الدكتورة رغدة عرنكي توضح أسباب انجراف الناس وراء الشائعات وآثارها السلبية على الأفراد والمجتمع

الرابط المختصر

أكدت الدكتورة رغدة عرنكي، المتخصصة في علم النفس الكلينيكي وعضو هيئة التدريس في جامعة البلقاء التطبيقية، أن الشائعات لم تعد مجرد ظاهرة عابرة في الفضاء الرقمي، بل أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لما تسببه من قلق وخوف لدى الأفراد وزعزعة للثقة بالمؤسسات وإثارة للفتن والانقسامات داخل المجتمعات.

وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "طلة صبح" عبر أثير راديو البلد، أوضحت عرنكي أن الشائعة بطبيعتها تفتقر إلى المنهج العلمي والمصداقية، وتقوم عادة على موضوعات غامضة تثير اهتمام الجمهور، مما يعزز انتشارها السريع. وبيّنت أن هناك عوامل نفسية تدفع البعض لتصديق الشائعات أو الترويج لها، منها القلق، الحقد، الحاجة إلى لفت الانتباه، أو ضعف النضج النفسي، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإيحاء والانجراف خلف أخبار غير موثوقة.

وحذّرت عرنكي من تأثير الشائعات على الأطفال واليافعين، حيث أن خيالهم الواسع يجعلهم عرضة لتكوين تصورات مخيفة تؤثر على استقرارهم النفسي، وقد تؤدي إلى مشاكل كالقلق، الاكتئاب، والانطواء. كما شددت على خطورة التنمر الإلكتروني المرتبط بالإشاعات، خصوصاً عندما تستهدف الطفل أو عائلته.

ودعت إلى تعزيز التربية الإعلامية والنفسية كأدوات وقائية، سواء على مستوى الإعلام أو الأسرة، مشيرة إلى ضرورة تعليم الأطفال وأولياء الأمور مهارات التحقق من المعلومات، وعدم تصديق كل ما يُنشر على وسائل التواصل. كما حثّت الأهالي على الاستماع لمخاوف أطفالهم واحتضانهم، بدلاً من السخرية من مشاعرهم.

وفي ختام حديثها، شددت عرنكي على أهمية التحلي بدرجة من الشك الإيجابي، وتحليل الأخبار ومصادرها قبل تصديقها أو مشاركتها، مؤكدة على ضرورة أن يكون المصدر موثوقًا، خصوصًا في القضايا الحساسة مثل الحرب والأزمات، كما حدث خلال تداول شائعات حول "حرب إيران على إسرائيل"، حيث لعبت التصريحات الرسمية الموثوقة دوراً كبيراً في طمأنة المواطنين.