الزوجة والأبناء الذكور الأكثر تعرضا للعنف الاسري

الرابط المختصر

أظهرت نتائج دراسة "العنف الأسري في الأردن" التي قام بها المجلس الوطني لشؤون الأسرة أن مفهوم العنف لدى المواطنين يرتبط بالدرجة الأولى بأشكال العنف الجسدي المختلفة كالضرب العادي والضرب المبرح والضرب بأدوات حادة كالعصا والتهديد باستخدام السلاح، حيث أشار أكثر من 54% بأن فهم العنف مرتبط بالضرب بأشكاله المختلفة.ووصلت النسبة بالدرجة الثانية بأشكال مختلفة من العنف النفسي كالسب والشتم والصراخ والتحقير الى 13,5% تلاها وبنسب أقل الإهمال وخاصة فيما يتعلق بإهمال احتياجات الاطفال والزوجة أو الحرمان، ثم جاء التحرش الجنسي والاغتصاب والإكراه على ممارسة الجنس بأشكاله المختلفة بالدرجة الرابعة.



وفيما يتعلق بأكثر الفئات تعرضا للعنف داخل الأسرة من وجهة نظر المبحوثين، أظهرت الدراسة أن الزوجة والأم هن الأكثر تعرضا للعنف بنسبة 40,6%. والأبناء الذكور 36% بفئاتهم العمرية المختلفة، ثم الإناث 17,5% فكانت هذه النتائج مثيرة للاهتمام خاصة في مجتمع لا زالت تسوده القيم الأبوية والتقليدية والتي تعطي الاطفال الذكور قيمة ومكانة أعلى من الإناث.



ورأت العينية أن نسبة الأكثر ممارسة للعنف على أفراد الاسرة هم الذكور وتحديدا (الزوج 43,5% والأب 31,4% والأبناء الذكور 10%)، كما ظهر أن هناك فئات أخرى تمارس العنف وهي الزوجة والام 8,6% ، مما يظهر أن معظم العنف الممارس في الاسرة هو عنف ذكوري.



الصعوبات المالية التي تواجهها الاسرة من الأسباب التي تؤدي الى العنف الأسري حيث حصلت على نسبة الربع وهي 25,9% ، فيما حصل التوتر الاسري (كالطلاق والانفصال والخلافات الزوجية) على نسبة 21%، إضافة الى أسباب أخرى مثل عدم السيطرة على النفس والغضب السريع، وقلة الاحترام داخل الاسرة وحب السيطرة والتعطل عن العمل، والبطالة والفقر وضغوط العمل وسلوك الأبناء غير المقبول، وتدخل أهل الزوج والحماة وتحريض الآخرين.



وتطرقت الدراسة إلى مشروعية العنف الزواجي والتي بينت أن الموافقة عليه وصلت الى 45,4% والمعارضة الى 41,8%، ووصلت نسبة قبول ضرب الزوج لزوجته وضرب الأب لأبنائه الى 53,3% و ضرب الأم لأبنائها الى 55,6%، ونسبة الذين يعتقدون بأن الضرب وسيلة من وسائل تربية الأطفال الى 38%.



ورأى أكثر من نصف العينة 52,4% أن على الزوجة أن تتحمل ظلم الزوج من أجل الاطفال والأسرة، بينما أبدى 88,5% أن الهجر غير الشرعي للزوجة هو شكل من اشكال العنف، و95% وجدوا أن العنف المستمر ضد الزوجة قد يؤدي الى الطلاق، و96% وجدوا أن التهديد المستمر للزوج بالتزوج من ثانية يؤذيها نفسيا ، و76,1% قالوا أنه لا يحق للزوج أن يتحكم براتب زوجته والتصرف به كما يشاء.



يذكر أن مجتمع الدراسة شمل كافة المواطنين الأردنيين في المجتمع الأردني تراوحت أعمارهم من 18 سنة فما فوق من الإناث والذكور، واشتملت على 1500 أسرة بواقع شخص محدد من كلا أسرة، وتم اختيار عينة المجموعات البؤرية وضمت 21 مجموعة موزعة على سبعة فئات: السيدات المتزوجات، والرجال المتزوجين، والإناث الشابات، والذكور الشباب، والجدات والاجداد، ومجموعة من المهنيين بواقع 3 مجموعات لكل فئة.



وجاءت هذه الدراسة ضمن المؤتمر العربي الإقليمي لحماية الاسرة الذي أقيم في عمان في الفترة ما بين 13 الى 15 كانون الأول تحت شعار "لنعمل لحماية الاسرة"، بتنظيم من المجلس الوطني لشؤون الاسرة وإدارة حماية الأسرة التابعة لمديرية الامن العام ، وبمشاركة وفود عربية من معظم مؤسسات دول الشرق الأوسط وبرعاية دائرة التنمية الدولية البريطانية، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، ووزارة الخارجية الدنماركية، ومؤسسة اليونيسف في الأردن.

أضف تعليقك