الرئيس السوري يزور عمان قريبا

الرابط المختصر

نقل رئيس الوزراء نادر الذهبي ، رسالة شفوية من الملك عبدالله الثاني الى اخيه سيادة الرئيس السوري بشار الاسد، تتعلق بتعزيز التضامن العربي وتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وذلك خلال استقبال الرئيس السوري لرئيس الوزراء في قصر الشعب بدمشق امس.



واعلن رئيس الوزراء ان سيادة الرئيس السوري سيقوم بزيارة الى عمان في وقت قريب.

واكد الذهبي في تصريحات للصحفيين ان تعزيز التضامن العربي يأتي على سلم
اولويات السياسة الخارجية الاردنية، وتعزيز هذا التضامن من خلال الفعاليات
والانشطة المختلفة.



وبحث رئيس الوزراء وسيادة الرئيس الاسد خلال اللقاء الذي حضره رئيس مجلس
الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري ووزيرا الصناعة والتجارة المهندس
عامر الحديدي والنقل المهندس علاء البطاينة والسفيران الاردني في دمشق عمر
العمد والسوري في عمان اليات تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في
مختلف المجالات خدمة لمصالح البلدين .



واكد الجانبان الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الاردنية السورية في
مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وازالة اي
عقبات قد تعترض مسيرة التعاون بين البلدين .

واوضح الذهبي ان الحكومة وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني عازمة على
اتخاذ كل ما من شانه تنمية وتطوير العلاقات الاردنية السورية خدمة لمصالح
البلدين .



واكد رئيس الوزراء ان العلاقات الاردنية السورية علاقات تاريخية وراسخة
وهي تتقدم بخطوات الى الامام بفضل الرعاية التي تحظى بها من قبل قيادتي
البلدين .



كما اكد رئيس الوزراء وسيادة الرئيس السوري اهمية تقديم التسهيلات
والحوافز اللازمة للقطاع الخاص في البلدين ليقوم بالدور المامول منه في
تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وتطرق الحديث خلال اللقاء الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك
وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط حيث اكد الجانبان اهمية ادامة
التعاون والتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجه الامة العربية
. وحمل سيادة الرئيس السوري رئيس الوزراء تحياته الى الملك عبدالله الثاني
وتمنياته للاردن بقيادة جلالته مزيدا من التقدم والازدهار وتطلعه لمزيد من
التعاون بين البلدين .



وعاد الذهبي من دمشق بعد زيارة رسمية استمرت يوما واحدا وجرى لرئيس
الوزراء استقبال رسمي في مطار دمشق الدولي حيث كان في استقباله رئيس مجلس
الوزراء السوري وعدد من الوزراء والمسؤولين والسفير الاردني في دمشق عمر
العمد واركان السفارة.



وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والجمهوري السوري واستعرض الذهبي حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.

وتركزت مباحثات الذهبي و رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري
على سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآليات تطوير التعاون الثنائي المشترك في
شتى المجالات وبخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وابدى رئيس الوزراء ونظيره السوري ارتياحهما للتقدم الذي تشهده العلاقات
الاردنية السورية بفضل الرعاية والاهتمام الذي تحظى به من قبل القيادتين
السياسيتين في البلدين مؤكدين حرصهما على ازالة اي عقبات تعترض مسيرة
التعاون المشترك بينهما.

كما شددا خلال المباحثات التي حضرها عدد من الوزراء وممثلي الفعاليات
الاقتصادية من القطاع الخاص في البلدين على اهمية الدور الذي يقوم به
القطاع الخاص في زيادة حجم التجارة البينية بين البلدين مؤكدين التزام
الحكومتين الاردنية والسورية على تقديم كل التسهيلات والحوافز اللازمة
لتمكينه من القيام بالدور المامول منه في تعزيز العلاقات الاقتصادية
والتجارية والاستثمارية بين البلدين.

الارتقاء بالعلاقات

واكد رئيس الوزراء نادر الذهبي ان هذه المباحثات تعكس رغبة حقيقية صادقة
من قبل قيادتي البلدين للارتقاء بالعلاقات الاردنية السورية وفتح مجالات
اوسع للتعاون المشترك وبشكل ينعكس ايجابيا على البلدين.



