الخيانة الزوجية تتسبب بنقل الإيدز لمواطنة
على أنقاض ما تبقى من حياة، تستذكر المواطنة رحمة السبب الحقيقي لإصابتها بفيروس الإيدز.
فبعد عشرين عاما من الحياة الزوجية والأسرية، لم يتورع الزوج المصاب عن نقل الفيروس لأم أولاده!
بكثير من أسى، تحاول الضحية لملمة أوجاعها ونسيان الماضي، لكنها لن تقوى على ذلك كما تقول. تمضي رحمة في رواية قصتها المؤلمة، علها تجد صدا في قلوب الناس: "ما أقساها من لحظة حين تأكدت إصابتي بالإيدز، وعندما أكد لي الأطباء، أن زوجي هو من نقل لي الفيروس، بعد إصابته بالمرض..!".
العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية، أو "الخيانة الزوجية" كما تسميها الضحية، أدت إلى إصابتها بالوباء، متسائلة عن الذنب الذي اقترفته بحق زوجها، ليكافئها بعد سنوات من العشرة، بالمرض والأسقام.
تتحدث صديقتنا عن تفاصيل قصتها "المريرة"، مستذكرة لحظة إقرار الزوج بخطيئته. فبعد الاعلان عن إصابتها، قرر الرجل كشف المستور، والاعلان عن فصول خيانة زوجية استمرت لعشر سنوات، قضاها في طريق المجهول!
حياة المواطن المذكور ونزواته الجنسية وفقا للزوجة، أدت إلى تدمير أسرة بأكملها. وتواجه رحمة ظلما من نوع آخر على حد وصفها، وهو تنكر المجتمع ونظرته الدونية لمريض الإيدز، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء الإصابة، وما إذا كانت الحالة ناتجة عن أخطاء الآخرين!
تقول: "من المؤلم أن نتعرض لظلمين، ظلم المتسبب بالإصابة وظلم المجتمع، فأنا وغيري الكثير رحنا ضحية لأخطاء الغير..".
وتزيد: "نظرات التمييز والوصمة التي نواجهها ليست بالأمر الهين. من حقنا على المجتمع أن يتفهم ظروفنا وأوضاعنا الإنسانية، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..".
قصة الشاب أحمد لا تختلف كثيرا عن قصة رحمة، فقد انظم إلى سجلات المصابين بالإيدز محليا، بعد مراجعته لأحد المستشفيات الحكومية، وتعرضه للحقن بدم ملوث! يقول: "أصبت بالفيروس حينما كنت في الخامسة من عمري، وأنا اليوم تجاوزت العقد الرابع. ومع أنني ضحية خطأ طبي، فإنني بالتأكيد لا أسلم من نظرة المجتمع الاتهامية، ولا أتحصّل على أدنى حقوق الآدمية..".
عند مراجعته مستشفى البشير لتلقي الحقنات الدورية، يصطدم أحمد بتخوفات الأطباء والممرضين من الاقتراب منه، وكأنه وباء مقرف، على حد قوله.
ويطالب أحمد بموقف حازم من وزارة الصحة حيال الوصمة والتمييز. لكن الأخيرة تؤكد سعيها للحد من ذلك. ويتابع: "لسنا بحاجة إلى تجرع مزيد من الظلم. ما أحوجنا للابتسامة، والدعم النفسي والاجتماعي، لمواصلة مشوار الحياة".
وبالإضافة للوصمة والتمييز الذي يعاني منهما مريض الإيدز، تبقى قلة الوعي والفهم والإدراك من قبل المجتمع لحقيقة المرض، وأسباب انتقاله، وطرق العدوى، حلقات تفاقم من حجم الضغوطات النفسية، التي يعاني منها المريض.
ويزيد عدد المصابين بالإيدز عن 52 مليون في العالم، ويتم تسجيل 16 ألف حالة عدوى جديدة كل يوم، فيما يصاب بالعدوى 11 شخص كل دقيقة، فضلا عن إبلاغ 168 دولة منظمة الصحة العالمية، بتسجيل حالات لديها.











































