شهدت الرياضة النسوية في الأردن تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وسجلت حضورًا بارزًا في عدد من المحافل المحلية والدولية، بفضل إصرار اللاعبات وجهود بعض الجهات الداعمة. ومع ذلك، لا يزال هذا التقدم يواجه تحديات عديدة، تتراوح بين ضعف الإمكانيات المادية وتردي البنية التحتية، مرورًا بالعقبات المجتمعية في بعض المناطق، وصولًا إلى محدودية التغطية الإعلامية والدعم المؤسسي المطلوب
وفي حديث ل عمان نت مع المحلل الرياضي معتصم الخطيب قال ان الرياضة النسوية في الأردن في تطور علىٰ صعيد الرياضة الناعمة وتوفير ظروف أفضل في السنوات الماضية خصوصاً فيما يتعلق بالألعاب الجماعية مثل كرة القدم والسلة رغم أن التركيز والدعم لا يزالان بعيدان جداً عما يخصص للرجال، لكن التطور والتميز ظهر جلياً في بعض الرياضات الفردية وهنا نتحدث بالدرجة الأولى عن التايكواندو والإنجازات القارية والدولية التي تحققت من خلال عدد من اللاعبات المتميزات
واشار الي أبرز التحديات التي تواجه الرياضة النسوية في الأردن يأتي على رأسها ضعف الإمكانيات المالية والبنية التحتية فيما يخص الملاعب والصالات وضعف المردود المادي، وهنالك عامل عدم تقبل فكرة للرياضة النسوية في عديد المناطق الأردنية، وقلة عدد البطولات والتجمعات التي تخص الرياضة النسوية بشكل عام
وبخصوص الإعلام الأردني وإنصافه للرياضة النسوية وتسليطه الضوء عليها أكد الخطيب ان هنالك إضاءات من عدد جيد من وسائل الإعلام فيما يخص الرياضة النسوية في السنوات القليلة الماضية ونقل لمباريات لكرة القدم والسلة النسوية وتسليط الضوء علىٰ بطولات وإنجازات عدد من اللاعبات الأردنيات علىٰ صعيد الرياضات الفردية
اما فيما يتعلق بمنافسة الرياضة النسوية واللاعبات للرجال يبين الخطيب ان الكفة ترجح للرجال لفوارق القوة البدنية والسرعة، لكن بالتأكيد هنالك الاستفادة من خبرة المدربين في تطوير مستواهن المهاري والبدني بما يخدم مصلحة اللاعبة الفردية والجماعية لفريقه
وبين الخطيب انه لتطوير الرياضة النسوية هنالك حاجة لزيادة عدد البطولات على مستوى المدارس، الجامعات والأندية وتوفير مخصصات مالية ولوجستية أكبر مع التركيز على الجانب الفني والبدني وتطويرهما
وفي السياق سجلت اللاعبة حنان نصار اسمها في تاريخ الرياضة الأردنية كأول ملاكمة أردنية تحقق ميدالية ذهبية في دورات الألعاب العربية، بعد فوزها المستحق في النسخة الأخيرة من البطولة، لم يكن انتصارها مجرد ميدالية، بل كان إثباتًا حقيقيًا أن الفتاة قادرة على أن تبرز وتتفوق في رياضة تُصنّف عادة كرياضة "للرجال".
مشاركة نصار في بطولة الدورة العربية في الجزائر 2023 , تعد نقطة تحول كبيرة ليس فقط لأنها بطولة كبرى، بل لأنها جاءت كدليل ملموس على أن الطريق الذي اختارته رغم كل التحديات، كان يقود إلى شيء عظيم. وتضيف إلى إنجازاتها تفوّقها في الثانوية العامة، ما منحها فرصة دراسة تخصص التمريض، بفضل منحتها الرياضية المقدمة من اتحاد ألعاب القوى وهي الان توازن بين تعليمها وبين الملاكمة.