وشدد رئيس الوزراء على ان تعزيز التعاون والتكامل العربي المشترك ياتي في
مقدمة اولويات السياسة الاردنية الخارجية التي يقودها الملك عبدالله
الثاني . وقال ان التبادل التجاري بين الاردن وسوريا وعلى الرغم انه شهد
زيادة مستمرة خلال السنوات الاخيرة الا اننا نطمح بان يكون اكثر مما هو
عليه الان بالنظر الى الرغبة المشتركة في زيادته والامكانات المتوفرة لدى
البلدين مؤكدا بهذا الصدد اهمية الاستئناس باراء القطاع الخاص في البلدين
حول الاجراءات الحكومية التي يعتقدون بانه من الضروري اتخاذها لتسهيل
عملهم باعتبار القطاع الخاص هو الاقدر والاسرع في زيادة مستوى التبادل
التجاري.



واقترح رئيس الوزراء بان تكون هناك زيارة مماثلة لرجال الاعمال والقطاع
الخاص السوري الى عمان لاستكشاف افاق تعاون جديدة بين البلدين.

كما اكد رئيس الوزراء اهمية اجراء مراجعة شاملة لجملة الاتفاقيات ومذكرات
التفاهم الموقعة بين البلدين لضمان ايجاد الاليات الكفيلة بتنفيذ ما لم
ينفذ منها.

وقال الذهبي ان الازمة المالية العالمية وانعكاساتها ستكون سلبية على
العديد من اقتصاديات الدول مضيفا ''نحن لسنا بمناى عن ذلك ولا بد ان نراجع
اقتصادياتنا مع بعضنا البعض وكيفية التعاون للتخفيف من اثرها علينا''.

تعزيز التعاون

من جانبه عبر رئيس مجلس الوزراء السوري عن ثقته وتفاؤله الكبيرين بان تفضي
المباحثات الى نتائج ايجابية تعزز التعاون القائم بين البلدين في المجالات
الاقتصادية والتجارية والتنموية وبما يشكل خطوة مهمة في مضمار التنسيق
العربي المشترك.

واكد ان المباحثات ستسهم في ارساء لبنة جديدة في صرح علاقات التعاون
السورية الاردنية وتفعيل دور ومساهمة رجال الاعمال والفعاليات الاقتصادية
والتجارية في البلدين بهدف تطويرها وتوسيع افاقها وتحقيق خطوات وانجازات
جديدة في مسار التكامل الاقتصادي الذي نسعى لبلوغه.

وقال ان تطورات الاحداث الراهنة بما فيها الازمات المالية العالمية باتت
تفرض على العرب في هذه المرحلة بشكل خاص رفع درجات التعاون والتضامن
للنهوض بالعمل العربي المشترك الى المستوى الذي يلبي طموحات ابناء الامة.

واضاف لقد اكدت سوريا في مختلف المناسبات ان استتباب الامن والاستقرار في
المنطقة يعد السبيل الاساسي لتقدمها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي، مبينا
ان سوريا تعمل من اجل هذا الهدف في اطار عملية تحقيق السلام العادل
والشامل القائم على مبدا الارض مقابل السلام والمرتكز على قرارات الشرعية
الدولية.

وبحث رئيس الوزراء ونظيره السوري سبل زيادة التعاون بين البلدين في
المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتم التركيز على اهمية تسهيل
الاجراءات المتعلقة بانسياب حركة الاشخاص والبضائع بين البلدين.

واتفق الجانبان على تشكيل لجنة برئاسة وزير الصناعة والتجارة الاردني
ووزير الاقتصاد والتجارة السوري لدراسة اي عراقيل او صعوبات تعترض مسيرة
التعاون والتبادل التجاري فضلا عن دراسة امكانية توحيد التشريعات المتعلقة
بالمجال التجاري.

كما اتفقا على تشكيل لجنة برئاسة وزيري النقل في البلدين تعمل على حل
المشاكل التي يواجهها قطاع النقل باعتباره من اهم القطاعات الحيوية التي
لها اثر مباشر على حركة البضائع والاشخاص بين البلدين.

