الرفايعة: الضربات بين إيران وأمريكا رمزية.. والمواجهة انتهت عند هذا الحد

الرابط المختصر

اعتبر المحلل السياسي الأردني باسل الرفايعة أن الضربات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة مؤخرًا حملت طابعًا رمزيًا أكثر من كونها مواجهة عسكرية شاملة، مشيرًا إلى أن الطرفين تبادلا "البلاغات" دون تسجيل خسائر حقيقية حتى الآن.

وقال الرفايعة في منشور له عبر مواقع التواصل، إن "الصواريخ الإيرانية على قاعدة العُديد في قطر تساوي القنابل الأميركية على منشأة فوردو النووية الإيرانية"، موضحًا أن الضربتين كانتا بمثابة رسائل سياسية أكثر منها عسكرية.

ووصف الضربة الأمريكية بأنها "رمزية على رأس المشروع النووي الإيراني لحكّ جرب نتنياهو قليلًا"، بينما جاءت الضربة الإيرانية كـ"رد اعتبار" عبر استهداف أكبر قاعدة أميركية في المنطقة "من أجل كبرياء المعركة".

وأضاف أن هذه الجولة من التصعيد انتهت عند هذا الحد، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي "شكر إيران وقطر، وهنأ العالم على السلام، وشجّع إسرائيل عليه"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تنوي التصعيد في المرحلة الحالية.

وخلص الرفايعة إلى أن ما جرى لا يعدو كونه جولة من الحرب الباردة الساخنة، تم خلالها "إضعاف المشروع النووي الإيراني دون القضاء عليه، وإخراج إسرائيل من جحيم الصواريخ الباليستية"، مرجحًا أن تكون هناك جولات أخرى قادمة.

وقف الإبادة في غزة أولوية 

وقال الرفايعة إن إيران، إذا قررت احتواء الحرب عند هذا الحد، كما ترغب الولايات المتحدة وإسرائيل، فعليها أن تمنح أولوية قصوى لوقف الإبادة المستمرة في غزة، باعتبارها السبيل لتسجيل "نصر سياسي" يعزز موقفها بعد تجاوز أخطر السيناريوهات التي كانت متوقعة عقب قصف "العُديد" و"فوردو".

وأضاف الرفايعة، في منشور اخر له، أن استمرار المناوشات مع إسرائيل أيامًا قليلة فقط، قد يمنح إيران فرصة لردع أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤقتًا على الأقل، مع الحفاظ على موقعها في غرب آسيا، خاصة أن الصواريخ الباليستية لا تضع أعباء على طهران كما تفعل القنابل النووية على خصومها.

وأشار إلى أن طهران استفادت من موجة التضامن العالمي مع غزة، ومن الغضب الشعبي المتصاعد ضد العدوان الإسرائيلي، ما يجعل من الذكاء – برأيه – أن تُدخل ملف غزة بقوة في أوراق المفاوض الإيراني، سواء لتثبيت مكانتها الإقليمية، أو دعماً لحلفائها في فصائل المقاومة الفلسطينية، ولبنان، والعراق، واليمن.

وأكد الرفايعة أن حضور غزة في حسابات التهدئة والتحرك الدبلوماسي سيحول دون "تبديد هذا التعاطف الدولي"، وقد يمنح إيران تفوقًا معنويًا يتجاوز حدود الرد العسكري إلى ترسيخ معادلات ردع جديدة في المنطقة.