وفي حديث خاص لعمان نت مع نصار قالت انها بدأت رحلتها في عالم الملاكمة بدافع داخلي قوي للبحث عن القوة والانضباط، ولرغبة صادقة في إثبات ذاتها، كانت مدربتها "ريم الشمري لاعبة سابقة في منتخب الملاكمة" وهي أول من لمح فيها بذور الموهبة، وهي من اقترحت عليها أن تخوض غمار هذه الرياضة. وبالفعل، شاركت في أول بطولة عام 2017، وكانت البداية أكثر من واعدة، إذ حققت الفوز
ونوهت الى ان اصابتها في الكتف كانت ضربة موجعة. خضعت بعدها لعملية جراحية وعلاج طويل ومؤلم، ما زالت تخضع للعلاج، ومن المتوقع أن يستمر حتى السنة القادمة
وعند سؤالها حول واقع الملاكمة النسائية في الأردن، اكدت أن هناك خطوات إيجابية بدأت تُتخذ، سواء من الاتحاد أو من المدربين، لكنها تعتقد أن المسار لا يزال في بداياته، وتقول: "نحن بحاجة إلى دعم إعلامي أكبر، ورعاية فعلية، وفرص احتكاك خارجي. لدينا طاقات هائلة، لكننا بحاجة لمن يؤمن بنا.
وفي رسالتها للفتيات الأردنيات اللواتي يحلمن بكسر القيود ودخول عالم الملاكمة، تقول نصار: "لا تسمحي لأي قيد مجتمعي أو خوف داخلي أن يوقفكِ. الملاكمة تعلّمكِ أن تُقاتلي من أجل ما تُحبين، وأن تقفي بشجاعة حتى بعد السقوط. ابحثي عن شغفكِ، وكوني صوتًا لا صدى، واعملي بجد، فكل لكمة تتلقينها في الحلبة تصقلكِ وتجعلكِ أقوى خارجها"
وعن خططها المستقبلية، قالت إن هدفها القريب هو التعافي الكامل والعودة للحلبة، والمشاركة في بطولات دولية لتمثيل الأردن. أما على المدى البعيد، فهي تفكر في خوض مجال التدريب، خاصة لتأهيل جيل جديد من الفتيات، وتقول: "أريد أن أكون قدوة، مصدر إلهام، وأُثبت أن الفتاة الأردنية قادرة على التدريب، والمنافسة، والتميّز في رياضة الملاكمة
ومن جانب اخر أكدت لاعبة رفع الأثقال من ذوي الإعاقة ثروت الحجاج أن الطريق إلى النجاح في الرياضة محفوف بالتنازلات والتحديات، مشيرة إلى أن "لا شيء يأتي بسهولة"، وأن الإصرار والعزيمة هما مفتاح الإنجاز، خاصة في وجه الصعوبات المجتمعية والنفسية
وفي حديث خاص لـ “عمان نت"، استذكرت الحجاج مشاركتها في دورة الألعاب البارالمبية في البرازيل عام 2016، والتي حققت خلالها الميدالية الفضية، مشيرة إلى أنها كانت تمر بظروف صعبة وكانت على وشك التخلي عن حلمها، لولا تمسكها بالتحدي والرغبة في إثبات الذات
ولفتت الحجاج إلى نظرة المجتمع السلبية تجاه الفتيات في الرياضة، خاصة عند ممارستهن رياضات يُنظر إليها على أنها "خاصة بالرجال"، مثل رفع الأثقال، قائلة: "تعرضت للكثير من الانتقادات لأني فتاة وبمارس رياضة شباب، بس كنت مؤمنة بحلمي"
وعلى المستوى المحلي، عبّرت الحجاج عن تفاؤلها بمستقبل الرياضة النسوية في الأردن، مؤكدة أن الفرص أصبحت أكثر تهيؤًا للسيدات، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال. لكنها شددت في الوقت ذاته على أن تحديات الرياضيين من ذوي الهمم تبقى الأصعب، لما تتطلبه من مضاعفة الجهد وتجاوز الكثير من العوائق
وختمت الحجاج حديثها بالتأكيد على أن الرياضة النسوية الأردنية في تطور مستمر، معربة عن أملها بأن يكون الجيل القادم حافلًا بالأبطال الحقيقيين الذين يمثلون الأردن في المحافل الدولية











































