الرياح بديل الحكومة عن النفط... والحطب بديل المواطن!

الرياح بديل الحكومة عن النفط... والحطب بديل المواطن!
الرابط المختصر

البحث عن مخرج من فاتورة نفط مرتفعة دفع بالحكومة لوضع إستراتيجية لاستغلال الطاقة المتجددة للرياح والشمس والمياه في محاوله منها للخروج بالبلد من ارتفاع أسعار المحروقات الذي ألهب أسعار المواد الأساسية.ولهذا كلف رئيس الوزراء معروف البخيت لجنة وزارية متخصصة للعمل على إعداد سياسات واستراتيجيات واضحة فيما يتعلق باستخدام وتشجيع الطاقة المتجددة.

هذه السياسات بين رئيس الوزراء معالمها بمجموعة من الإجراءات ستتخذها الحكومة في المستقبل من أبرزها أعادة فتح الدراسات القديمة المتعلقة باستخدام الطاقة المتجددة ووضعها حيز التنفيذ، ويقول البخيت في هذا الخصوص في محاضره سابقة له : " بدأنا منذ 20 عاما في قضايا استخدام الطاقة المتجددة كالرياح و الطاقة الشمسية لكننا لم نعطيها الاهتمام الكافي، الآن سنعيد محاولة رفع نسبة الاستفادة من هذه الموارد البديلة من خلال تنويع المصادر التي نحصل منها على الطاقة، وهناك خطط كثيرة في مجال استخدام الطاقة فلا يعقل ان يبقى الأردن يستورد النفط من مصدر واحد وان يكون لدينا مصفاة واحدة غير امن هذا الوضع".

المواطن الأردني هو أيضا وضع إستراتيجية خاص به لخلق بدائل عن استخدام المشتقات النفطية، ويقول المواطن أبو أيوب احد مروجي الإستراتيجية " الحطب هو الحل ".. ويتابع " أصبح المواطن الأردني يستخدم الحطب في التدفئة وخصوصا من قبل ذوي الدخل المتدني في المناطق الفقيرة، لان الحطب أوفر بكثير من الكاز والغاز اللذان أصبحا يلهبان جيوب المواطنين، ناهيك على أن صوبة الحطب تعطي دفئا اكبر".

هذه الإستراتيجية تأتي في الوقت الذي كشف به ملخص موازنة 2007 على عدم وجود أي دعم للمحروقات، على عكس العام الحالي حيث بلغ الدعم375 مليون دينار.

ويقدم رئيس الوزراء تلخيصا سريعا عن أهم التحديات تواجه الأردن في مجال استخدام الطاقة وكيفية التعامل معها ويقول" هناك تحدي كبير متمثل في حجم الفاتورة النفطية، فأزمة النفط خانقه فإذا كان عام 2006 صعبا فأن عام 2007 سيكون أصعب بسبب التحديات الداخلية والخارجية، فمنذ عام 2005 تضاعفت أسعار النفط عالميا 5 مرات وأصبحت الفاتورة النفطية تستهلك ثلث الدخل وهذا أمر غير طبيعي،نحن جاهزون ولدينا خطط لمواجهة الأزمة، وعملنا على محاور عديدة لمواجهة الأزمة ووضعنا العديد من الخطط لترشيد استهلاك الطاقة وفرض التقنين وتحديدا في مجال النقل الذي نواجه فيه مشكل كبيره حيث ان 37 % من استهلاكا للنفط يصب في هذا القطاع سنقوم بتحديد خطوط نقل معينة تستخدمها لحافلات مثلا أو السيارات، ومن جهة أخرى سنعمل على استثمار الطاقة التخزينية فالموجود لدينا من مخزون نفطي لا يكفينا 33 يوما بالتالي هناك خطط سريعة لمضاعفت هذا الرقم قبل نهاية هذا العام، لذا سرعنا العمل في المشاريع كإنشاء محطات التوليد تحويل بعض الصناعات للعمل على الغاز، وندرس استخدام الصخر الزيتي حيث تم توقيع مذكرات مع ثلاث شركات للاستغلال الصخر الزيتي على الرغم ان التوقعات ضئيلة في هذا المجال كما ان هناك مخاطر بيئية وأضافه الى ان استخراج الصخر الزيتي يحتاج لكميات كبيرة من المياه، ومن خططنا لاستخدام الطاقة البديلة كالرياح".


لكن ما مدى فاعلية استخدام الطاقة المتجددة في الحد من الاعتماد على المشتقات النفطية؟ وهل تقنيات استخدام هذه الطاقة متوفرة في الأردن؟ هنا يجيب مدير الشركة الأردنية الروسية للطاقة البديلة د.ياسين الحسبان " الطاقة المتجددة تساهم في توفير 80% من استخدام المشتقات النفطية، واكبر مثال استخدام السخانات الشمسية في المنازل حيث توفر مابين 40% الى 70% من استخدام مادة الديزل في التدفئة و تسخين المياه وهذا الموضوع مجرب ولاقى نجاح كبير في الأردن، لكن العائق الكبير أمام استخدام هذه التقانة هي السعر الكبير لهذه الأنظمة لأنها تصنع خارج الأردن ومكلفة في إنتاجها، كما ان هذه الأنظمة تخضع لضرائب ورسوم جمركية على عكس العديد من الدول التي تعفي هذه الأنظمة من الضرائب بهدف تشجيع المواطنين على امتلاكها".


الحكومة كانت قد رصدت مبلغ 450 مليون دينار لتنفيذ سياستها الرامية إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة لتشكل 3% من مجمل الطاقة الأولية بحلول عام 2015، وفقا لما جاء في التقرير السنوي الصادر عن وزارة الطاقة.

أضف تعليقك