفوف الإبتدائية لشتاء بأنه أيام فضيلة علينا ان نكثر من الدعاء فيه، وأضافت "نحمد الله أنه أنزل علينا المطر أخيراً فقد انتظرناه طويلاً، فأيام الشتاء أيام فضيلة يجب أن نكثر من العبادة والدعاء فيها، وبالرغم من أنني موظفة والموظفين يعانون من برد الشتاء القارس أثناء ذهابهم الى الدوام، ويحسون فيه أكثر من المتواجد في بيته بسبب انتظار الباص تحت المطر والبرد، إضافة الى برد الغرف الصفية داخل المدرسة، لكننا نحب الشتاء ونحمد مجيئه نسعد به".

 

وهي وإن كان البرد يضايقها إلا أنها وجدت في الشتاء فرصة لاستذكار الأيام الحلوة وقالت "أجواء الشتاء تذكرني مباشرة بأيام الجامعة والصديقات والمرح والركض تحت المطر، تلك الأجواء التي بدأت أفتقدها الآن خاصة بعد أن تخرجت وتزوجت".

 

الكاتب أحمد حسن الزعبي وصف الشتاء في إحدى مقالاته قائلاً "في الشتوة الأولى، أملأ فنجاني الدافئ برائحة السرو والخشب الرطب، أمد رأسي من شرفة عالية، لتصيبه يد السماء وشاعرية الغيم، علها تبتل كلماتي ببلاغة الفصول فتورق الذاكرة من جديد..علها تزهر التفعيلات المائية طراوة على أوراق القصائد..في تشرين تموج فيه بحور الشعر..فيستحيل فمي جدول شعر ولغتي شتاء..".

 

الشتاء مدعاة للكآبة والفرح والحزن الجميل والسعادة كل في آن واحد، هو مدعاة للحبّ والانتظار الجميل، ودائماً ما يفرض الشتاء هيبته علينا لكي نشعل من دفء المواقد دفئاً ينسينا همومنا، ويصبّر من ليس له صبر، ويعيد بعضاً من ذكريات لا تعود أبداً.

 

أضف تعليقك