وبحث رئيس الوزراء نادر الذهبي مع نظيره السوري موضوع الاردنيين الثلاثة
الذين تم الابلاغ عن فقدانهم في سوريا مؤخرا حيث وعد الجانب السوري
بمتابعة هذا الموضوع بالسرعة الممكنة.

تفعيل اتفاقيات وقال رئيس الوزراء في تصريحات للصحفيين عقب المباحثات ان
هذه الزيارة تهدف للتباحث مع رئيس الوزراء السوري في تعزيز اواصر التبادل
التجاري والاقتصادي وجميع الانشطة التي لها علاقة بذلك وتسهيل عبور
الاشخاص والبضائع بين البلدين بيسر وسهولة وتذليل العقبات التي تعترض نشاط
القطاع الخاص.

واشار الى وجود مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرتوكولات التي
تم توقيعها في وقت سابق وبعضها غير مفعل حيث سيتم اعادة النظر بها وتفعيل
بعضها او تجديدها، لافتا الى انه ستكون هناك لجان متابعة حثيثة من بعض
الوزراء في كلا البلدين ومراجعة شخصية بين رئيسي الوزراء كل ستة اشهر
للتاكد من تذليل جميع العقبات التي تعترض مسيرة التعاون الثنائي.

وقال ان الازمة المالية العالمية تستوجب علينا مزيدا من التعاون وزيادة التبادل التجاري العربي العربي اكثر من اي وقت مضى.

تفاؤل اقتصادي

من جانبه بين رئيس مجلس الوزراء السوري ان اللقاء شكل فرصة للتباحث في
ايجاد حلول للعديد من المشاكل والعقبات التي تعترض التعاون الاقتصادي بين
البلدين، مبينا انه تم الاتفاق على ايجاد حلول لهذه المشاكل وغالبيتها في
قطاع النقل. وعبر عن تفاؤله بان تصل الحركة الاقتصادية والتبادل التجاري
بين البلدين مع نهاية هذا العام الى 800 مليون دولار وبما يحقق قفزات
نوعية في العلاقة بين البلدين.

وشكلت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء نادر الذهبي الى سوريا والتي
رافقه خلالها وفد كبير يمثل مختلف الفعاليات الاقتصادية من القطاع الخاص
والمباحثات التي تم اجراؤها فرصة للقطاع الخاص للتعرف عن كثب على الفرص
المتاحة للاستثمار وزيادة حجم المبادلات التجارية بين البلدين.

حل مشاكل النقل

واكد رئيس غرفة تجارة الاردن العين حيدر مراد ان الزيارة كانت ناجحة بكل
المقاييس كونها بحثت العديد من القضايا المهمة المتعلقة بزيادة حجم
التجارة والاستثمار وتسهيل حركة انسياب الاشخاص والبضائع وحل مشاكل النقل
وزيادة الاستثمار في مختلف المجالات وخاصة التعليم والادوية.

واشار الى انه تم توجيه الدعوة للقطاع الخاص السوري لزيارة الاردن للبحث في فرص التعاون والاستثمار المشترك.

تعاون طبي

رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي حموري اكد بدوره ايضا ان
الزيارة كانت ناجحة وايجابية، مبينا انه تم بحث التعاون في المجال الصحي
وبشكل خاص فتح المجال امام المستثمرين الاردنيين لبناء وتجهيز مستشفيات
خاصة في سوريا حيث اكد الجانب السوري ان المجال مفتوح دون قيود على
الاردنيين.

كما نوه بان الزيارة كانت فرصة مناسبة للحديث في موضوع تشجيع السياحة
العلاجية علما بان 12 الف مريض سوري كانوا تلقوا العلاج في المستشفيات
والمراكز الاردنية خلال العام الماضي ،مضيفا باننا طالبنا بان يكون الاردن
قبلة العلاج بالنسبة للمرضى السوريين وخاصة الذين يعالجون على نفقة الدولة.

وقال الدكتور حموري انه تم التباحث في زيادة التعاون في مجال التعليم
الطبي وتبادل الخبرات والزيارات بين المدراء والعاملين في القطاع الطبي
العام والخاص في سوريا مع نظرائهم في الاردن.