الزّحمة الصّيفية وغيرها
الزحمة الحالية المكثفة في عمان، سوف تتزايد وترتفع في الاعوام القادمة، وسوف تتكاثف في هذا الصيف، وفي كل صيف قادم، ولا بُدّ من مكافحة الازمة الحالية، ومكافحة الازمة المتوقعة، ولا بد من متابعة هذه القضية، كي تتوفر معالجتها، وكي تتوفر راحة المواطنين. وقد تحدث أمين عمان المهندس عمر المعاني لرئيس الوزراء نادر الذهبي، بشأن واقع المرور خلال موسم الصيف الحالي، وقال: إننا نتوقع دخول نحو مائتين وخمسين ألف سيارة جديدة الى عمان، نتيجة للحركة السياحية وعودة المغتربين، وأكد المهندس المعاني أن الأمانة وبالتنسيق مع دائرة السير في مديرية الأمن العام، قامت بكل الاجراءات اللازمة لتحسين كفاءة إنسياب السير.
ومن المؤكد أن الامانة قامت بدور مهم في بناء الجسور والانفاق، وانتشرت في كثير من الشوارع المرتبطة بعمان، غير أن المشكلة الصيفية الحالية لن تكون سهلة وبسيطة، بل ستكون كارثة واسعة ومؤلمة، بدليل أن السيارات القادمة من جملة أقطار عربية، والتي حدد عددها أمين عمان بأنها ستكون مائتين وخمسين ألف سيارة، ستؤدي الى تطوير الزحمة الحالية، ورفع مستوى الاختناقات المرورية.
وقد ارتفع مستوى الزحمة في العديد من المواقع، داخل عمان، لأن كل موقع تتوفر فيه اشارات ضوئية، وكل إشارة تنقلب من اللون الاخضر الى اللون الأحمر، وتتأخر حتى تعود الى اللون الاخضر، وتتكاثر السيارات وراءها، وبمجرد حصول اللون الاخضر، فان جزءاً آخر من السيارات تمر، في حين أن البقية تبقى وراء الاشارة الحمراء، وتتزايد السيارات الإضافية، وأذكر - على سبيل المثال - الإشارات الواقعة بين صويلح والجبيهة، والإشارات الواقعة في شارع الغاردنز، وفي قرب كازية عساف، بالاضافة الى الزحمة التي تحدث كل يوم في الشارع القريب من الدوار السادس في جبل عمان، والقريب من فندق عمرة، وبالاضافة الى زحمة دوار عبدون و.. و.. و.. الخ.
ومع كل التقدير للدور الهام الذي قامت به أمانة عمان، في مجال مكافحة الزحمة، إلا أن انشاء أبنية الجسور والأنفاق لم تكن كافية، ولن تكون هي الحل الوحيد، ما دامت السيارات تتكاثر في كل المدن المحلية، وتتكاثر في عمان أكثر من المدن الأخرى، ويتكاثر المواطنون وتتكاثر سياراتهم، مما يؤدي الى تصاعد الزحمة، وتصاعد الاختناقات، وتصاعد الكوارث، وهذه القضية تحتاج الى كثير من الجسور والانفاق، وتحتاج الى دراسة هذا الوضع، كي نتمكن من حل المشكلة الحالية، ومنع تطورها، وتخفيف المأساة المتوقعة، نتيجة لتكاثر المواطنين وتكاثر السيارات، وتكاثر القادمين في الصيف مع سياراتهم.
* الرأي