الشبول: مستوى الحرية في التلفزيون ليس من مسؤلياتي

الرابط المختصر

لم يستطع فيصل الشبول مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إنكار أن التلفزيون يمر في أزمة حقيقة ويعاني من مشاكل كبيرة بعضها تراكمي والبعض الآخر بسبب قلة الإمكانات المالية…….. كانت وراء الهجوم غير المسبوق في الإعلام المحلي وعلى صعيد الشارع على المؤسسة لضعف أدائها وتراجع مهنيتها في كثير من المواضيع.
ورغم الأرقام المعلنة من المؤسسة قبل أسابيع  في دراسات أجرتها  جهات محايدة-حسب الشبول- أثبتت ارتفاع نسب المشاهدة للتلفزيون والإعلان فيه ولكن المؤسسة ما زالت تعاني من نقص الإمكانات وقلة خبرة الكوادر وحرفيتها وتفشي الواسطة والمحسوبية واتهامات بالفساد لبعض موظفيها.
وسواء ثبتت الأخيرة أم لم تثبت فإن الحوار الطويل الذي أجريناه مع الشبول وهو محاولة لنضع المؤسسة أمام مؤسساتها ولنعرف قدر الإمكان  سبب هذا الهجوم عليها والاتهامات التي تتعرض لها تباعاً ولتفسح للجميع أن يعرف رأي المؤسسة بكل ما قيل وما سيقال وبكل  ما ثبت على كوادر المؤسسة وإداراتها من تقصير باعتراف الشبول نفسه.
 ولعل أبرز الانتقادات التي تعرض لها التلفزيون هو تدني مستوى الحريات في أداء التلفزيون وهو ما اعتبره الشبول أمر يخرج عن نطاق صلاحياته وتتولاه جهات أخرى على حد تعبيره، رغم أنه حتى وبعد إجراء تغييرات في مواقع إعلامية هامة ما زال يرأس مؤسسة تمثل واجه الأردن أرضياً وفضائياً.
 وتالياً نص المقابلة كاملة:
 
س: أعلنت عندما استلمت إدارة المؤسسة والتلفزيون عن خطة لإعادة تصويب الأوضاع في مؤسسة الإذاعة و التلفزيون و رفع سوية المهنية و الحرفية في المؤسسة التي تحمل اسم وواجهة البلد فضائيا و ارضيا إلى أين وصلت هذه الخطة الآن؟
الشبول: الخطة بدأت من 1/3 صدر النظام الجديد لتنظيم المؤسسة و هذا النظام سيجعل المؤسسة أمام مرحلة جديدة بالفعل لان هناك تغيير في هيكل  المؤسسة بالكامل، و بالترافق مع هذا النظام جرت أمور كثيرة 1-  زيادة مبدئية تحسين  على أوضاع  الموظفين التدريب المستمر  الذي كان مفقود لسنوات عدة  تؤكد عل ذلك المؤشرات  حسب الاستطلاعات نسبة المشاهدة  التي سنعلن عنها  تعطينا نتائج جيدة
س: أي هناك دراسات موثقة ؟
الشبول: طبعا  هناك دراسات مهنية لم نعمل نحن بل هي عطاء  وشركات عملتها هناك  نسبة مشاهدة ارتفعت  و العائدات على المؤسسة ونسبة المشاهدة في أوقات معينة  وبرامج معينة  هناك 13 برنامج جديد  ضمن خطة ل 20 برنامج جديد  خلال هذه الفترة في مختلف المجالات و تتوجه لجميع شرائح المجتمع فلدينا  برامج جديدة و تفاعل مع الناس  بشكل أفضل كل هذه المؤشرات تمشي يشكل ايجابي لكن ما زلنا نعاني  من مشاكل مزمنة مشاكل عمر ها سنوات طويلة  جزء منها مالي و جزء منها يتعلق بلبنى التحتية للمؤسسة  جزء منها لتطوير أداء الموظفين  المسالة ليست بهذه السهولة .
الحديث عن الكادر و الترهل كل الناس ينتقدوا الكادر ، عندما ينهي أحدهم خدمته في المؤسسة بخبرة 30 سنة  يبدأ  أصحاب المصالح و بافتعال معارك لمجرد أن موظف خدمته 30 سنة و لم ينجز شيء للمؤسسة .
س: كل هذا الهجوم على مؤسسة الإذاعة و التلفزيون هو من أشخاص على هذه الشاكلة ؟
 الشبول: كله هجوم  مفتعل من ناس لهم أجندة و ناس لهم مصالح.       
س: و المغتربون كذلك الذين بدءوا ينتقدون شاشة الأردنية البعض قال إن الأردنية لا تربطنا بالأردن؟
 الشبول: بالنسبة لارتباط المغتربين بالوطن أنا اعتقد أن  هناك برامج محددة و بأوقات محددة  يمكن اتصالاتهم فينا و تواصلنا معهم يلغي هذا الكلام 
 
