الساحة الهاشمية لوحة اجتماعية من صورة مختلفة
في
عام 1986 أنشئت الساحة الهاشمية لتكون " ميدانا
عاما للاحتفالات الشعبية ومتنفسا للمدينة". لكن اليوم الساحة تحمل
الكثير من المشاهدات والصور الاجتماعية المختلفة.وتشكل
الساحة أرضاً خصبةً تنشط بها أنواع مختلفة من التجارة سواء كانت " بيضاء أو سوداء"
فالمتسولون على سبيل المثال يبتكرون أساليب غريبة
للتسول، منها ما تقوم به امرأة باستغلال أطفالها الثلاث بإلقائهم بين أقدام المارة
لاستثارة الشفقة، شخص آخر يجلس على كرسي متحرك، فبمجرد أن يراك يسرع إليك بكرسيه
ويطاردك حتى يحصل على غايته من القليل من النقود.
و من
وجوه الساحة البارزة رائد 35 عاما اتخذ زاوية معينه في الساحة أصبحت شبه حكر عليه
يجلس بها كل يوم يحرق ما يملكه من سجائر رخيصة، رائد قصته مع الحياة لا تخلو من المعاناة
فقد أقدم على بيع كليته بسبب الفاقه والعوز، وبعد ان أقنعه بعض " سماسرة
الكلى" بان بيع كليته لن يؤثر على حياته.
ويقول
رائد بصوت لا يخلو من الندم والحسرة " الظروف المادية السيئة دفعتني لبيع
كليتي كما أني تعرفت بالصدفة في منطقة
الساحة الهاشمية على شاب عرض علي اصطحابي لمصر لبيع كليتي لان هناك شخص بحاجه لكلية
مقابل مبلغ من المال يبلغ خمسة آلاف دينار، أنا الآن عاطل عن العمل بعد ما بعت
كليتي لأني ألا استطيع ان ابذل اقل مجهود، المبلغ حلم كبير كون بيع كلية واحده لن
يؤثر على صحتي أغراني المبلغ وذهبت معه".
ويجد
بعض الأشخاص في تجارة بعض الأنواع من الحبوب المخدرة وسيلة ربح سريعة، فبحسب رائد
انه " كان يتعاطى بعض الأنواع من الحبوب المخدرة يشتريها عن طريق أشخاص
معروفين في الساحة ومن هذه الأنواع حبوب الصليبا".
وفي ساعات المساء ينشط نوع أخر من التجارة إنها "فتيات الليل" اللواتي أصبحن يمارسن نشاطهن علنا، ففي إحدى المرات
استوقفتني إحداهن وكانت فتاة في العشرينات من عمرها، والبداية كانت بحجة
المساعدة حيث ادعت هذه الفتاة أنها تحتاج القليل من المال لكي تصل إلى بيتها،
لكنها تفاجئك أثناء الحديث عندما تعرض نفسها عليك مقابل "10 دنانير"! وهذه
الحالة ليست وحيده فعندما تذهب إلى الساحة ستشاهد العديد من هؤلاء الفتيات في الشوارع
يتعقبن المارة بنظراتهن.
وعلى
الرغم من ان أمانة عمان قامت بإزالة الأكشاك المحيطة بالساحة الهاشمية إلا ان بعض
البسطات مازلت موجودة، وخصوصا بسطات
الأقراص المدمجة التي تشهد العديد من
التجاوزات من حيث النسخ ووجود مواد مخلة بالآداب وأخرى استمدت من الحرب على
العراق موادها مما تحمله من مشاهد دموية.
وتعتبر حديقة
الساحة متنفس ومكان لأخذ قسط من النوم! حيث تمتد الساحة على مساحة 12 دونما تحتل
الحدائق جزءاً ليس بالقليل منها يشكل "منتجع سياحي" مجاني لبعض العائلات
من عمان الشرقية الذين لا يستطيعون الذهاب للاماكن السياحية بسبب الوضع الاقتصادي
السيئ، البعض الآخر يرى في أعشاب الساحة الهاشمية فراشا رطبا يوفر له "نومه
هنيئة" تخفف من حرارة الصيف.
الأمن
العام في الساحة الهاشمية.
وحول انتشار
رجال الأمن في الساحة الهاشمية يؤكد مساعد مدير الأمن
العام للبحث الجنائي العميد صامد أبو عرابي ان " هذه المناطق
مراقبة بشكل جيد
وهناك دوريات على مدار الساعة وكل شخص مشبوهة سواء كان ذكر أو أنثى يتم التأكد من وضعه
وتتخذ الإجراءات اللازمة بحقه" .
وحول نفس الموضوع يؤكد مدير البحث
الجنائي " لدينا خطة أمنية وقائية سيتم من خلالها ملاحقة ومطاردة كافة الخارجين عن
القانون على مستوى العاصمة عمان أو خارجها وهذه الخطة تشمل قضايا السرقة والنشل
والاحتيال، لدينا فروع لهذه الغاية ولدينا قسم مختص بالآداب، ولدينا قاعدة معلومات
حول الأشخاص الذين يمارسون الأعمال المخلة بالآداب أو ترتيب أفعال بهذا الخصوص".
ويطمئن العميد صامد أبو عرابي المواطنين ان دائرة البحث الجنائي تسيّر
دوريات راجلة في الأماكن العامة وفي كافة الأوقات، مما يبعث شعور الأمن لدى المواطنين،
كما تم التركيز على نشر المحطات والأكواخ الأمنية للحفاظ على الأمن، حيث تم توزيع
هذه الأكواخ بإشراف مدير الأمن العام لنشر الأمن وخدمة المواطنين و حتى على الطرق
الخارجية التي تنتشر بها الدوريات الخارجية".
من جهته نفى مدير دائرة مكافحة المخدرات العقيد طايل
المجالي انتشار تجارة المخدرات في الساحة الهاشمية في وسط البلد عمان، وأكد ان
الساحة مراقبة بشكل مستمر من قبل رجال الأمن المنتشرين بالزي الأمني والمدني.
وشدد المجالي لبرنامج مساحة حرة ان لا نقاط سوداء في
الأردن فيما يخص المخدرات، ولا يوجد صناعة لمواد مخدرة ممنوعة على الأراضي الأردنية،
مبينا ان الأردن خال تماما من صناعة هذه المواد.
مراقبة بسطات الأقراص المدمجة وظيفة المكتبة
الوطنية.
وحول دور المكتبة الوطنية في مراقبة ما يتم بيعه على
بسطات الأقراص المدمجة يقول مدير المكتبة الوطنية مأمون
التلهوني " نحن
نطبق قانون حماية المؤلف بغض النظر عن المادة الموجودة التي تحتويها الأشرطة، فنحن
نلاحق كل من يقوم بطبع أو إعادة نسخ هذه المصنفات أو يقوم ببيعها أو توزيعها سواء
كانت هذه الأشرطة على بسطه أو محل تجاري".
وتتعدد الجنسيات في الساحة الهاشمية، حيث يرتادها السواح
من كل مكان في
العالم لتشكل الساحة خليطا من أمم مختلفة جمعهم مكان واحد يحمل متناقضات اجتماعية كثيرة.
إستمع الآن











































