
الدكتورة أمينة الحطاب توضح دوافع لجوء الناس إلى المعالجين الروحيين، النفسية والاجتماعية

حذّرت الدكتورة أمينة الحطاب، مؤسسة «اطمئن للدراسات والأبحاث والاستشارات الاجتماعية والتربوية والنفسية»، من خطورة لجوء بعض الأشخاص إلى ما يُعرف بـ «المعالجين الروحيين» رغم التقدم الطبي والعلمي في الأردن، معتبرة أنّ هذا السلوك يُعزى بالأساس إلى عوامل نفسية واجتماعية معقدة.
وفي مقابلة مع راديو البلد، أوضحت الحطاب أنّ الشعور باليأس، وفقدان السيطرة في أوقات الأزمات، ورغبة البعض في إيجاد حلول سريعة وسحرية لمشكلاتهم، تدفعهم أحيانًا نحو هؤلاء المدعين بالعلاج الروحي. وأضافت أنّ البعض يلجأ إليهم بدافع الانتقام أو الحقد أو الغيرة، فيما يلجأ آخرون بدافع الحاجة لتصديق أنّ قوة غيبية قادرة على حل مشاكلهم.
وبيّنت الحطاب أنّ الخلط بين التدين السليم والمعتقدات الدينية الخاطئة يساهم في زيادة الإقبال على هذه الفئة، خاصة عندما يُقدَّم هؤلاء الأشخاص بمظهر المتدين على وسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة كافية.
وأكدت الحطاب أنّ الأزمة النفسية والضغوط الاجتماعية تجعل البعض أكثر عرضة للاستغلال، مشيرة إلى أنّ النساء غالبًا ما يكنّ الضحايا، بسبب ضعف بنيتهن الجسدية أو قدرتهن الأعلى على التحمّل، وهو ما يجعل المدّعين بالعلاج الروحي يستهدفونهن بشكل أكبر مقارنة بالرجال.
وشددت الحطاب على ضرورة تعزيز التفكير العلمي والمنطقي في مواجهة هذه الظواهر، والتمسك بالوسائل العلاجية الموثوقة، وعدم الانجرار وراء الوهم تحت مسمى العلاج الروحي، داعيةً إلى وعي مجتمعي أكبر لمواجهة استغلال حاجة الناس وضعفهم في لحظات الأزمات.
يُذكر أنّ حديث الحطاب جاء في سياق حادثة مؤسفة أثارت الرأي العام الأردني مؤخرًا، حيث تعرّضت فتاة لإصابات خطيرة بعد جلسة عنف لدى أحد المدّعين بالعلاج الروحي في جنوب عمّان، قبل أن يتم توقيفه ومحاسبته قضائيًا.