س: برنامج يسعد صباحك من البرامج المعنية بهذا الموضوع لكن شهد تراجعا كبيرا حتى بين المغتربين أنفسهم ؟
 الشبول: الذي يقول أن البرنامج شهد تراجعا عليه أن يثبت ذلك سواء باستطلاع أو  بدراسة أو ....
س: هل الأرقام الذي لديكم تثبت عكس ذلك ؟
الشبول: الأرقام التي لدينا تثبت أن نسبة المشاهدة ارتفعت كثيرا سيعلن في حينه  لكن الأرقام تقول غير ذلك تماما 
 
س: ماذا عن أرقام الإعلان هناك أرقام تقول أن الإعلانات من خارج الأردن تتراوح من 100 إلى 120 مليون دينار نصيب مؤسسة الإذاعة و التلفزيون اقل من مليون ما السبب برأيك ؟
 
الشبول: هذه الأرقام  غير صحيحة حجم الإعلان الحقيقي للسوق الأردني لا يصل 100 مليون دينار الداخلي و الخارجي .
 
س: نصيب مؤسسة  الإذاعة و التلفزيون كم؟
 الشبول: في عام 2005 كان نصيب الإذاعة و التلفزيون  6و3 مليون  بعد 7 أشهر و صلنا إلى4.5  مليون
 
