الربيع العربي.. يحضر بقوة في دافوس واسرائيل تغيب
بلير: "إذا لم يشعر الناس بتقدم ملموس خلال السنوات الثلاث المقبلة ستكون هناك ردود فعل شعبية عارمة".
أولبرايت: "الربيع العربي انتهى وبدأت اليقظة العربية والصحوة العربية"
العربي: لأول مرة الشعب العربي له القول الأخير
ماكين: على الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد على نجاح الربيع العربي
انتهت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي استمر ليومين عقد خلالهما ما يقارب 37 فعالية ما بين جلسات حوارية وندوات وورشات ومناظرات.
وتغلبت السياسة على الاقتصاد لأول مرة في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي؛ فبرغم من أنه جاء تحت عنوان " النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي" إلا أن الحديث بدا وكأنه على "منتدى الربيع العربي".
هذا التركيز على نتائج الربيع العربي جاء وسط غياب تمثيل إسرائيلي في المنتدى الاقتصادي والذي يشهد بالعادة تمثيل واضح ممثل بالحكومة الإسرائيلية؛ والذي يأتي في ظل تخوف اسرائيل للربيع العربي ونتائجه.
فتركيز المنتدى الاقتصادي على الربيع العربي ليس مستهجناً في ظل ما شهدته المنطقة العربية من تحولات جذرية ليس فقط على صعيد تبدل الأنظمة العربية بل على صعيد تحول المواقف الدولية من عدة قضايا صاحبت الربيع العربي.
ولعل أبرز نقاط تركيز المؤتمر على الربيع العربي بدأت في أولى جلسات افتتاح المنتدى الاقتصادي بتوجيه تحية ومباركة إلى رئيس الحكومة الانتقالية الليبي محمود جبريل الذي كان متواجد خلال المنتدى.
أما أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي فتحدث في أحد جلسات المنتدى وهو يستشعر ذروة النصر؛ معبراً عن تفائله في قدرة الشعوب العربية على تحقيق ما تريده؛ مبيناً أن الشعب العربي لأول مرة أصبح له القول الأخير.
واعتبر العربي أنه وفي الوقت الراهن من السهل القضاء على اسرة حاكمة لكن من الصعب البناء من جديد.
أما المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية المصرية وأمين عام جامعة الدول العربي عمر موسى فبين هو الآخر خلال أحد الجلسات بأن "الانتخابات أساس الديمقراطية، وعلى الشعوب أن تتقبل النتائج".
ولم يبدو الحديث عن الربيع العربي فقط خلال جلسات المنتدى وإنما تعداه إلى الحديث الخاص ما بين قادة العالم فيما بينهم؛ ليسأل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح امين عام جامعة الدول العربية السابق عمر موسى عن مدى معرفته بما حدث لعائلة القذافي، فيجيبه موسى "لا أعلم" فيرد عليه صالح: "علمت أنهم ذهبوا إلى الجزائر".
ولم يقف استشعار الربيع العربي لدى ممثلي الدول العربية بل تعداه إلى الدول الأوروبية أيضاً؛ ليتحدث توني بلير ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط على هامش المنتدى الاقتصادي بأنه "إذا لم يشعر الناس العاديين بتقدم ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة ستكون هناك ردود فعل شعبية عارمة"؛ ممهلاً بذلك الدول العربية فترة 3 سنوات لتحقيق ما يطلبه الشعب العربي.
واضاف بلير بأن ترجمة التغييرات التي احدثها الربيع العربي هو التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومات.
ولم يكتفي بلير عند هذا الحد بأثر الربيع العربي بل ذهب لاستشراف العودة إلى المفاوضات من خلال الربيع العربي؛ حيث أشار إلى أن الربيع العربي يوفر فرصة لوضع عملية السلام على مسار أكثر استقراراً؛ مضيفاً: "أن الربيع العربي يساهم في تغيير مواقف جميع الأطراف وبذلك يمنحنا الفرصة لإحراز التقدم".
بدورها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت بأن الربيع العربي انتهى وبدأت اليقظة العربية والصحوة العربية.
وبالرغم من تحفظ الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الربيع العربي عن الإعلان عن موقفها أو حتى محاولة انتظار النتائج قبل التسرع بإعلان موقفها؛ إلا أنها نهاية حسمت موقفها باتجاه رؤيتها لمصالحها في المنطقة؛ وبدا هذا في حديث عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين حين قال بأن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد على نجاح الربيع العربي، وبأن الشباب العرب يرغبون بقيادة الولايات المتحدة للعالم.
بل تعدا ذلك إلى ترحيب ماكين بمشاركة الإسلاميين بالسلطة؛ بقوله: "أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تخشى من المشاركة السياسية للأحزاب الإسلامية في الدول العربية".
إذن ربيع عربي تحصده المنطقة العربية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي ليجمع غالبية المشاركين على أنه نقطة تحول تاريخية سيصحبها تغيير جذري في الانظمة ومواقف الأطراف الأخرى.
هذا وشهد المنتدى الاقتصادي الحالي المشاركة الأكبر لرؤساء الدول والحكومات؛ حيث شارك به أكثر من 1000 شخصية تمثل 50 دولة من بينهم رؤوساء الحكومات؛ ومن أهم الشخصيات التي شاركت؛ رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الرئيس الباكستاني وآصف علي زرداري، والرئيس الروماني ترايان باسيسكو، رئيس الوزراء المصري عصام شرف، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، ورئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي، ووزير النفط الكويتي محمد محسن البصيري، والامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والسناتور عن ولاية اريزونا (جمهوري) في الولايات المتحدة الأمريكية جون ماكين، ووزير التشغيل والتكوين المهني في المغرب جمال أغماني، ووزير الصناعة والتجارة الخارجية في مصر محمود عيسى، والمبعوث الخاص لمجموعة الثمانية للدول العربية إدوار بالادور، وممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط توني بلير، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين البرايت، ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نعمت شفيق، ورئيس البنك الأفريقي للتنمية في تونس دونالد كابيروكا.