السخانات الشمسية توفير لكلف الطاقة
فاضل المواطن كريم عبد القادر بين خياراته لتخفيض نفقاته على مدار العام من المحروقات والكهرباء المخصصة في منزله لتأمين المياه الساخنة ليهتدي أخيرا لجدوى تركيب السخان الشمسي كتوفير طويل الأمد لكلف الطاقة المترتبة لهذه الغاية .
وكان الموظف ورب الأسرة قد بلغه مما قرأه في وسائل الاعلام عن جدوى اللجوء للسخان الشمسي عوضا عن الوسائل الأخرى لتأمين المياه الساخنة لمنزله كالسخان الكهربائي الذي يقتنيه منذ سنوات والذي يتطلب تخصيص مبلغ وافر من دخله المحدود كموظف , خاصة مع علمه أن اجراءات تشجيعية تم اتخاذها لتيسير شراء سخان شمسي تتضمن اعفاءات ضريبة واعتماد نظام التقسيط عند الشراء بحيث يعود عليه ذلك بوفر مالي كبير مستقبلا.
مؤخرا زاد الاهتمام من قبل المؤسسات الرسمية بنشر التوعية بين المواطنين والمؤسسات حول طرق ترشيد استهلاك الطاقة ومن ضمنها توجيه فئات المجتمع نحو استخدام الطاقة الشمسية في المنازل والمنشآت المختلفة من خلال السخانات الشمسية التي أكدت الدراسات أن لها دورا كبيرا في التوفير في قيمة فاتورة الطاقة المنزلية والمستخدمة في تسخين المياه بنسبة قد تصل إلى 70% من إجمالي الفاتورة.
مواطنون أوضحوا أن التوجه لاستخدام السخانات الشمسية لا زال غير واسع الانتشار بين المواطنين بسبب ثمنه المرتفع عند الشراء والذي يتطلب تخصيص مبلغ كبير يدفع مرة واحدة وهو أمر غير متاح للجميع , فيما يتم دفع نفقات الوسائل الأخرى تدريجيا من خلال سداد فواتير شهرية وغير ذلك من الطرق التي تتيح الدفع التدريجي .
أما نبيل علي /موظف/ فيقول أن السبب وراء عدم اقتنائه للسخان الشمسي بالرغم من قدرته المالية لشرائه فهو لسكنه منزلا بالايجار مما يحتم عليه نقل السخان حال اضطراره للتنقل من منزل لآخر , معتبرا أن ذلك يرتب كلفا مالية وجهدا اضافيا يفضل اعفاء نفسه منها .
خبراء في قطاع الطاقة أوضحوا أن الكلفة المترتبة على تركيب السخان الشمسي تتراوح بين 400-500 دينار لعائلة مكونة من 5 أفراد ، حيث يمكن إسترداد الكلفة خلال 4 سنوات من بداية تركيبه وإستخدامه، وذلك من خلال الوفر الكبير في قيمة فاتورة الطاقة المنزلية .
القائم بأعمال رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة المهندس وليد شاهين قال أن المواطن لم يلمس انخفاضا في أسعار السخانات الشمسية بالرغم من الاعفاءات التي أقرتها الحكومة لهذه الأجهزة .
وأوضح أن الحكومة اتخذت جملة من الاجراءات من شأنها تشجيع استخدام أجهزة ترشيد استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة ومن ضمنها السخانات الشمسية ومدخلات الانتاج لها وذلك باعفائها كليا من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات , وكان يفترض أن يساهم ذلك في تخفيض ثمن هذه الأجهزة بنسب تبلغ 35% .
وبين أن قرار الاعفاء توافق خلال فترة من الغلاء وارتفاع الأسعار العالمية التي اجتاحت الدول في العامين الأخيرين , بحيث لم تنعكس قيمة الاعفاءات على أسعار الأجهزة من قبل المشتغلين بها منذ ذلك الحين وحتى هذا اليوم .
وشدد على ضرورة تبني بدائل وآليات أخرى تكفل تشجيع انتشار هذه الأجهزة بين المواطنين عموما ومن ذلك أن يتم على سبيل المثال توجيه دعم مباشر للمواطنين عند شراء السخانات الشمسية بدلا من اعفاءات لا تصب بمصلحتهم مباشرة .
واضاف أن من البدائل المتاحة الزامية استخدام السخانات الشمسية أسوة بالعديد من الدول ومنها دول مجاورة بأن تكون كودات البناء مجهزة بخدمة تمديد السخانات الشمسية , علما بأن الاجراء تسترد قيمته المحدودة أصلا من التوفير المستقبلي في استهلاك الطاقة .
وقالت دراسة أصدرتها دائرة الاحصاءات العامة مؤخرا أنه يتم إسترداد كلفة السخان الشمسي خلال فترة لا تزيد عن 4 سنوات إذا كانت مادة السولار هي المستخدمة في تسخين المياه.
كما يتم إسترداد كلفة السخان الشمسي خلال فترة لا تزيد عن 3 سنوات إذا كانت الكهرباء هي المستخدمة في عملية التسخين , حيث يؤدي إستخدام السخان الشمسي إلى خفض قيمة الفاتورة الشهرية بمقدار يتراوح من 15 إلى 20 ديناراً أردنياً , بينما يتم إسترداد كلفة السخان الشمسي خلال فترة لا تزيد عن 5 سنوات إذا كان الغاز المسال هو المستخدم في التسخين.
وأشارت الدراسة أن العمر الإفتراضي للسخان الشمسي والذي لا يقل في المتوسط عن 12 سنة وقد ترتفع في بعض الأحيان إلى 15 سنة , فان كلفة إستهلاك وإستخدام السخان الشمسي في المتوسط الشهري تبلغ حوالي( 3.125 ) دنانير على إعتبار أن معدل كلفة التركيب 450 ديناراً وتعتبر هذه الكلفة متدنية جداً مع كلفة إستخدام الوسائل الأخرى في عملية تسخين المياه.
ودلت الدراسة أن من فوائد استخدام السخانات الشمسية عدا عن الوفر المالي الحد من إنبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون حيث يعتبر السخان الشمسي صديقا للبيئة , تأمين الشروط الصحية للأفراد من خلال درجة حرارة مقبولة للغسيل والإستحمام.
كذلك عدم وجود أية مخاطر مرتبطة بالحريق أو الإنفجار المرافق لإستخدام المشتقات النفطية أو حصول صعقة كهربائية في حالة إستخدام الكهرباء وتأمين المياه الساخنة بكميات وفيرة من خلال كبر مساحة خزان الماء الساخن , ويعمل السخان الشمسي حتى في الطقس الغائم ولكن بمقدار النصف في الطقس المشمس.
ويشار أن العمر الإفتراضي للسخان الشمسي يبلغ 12 سنة مقارنة بعمر السخانات التقليدية الأخرى والتي قد تصل في المتوسط إلى 5 سنوات.











