س: ألا ترى أن التلفزيون المحلي يجب أن يكون له نصيب أعلى بكثير بنسبة الإعلان ؟
الشبول:  بالطبع يجب أن يكون أعلى طبعا السبب نتحدث بلغة الأرقام لم  يتجاوز صافي دخل الإعلان 4.2 مليون يعني  القصة قديمة ليست جديدة الخلل لا اعرف أين الخلل بس كمدير للمؤسسة اعتقد أن  المسؤلية الكبرى الخلل يجب أن نتحمله نحن و ليس سوق الإعلان هناك مصالح  لوكلاء الإعلان لخصومات تصل حتى 70 بالمائة من الخصومات حتى في الصحف اليومية  نحن لا نستطيع أن نقدم هذه الخصومات   في بعض الصحف الأسبوعية تصل إلى 90 بالمائة هل هذا التنافس الحقيقي بدأنا من العم الماضي  بحملة ترويجية  خططنا تقول ان العائد  الإعلاني و التجاري سيرتفع أكثر  بكثير من العام الماضي إذا نجحت الخطة اعتقد أننا سنغير في مفهوم الإعلان   المحلي بين الصحافة  الإذاعة و التلفزيون ن و الإعلانات الشوارع    و اليافطات ..بهذه الخطة إذا نجحت  و المؤشرات جيدة على ذلك اعتقد أننا سنبدأ بالتغيير سوق الإعلان المحلي الأردني يختلف  عن غيره ففي لبنان يصل الإعلانات  في المرئي و المسموع إلى فوق 70 مئة  مقابل 30  للصحافة و إعلانات الشوارع في دول أخرى هكذا في الأردن النسبة ظالمة  ليس الحق على  سوق المعلن او وكيل الإعلان فقط بل على الإذاعة و التلفزيون أيضا. 
س: هذه المسؤولية  التي تعترف المؤسسة فيها  ألا تستطيع تجاوزها و أنت التي بدأت كمراسل  ميدان وصحفي  محترف -لمزيد من التوضيح- هناك من ينتقد أن هناك مراسل في لبنان و في فلسطين و العراق على أهمية هذه البلدان الثلاث أن يكون  هناك مراسل في الكرك أو المفرق أو العقبة على قدر عالي من الاحتراف و المهنية هو مفيد أكثر للمشاهد الأردني  داخل الأردن و خارجه ؟
 الشبول: من حيث المبدأ  هناك مراجعة في موضوع  المندوبين داخل المملكة  لكن أنا لا اعتقد أن حدثا  كبيرا يستحق التغطية مهما داخل الأردن لم نصله قبل الآخرين نحن نغطي كافة أنحاء المملكة  إخباريا و برامجنا  الميدانية تصل إلى جميع أنحاء المملكة  لكن نحتاج للمزيد ربما نحتاج إلى  تطوير وسائل عملنا في هذا الموضوع الإمكانات المادية أيضا تحول مرة أخرى دون فتح مكاتب 
س: هل الامكانات المادية نفس التي تخصص لمراسلين بيروت و فلسطين؟
الشبول: طبعا الإمكانات أعلى بكثير  نحتاج لأكثر من ذلك  خطوة مراسلين الخارج بداناها العام الماضي ويجب أن  نوسعها أكثر  بكثير  و لكن هذا لا ينتقص من الشأن المحلي لان تنافسنا في الداخل و ليس الخارج إذا  قارنا العام الماضي بالفائت خلال 7 أشهر نجد الزيادة مئة بالمئة  هذا دليل إننا بدأنا نتحرك في العام الحالي إخباريا نحن  و برامجيا نطوف أنحاء المملكة  واعتقد إن أحداثا  حصلت العام الماضي   و كنا على تواصل مباشر مع الأحداث.
س: تلجأ المحطات التلفزيونية في حال تراجع أدائها ومشاهديها إلى الاعتماد على البرنامج أو المقدم النجم على الرغم من زخم البرامج الحوارية لماذا لم يحقق التلفزيون هذه المعادلة؟
الشبول: باختصار المجتمع الأردني لا يرغب بإنتاج النجوم بعكس الدول العربية الأخرى مجتمعاتها تدفع  في هذا الاتجاه ، ثانياً كل الأردنيين على المحطات الأخرى مهما كان حجمها يصبحون نجوماً لماذا والمشكلة لدينا تاريخية في هذا السياق؟
س: هناك من ينتقد قصر الفترة التدريبية لبعض المذيعين الشباب الذين يسمح لهم بالظهور على الهواء مباشرة؟
الشبول: هناك مذيعين خبرتهم سنوات طويلة وأدائهم سيء على الهواء بعكس الشباب الذين وإن أخطأو على الهواء أخطاء غير جوهرية ولكن أدائهم جاذب ولا يضيرهم أن يتدرجوا في اكتساب الخبرة.
س: التقارير الإخبارية المحلية تتعرض لنقد لسطحيتها وانخفاض الحرية فيها وعدم الحرفية ؟
موضوع الحرية لسنا نحن المعنيين فيها هناك جهات أخرى معنية فيها.
س: ولكن منطق الأمور يقول أن التلفزيون هو تلفزيون حكومي ونظام، ورأس النظام نفسه يقول أن سقف الحرية السماء؟
الشبول: سقف الحرية هي السماء نعم ولكن شطها الأساسي هو المهنية وإذا كان هذا سيطبق على التلفزيون فلنطبقة على جميع وسائل الإعلام.
س: ولكن يهمنا شاشتنا الوطنية؟
الشبول:  أنا صار عندي مع معظم المسؤلين هم زعلانيين إني أنتقدهم.
س: نحاول انه نكون شاشة وطن؟
الشبول: بدأنا نتحرك في هذا الاتجاه، لكن مشكلتي مع الناس  بدها حرية والمسؤلين بيحكو زيادة النقد هناك فرق بين ممارسة قدر عال ومحترم من المسؤلية و المهنية وبين الشتائم و الصراخ
