أكد السفير الروسي في عمان الكسندر كلوغين في تصريح خاص لـ (عمان نت ) ان الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط تزداد تعقيداً, معتبراً ان استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قد ساهم بشكل أساسي في تعميق الصراع في المنطقة.

وأضاف أن التصعيد الأخيرة الذي شهدته الأراضي الفلسطينية,  هو خير دليل على ان أطراف الصراع في الأراضي المحتلة لا يزالون بعيدين عن الحل النهائي, داعياً الأطراف المختلفة إلى ضرورة احترام القرارات الدولية واعتماد المفاوضات كمبدأ أساسي في حل الخلافات الموجودة بينها, قائلاً "ان الحلول العسكرية لا يمكنها ان تفضي الى تسوية حقيقية للنزاعات, معتبراً ان الحالة العراقية الراهنة وما يكتنفها من فوضى وشبه حرب أهلية هي احد الشواهد المهمة في هذه المرحلة والتي تؤكد على ان الحلول العسكري في الصراعات الإقليمية والدولية لا يمكن إن تنتج حالة من الاستقرار.

وأشار الكسندر كلوغين ممثل روسيا في اللجنة الرباعية الدولية المشرفة على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الى ان روسيا كعضو في هذه اللجنة قد اعتمدت في عملها لحل النزاع وانجاح عملية السلام على القرارات الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن, كما كان لروسيا دورا اساسيا في وضع بنود خارطة الطريق والتي ترسم صورة التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف التوصل الى حل عادل ودائم في قضية النزاع, واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة, وانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وقال "ان الحركة في هذا الاتجاه تتحرك ببطء شديد جداً حيث لم تتوصل الرباعية الى نتائج كبيرة على الارض"

واكد السفير انه لا يمكن الوصول الى حل عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون انهاء اسرائيل لاحتلال الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967, وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في اقامة دولته المستقلة, معتبراً ان إنهاء الاحتلال لجزء من الاراضي العربية المحتلة هو جوهر الصراع القائم في منطقة الشرق الاوسط.

وقال "ان خبرتي في اللجنة الرباعية تؤكد على عدم وجود جهود جدية من قبل أطراف النزاع للتوصل إلى حل حقيقي , فهناك عدم التزام من الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي وتبادل دائم للانتقادات بين الطرفين".

واكد ان دور الرباعية ليس اجبار أي طرف في النزاع لقبول أي قرار من الطرف الاخر وانما مساعدة الطرفين للوصول الى حل عادل اعتماداً على القرارات الدولية وخريطة الطريق.

وأضاف كالوغين "نحن في الرباعية نرفض بناء الجدار وتوسيع المستوطنات وغيرها من الاختراقات التي تقوم بها إسرائيل التي عليها ان تقبل بمطالب الرباعية, ورغم كل هذه المطالب فان إمكانياتنا لممارسة الضغط الحقيقي غير موجودة وان الحل الحقيقي يأتي عن طريق المفاوضات فقط, واي فرض لحل لا يأتي بنجاح"

وعلق كالوغين على ذلك قائلا" انه في بعض الاحيان يتغلب الخطاب على الواقع السياسي وهذا ما نجده في بيانات حماس, وقد نفهم هذا الموضوع. فقبل فترة قصيرة كانت حماس في المعارضة, وهذه الخطابات هي من اجل اجتذاب اكبر مجموعة من الشعب الفلسطيني".

ورغم ذلك نحن نعتقد ان حماس وعندما اصبحت جزءا من السلطة فقد اصبحت تريد التعامل مع الحقائق على الارض , ونرى تحولا جذريا في مفاهيم حماس من ناحية اهدافها في رفع الوضع المعيشي للشعب الفلسطيني, وهذا كان احد شعاراتها اثناء الانتخابات, وان ارادت حماس تحقيق هذه الاهداف يجب ان تعترف بهذه الحقائق واحترام الاتفاقيات السابقة لانها من حيث الاساس وصلت الى السلطة بسبب اتفاقيات اوسلو وغيرها.

ونحن نأمل ان حماس تعي مثل هذه المسؤوليات وبالنسبة لموقفنا فان موقفنا لا يتعارض مع موقف الرباعية وهذا ما طرحناه خلال اجتماعاتنا مع حماس, وكان هناك زيارة لوزير الخارجية الروسي الى الولايات المتحدة وقد جرى نقاش زيارة حماس الى موسكو ولم نلقى أي انتقادات من قبل الاميركيين

نحن نقول لحماس انكم جزء من السلطة ومن المنطقة العربية والدول العربية والتي أقرت في بيروت اتفاقا عام 2002 واذا قرأتهم هذه المبادرة بشكل دقيق ستجدون الكثير من الاشياء المقبولة من قبل الجميع, وقد شاركت في هذه المباحثات في موسكو حول هذا الموضوع ولم اسمع أي اعتراض جدي من قبل حماس حول هذه المبادرة وهم ينظرون بجدية الى هذه المبادرة وقد نشهد تحولا في موقف حماس في القمة العربية القادمة في الخرطوم

وقد صرح كالوجين "نحن نعتقد انه لابد من بداية جدية للاطراف التي كانت تتخذ مواقف متطرفة من بعضها البعض لاننا ان تمسكنا برفض الحوار ونحن اتخذنا هذا الموقف من حماس وبدأنا حوارا معها دون أي ضغوط او تهديد لانهم اصحاب القضية وهم المتواجدون في الاراضي الفلسطينينة وعليهم ايجاد حلول للقضايا الجوهرية للشعب الفلسطيني, وروسيا على استعداد لمساعدة الفلسطينيين في التوصل الى الهدف المنشود وهو انشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ولكن الجهود الاساسية تبذل من الفلسطينيين انفسهم بمساعدة الرباعية وروسيا.

  واكد السفير ان دعوة روسيا لحماس لزيارة موسكو هو التزام من بمبادئ سجلت في الرباعية وكنا ندعوا حماس للاعتراف بإسرائيل وعدم اللجوء إلى القوة والاعتراف بالاتفاقات السابقة,

كما أعرب كالوغين عن اعتقاده بان حماس لن ترفض المبادرة العربية التي اعلنت في بيروت عام 2002

 واكد كاولغين على ان روسيا تقف مع الشعب الفلسطيني في اللحظات التي تقوم فيها اسرائيل بمواقف لا نؤيدها فنحن نرفض هذا بشكل علني ولا نخاف من انتقاد اسرائيل لنا وهذا ما جرى في اتخاذ قرار تجهيزات عسكرية لسوريا وكان هناك انتقاد لاسرائيل ضدنا ونحن لدينا سياسة مستقلة,