الشبلي: بلغت قيمة المساعدات منذ بداية حملة "لأهلنا في غزة" حوالي 335 مليون دولار

الدعجة: الذباب الإلكتروني يستهدف الأردن لتقويض دعمه لغزة
الرابط المختصر

 قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، الدكتور حسين الشبلي، خلال مشاركته في منتدى التواصل الحكومي، إن الأصوات المشككة في الجهد الأردني تجاه غزة لا تخدم معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "الهيئة ليست معنية بالتوقف عند مثل هذه الأصوات، بل تواصل عملها الإغاثي والإنساني وفق نهج ثابت"

وأضاف الشبلي أن الهيئة، ومنذ تأسيسها، قدّمت مساعدات متنوعة إلى فلسطين، شملت الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، وبلغت قيمتها الإجمالية حتى أيلول 2023 أكثر من 212 مليون دولار، توزعت بين مساعدات طبية وصحية وغذائية وتعليمية وإغاثية، إلى جانب دعم نقدي مباشر

وأشار إلى أن مشاريع الهيئة داخل قطاع غزة تضمنت توزيع 882,985 وجبة غذائية، و23,522 ربطة خبز، و61,114 مترًا مكعبًا من المياه، بالإضافة إلى إجراء 36,058 عملية جراحية ضمن المستشفيات الميدانية التي استقبلت ما يزيد عن 489,801 مراجع

وأكد أن حملة "لأهلنا في غزة" تستند إلى شبكة دعم واسعة تضم 114 جهة مانحة، تشمل التبرعات الشعبية والمجتمعية داخل الأردن، إضافة إلى دعم الشركات الخاصة، والجمعيات الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والأممية

وفي السياق أكد البروفيسور حسن الدعجة، في لقاء خاص عبر أثير راديو البلد، أن الأردن يقوم بدور كبير ومحوري في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وهو دور ممتد منذ ما قبل السابع من أكتوبر، ويشمل الأبعاد السياسية والدبلوماسية والإنسانية. وان التحرك الأردني ساهم بشكل فاعل في التأثير على الرأي العام الغربي، وتفنيد الرواية الإسرائيلية التي تصوّر الإسرائيليين كضحايا

وبين الدعجة أن هذا التغيير في الرواية، والذي انعكس في ازدياد الدعم الغربي للقضية الفلسطينية، قوبل بمحاولات إسرائيلية ممنهجة لاستهداف الأردن، من خلال إطلاق حملات تشويه إلكترونية يقودها "الذباب الإلكتروني" الإسرائيلي بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي والتقليل من حجم الدعم الأردني

وأشار إلى أن أكثر من 300 ألف موقع إلكتروني يدار من الخارج يسعى للإساءة إلى الدور الأردني وتشويهه، لكن وعي الشعب الأردني بات كافيًا لتمييز هذه الحملات، التي لن تُثني المملكة عن الاستمرار في تقديم الدعم لغزة. وأضاف: "المواقف الأردنية، الرسمية والشعبية، تؤكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأردنيين"

وفي ختام حديثه، دعا الدعجة إلى ضرورة مراجعة السياسة الإعلامية العامة، مشيرًا إلى أن التقصير في استثمار وسائل الإعلام المختلفة للترويج للدور الأردني السياسي والإنساني والقانوني، كان أحد أسباب الهجمة الإعلامية الشرسة التي تواجهها المملكة. وشدد على أهمية بناء استراتيجية إعلامية قادرة على مواجهة الحملات المضادة، وتعزيز الرواية الأردنية على الصعيدين العربي والدولي

وفي سياق الدعم الشعبي المستمر للقضية الفلسطينية، أعلنت جهات تنظيمية في الأردن إلغاء عدد من الفعاليات والمهرجانات العامة، في مقدمتها "مهرجان عمّان للقهوة"، الذي كان من المقرر إقامته خلال شهر آب الجاري، وذلك تضامنًا مع ما يمر به قطاع غزة من اعتداءات متواصلة وظروف إنسانية قاسية

وقال معتز، أحد منظّمي المهرجان، إن قرار الإلغاء جاء بدافع "أخلاقي وإنساني قبل أي شيء آخر"، مضيفًا أن "القهوة رمز للضيافة والفرح، ولا يمكن أن نحتفل بها في وقت تُزهق فيه الأرواح بلا ذنب". وقد حظي هذا القرار بتأييد واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره آلاف الأردنيين موقفًا إنسانيًا يُجسد تضامن الشعب الأردني مع معاناة أهل غزة

وكان المهرجان قد انطلق لأول مرة عام 2019، وحقق في نسخته لعام 2023 مشاركة نحو 60 شركة وحضورًا تجاوز 10 آلاف. وقد أُعلن عن تأجيله لأول مرة عام 2024، وتكرّر القرار في 31 تموز 2025، حيث جاء في بيان رسمي لإدارة المهرجان: "أخذنا القرار السهل بتأجيل مهرجان عمّان للقهوة 2025.. على أمل أن نراكم في 2026

وفي خطوة مماثلة، تم تخصيص ربع أرباح "مهرجان الأردن الدولي للطعام"، الذي ينطلق في 6 آب، لصالح قطاع غزة. كما أُطلقت حملة إغاثية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية، تضمنت إرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى القطاع

وفي الإطار ذاته، قامت القوات المسلحة الأردنية بتسيير قافلة إغاثية لدعم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة، شملت مواد غذائية ومياه ومساعدات طبية وإنسانية، إلى جانب كميات من الوقود لضمان استمرار عمل المستشفى بكامل طاقته التشغيلي