أنا لا يمكن أن اسمح بذلك على الشاشة لا يمكن أن أنحو نحو الإسفاف بحجة الحرية اسمح لممارسة الحرية لناس مهنيين أما المندفعين يحولها إلى اعتداء على الآخرين وأصبح ذلك موضة في الأردن في صحف ومواقع إلكترونية.
س: يتعرض التلفزيون لاتهامات بأن مراسلين مكاتب يعملون مراسلين صحفيين أو سائقين مصورين وما إلى ذلك؟
الشبول: صحصح حدثت تجاوزات في السابق وهذا يحصل والسؤال هل تحل الإشكالية بأثر رجعي .
على الأقل التوقف عن ممارستها الآن أما المعالجة فتحتاج إلى وقت طويل، ولا يمكن حل هذه المشكلة المزمنة بقرار إداري يحدث إرباكا داخل المؤسسة. اكبر كارثة في هذا الموضوع أن المؤسسة تتعرض إلى فضح وتضخيم .
ولكن السؤال هل أدائهم غير جيد،إلى أن يؤمن البديل  في ظل ضعف الإمكانيات والكوادر  المؤهلة لهذه الأعمال لا مجال إلا الاستمرار بالاستفادة منهم حتى إيجاد  البديل
وبدأنا فعلياً في تأهيل مهنيين في كل هذه التخصصات، وهناك مشكلة اجتماعية كبيرة في الأردن إذا أخرجت موظف لسبب مهني تتدخل التحركات العائلية والجهوية والعشائرية.
في البداية كان هناك نقص حاد في الكوادر التقنية بدأنا نطلب من 350 تقدموا لمسابقة لاختيار مذيعين ومقدمين برامج نجحوا 20 وتعينوا 13 في ناس بيحكوا انه تعين 150 ما بعرف من وين الرقم. وبالنسبة لاتهامات الجهوية في التعيين أنا أتحدى إذا تعين شخص على هذا الأساس.
س: لكن هناك تعيينات على أساس جهوي في المؤسسة؟
الشبول: نعم هناك عائلات كاملة موظفة في التلفزيون، طبعاً في ولكن ما فائدة الكلام في هذا الموضوع :لوم المدراء السابقين؟ وهناك معايير أخلاقية ومهنية تمنعني من ذلك، لماذا دائماً التهم متوفرة أنا لست متهم المتهم من يطيل لسانه على مؤسسة وطنية وعلى البلد وبرغم كل ما يقال أدعو للمقارنة ما بين التلفزيون ومبين تلفزيون رسمي لأي دولة عربية أخرى بكل المؤشرات الحرية والمهنية تجدي وضعه مميز، ما المطلوب مقارنة التلفزيون مع المحطات العالمية والعربية الأخبيارية التسلية
س: برامج المسابقات تعرضت للنقد؟
الشبول: المواطن الأردني يصرف الملايين عبر الرسائل القصيرة لبرامج سخيفة على برامج المسابقات في بعض الفضائيات وعندما بادرنا في التلفزيون لمثل هذه البرامج تعرضنا لنقد ولماذا سياسة الجباية؟
على كل حال الدورة البرامجية الجديدة أخذت بعين الاعتبار كافة الأمزجة والرغبات والأعمار والأوقات المناسبة.
النقد سيبقى موجوداً لماذا؟ لأن مشكلة المؤسسة الأساسية هي مشكلة علاقات عامة
الكل بيطخ عليها والكل يريد الاستقواء عليها، والكل بيخطب وينتقد وثاني يوم الكل يتصل لواسطة وتشغيل ناس والمشاركة في البرامج ويقولون إن التلفزيون غير مشاهد.
س: وماذا عن قصة المستشار "المناصير؟
الشبول: احنا عنا موظفين بدرجات خاصة أولى وثانية أكثر من وزارة الصحة هناك خلل إداري شديد وعندما بدأنا في الهيكلة بدأنا بإصلاح هذا الأمر التخفيف من هولاء الموظفين، الذي تتجاوز خدمتهم 28 سنة وهو كان على رأس الخدمة وسليه آخرون.
وهذا الموظف غير كفؤ لديه دكتوراه من السودان  وعمله هو بعث مذكرات أن جميع الموظفين فاسدين باستثنائه بالإضافة إلي، وأنا كنت أمام خيارين الأول تقديم الأوراق لمدعي العام وبالتالي رح يحبس لأن اتهامه مطلوب دليل عليه وهو لا يملك هذا الدليل. ولا عمل له كان يعمل أمين مكتبه وعين مستشاراً.
خدمة 28 سنة كأمين مكتبه وقرار إحالته للتقاعد متخذ منذ ستة أشهر.
س: ذكرت في حديثك عن اتهامات بالفساد للموظفين ولكن ذكر بالأسماء أن بعض الموظفين اعتادو على تعاطي رشاوى من المؤسسات العامة والخاصة؟
الشبول:منذ اليوم الأول تحدثت للموظفين انه إذا اكتشفت أن هناك رشوة مهما كان قيمتها ولم اتخذ الإجراء الإداري والقانوني المناسب  سأكون شريكا فيها.
الاتهام سهل ولكن إثبات هذا الفعل هو التحدي، والمطلوب دائما دليل على الفعل وكل موظف وصلني شبهة فساد حوله بدأت التحقيق فيها.لا يجوز التعامل بالشبهة فقط قبل التحقق من صحتها.
س: مشكلة التلفزيون خاصة به أمم مشكلة عامة في الإعلام الأردني؟
الشبول:لها علاقة بالطرفين هناك مشكلات مزمنة في التلفزيون تحتاج إلى جرأة وجهد وإمكانيات  مالية للتغلب عليها.
أما الواقع الإعلامي الأردني: هناك شخصنه كبيرة في الإعلام ولا يركز على قضايا المجتمع  وهذا يضرب في بنية المجتمع لأن الحديث في بعض الوسائل أصبح علنياً عن الجهوية والأثنية وهو ضد تركيبة الأردن المميز بوحدته  وهناك تخلي من الإعلام عن بعده الأخلاقي.
 
 
 

أضف تعليقك