الدائرة الثالثة وسائل فريدة لحصد الاصوات

الرابط المختصر

يحتدم صراع الدعاية الانتخابية في الدائرة الثالثة في عمان حيث ابتكر فيها بعض المرشحين طرق جديدة للدعاية الانتخابية تمكنهم من الوصول بسهولة إلى جميع فئات المجتمع بالرغم من الكلفة العالية لبعض هذه الوسائل.

وإذا كانت الصحف اليومية تعج بإعلانات مرشحين من مختلف الدوائر غالبيتهم من الدائرة الثالثة فإن بعض الوسائل اقتصرت تقريباً على هذه الدائرة.
 
حيث يقوم بعض مرشحي الدائرة الثالثة تحديدا بارسال رسائل نصية قصيرة عبر الهاتف النقال لعينة كبيرة من الناخبين في دائرتهم يدعونهم فيها لمنحهم أصواتهم" الغالية" . ويحصل المرشحون على أرقام وعناوين الناخبين عن طريق شركات "خدمات تزويد المحتوى" التي تقوم بدورها بعملية الإرسال.
 
المواطن سامي حسين يتذمر من هذه الوسيلة التي يحاول فيها المرشحين جذبه على التصويت لهم أو ربما ثنيه للعدول عن رأيه في إختيار مرشحه" هذه الوسيلة مثيرة للسخرية؛ لن أقوم بانتخاب أحدهم حتى ولو أرسل مليون "مسج"."       
 
احد مرشحي الدائرة الثالثة، الذي يأتي كغالبية مرشحي هذه الدائرة من خلفية تجارية وغنية، وصف ارسال الرسائل القصيرة للناخبين بالطريقة المجدية التي يستطيع بواستطها المرشح الوصول الى كافة الشرائح والترويج لبرنامجه الانتخابي.
 
الكاتب والصحفي ماهر أبو الطير يرى أن موسم الإنتخابات ينعش كثير من القطاعات وخصوصا الدعائية منها كوسائل الإعلام وشركات الإتصالات، ولكنه وجد ان البذخ في الدعاية أفرز تذمراً وتساؤلات في الشارع الأردني حول حجم هذا الإنفاق الدعائي الضخم " كان الأولى انفاق هذه الأموال على مشاريع استثمارية لدعم الطبقة الفقيرة بدلا من انفاقها في أساليب دعائية غير مجدية، إذ أن هذه الوسائل لاتؤثر على الناخب بقدر ما تحمله من رسائل موجهة في كثير من الأحيان إلى المرشحين المنافسين ".  
 
 
Facebook  والإنتخابات :

      
 
هذا وكان للشبكة العنكوبتية نصيبها من الدعاية الانتخابية، إذ تمتلئ مواقع عديدة بدعايات وصور المرشحين ولم يتوقف الأمر عند هذ الحد إذ وصلت دعايات مرشحي الدائرة الثالثة  إلى موقع facebook  الذي انتشر في أنحاء العالم أجمع، ويقارب عددهم 4-5 مرشحين يتوزعون ما بين نواب مخضرمين وبين من يجرب حظه لأول مرة في هذه الانتخابات.
 
أحد المرشحين المشتركين والذي عرف عنه العمل الطويل في مجال الخدمة العامة يرى في هذا الموقع الذي يستخدمه كإحدى وسائل الدعاية فائدة جمة "مداخلات و ملاحظات المشتركين تثري برنامجه الإنتخابي وتطلعه بشكل سهل على قضايا الشباب".
 
يعتقد المواطن أحمد رباح أنها وسيلة جيدة لتبادل الأفكار وتواصل المرشح مع الشباب من خلال هذا العالم الصغير "أنا لا أتابع الصحف ولا حتى التلفاز؛ جلّ اهتمامي ينصب على الإنترنت وتحديداً مواقع الدردشة التي تمكنني من معرفة و رؤية المجتمع بصورة أوضح"
         
ويشير أبو طير أن دخول هذه الوسائل الجديدة في الحملات الانتخابية واستخدام مفهوم الصورة للوصول إلى الناخب تحديدا في الدائرة الثالثة يعود الى تآكل السمعة التاريخية وغياب الشعار السياسي عن هذه الدائرة في الآونة الأخيرة " التغيير في وسائل الدعاية الانتخابية يتناسب مع التغيير في الوعي والتعليم والتأثر بمجتمع الاتصالات؛ فيعتمد المرشح على جاذبية الصورة باخفاء عيوب الوجه وربما عيوب أخرى..."      
 
بينما يعتقد الكاتب و الصحفي جهاد المومني أن استخدام التكنولوجيا في عملية الدعاية الانتخابية حق مشروع للمرشح في ايصال مبادئه ودعواته للناخبين "وبما أن الدائرة الثالثة تعتبر مركز للإقتصاديين و أصحاب المال فإن مرشحيها هم الأكثر ظهوراً في الدعاية الانتخابية لتوفر الإمكانيات المادية لديهم، ولكن هنالك البعض ممن يستخدم الدعاية الانتخابية الرخيصة التي لا تقوم على مبدأ سوى المال والتي تظهر قصورا في تقديم المرشح لنفسه".
     
هذا وقدر مصروف الدعاية الانتخابية حتى الآن في الدائرة الثالثة بضعف كلفة الدعاية في باقي دوائر عمان التي تقدر بملايين الدنانير، مع الإشارة أن هذا الإنفاق هو سابقة في الدعاية الإنتخابية الأردنية على مر السنيين.