الخبر المفبرك يكشف ثلاثة مواقع ضعف

الرابط المختصر

كشفت مشكلة الخبر الملفق الذي انجر وراءه الإعلام والناشطون السياسيون ضعفاً في عدة مواقع داخل المجتمع الأردني والتي يجب الانتباه إليها ومحاولة تدعيمها.

فقد عكس انجرار الإعلام الأردني وراء خبر مدسوس على موقع إلكتروني غير معروف غياب المهنية لدى العديد من الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية. حيث تم إعادة نشر التقرير، المنشور على موقع فليكا اسرائيل المشكوك في أمره، بصورة بعيدة عن الحرفية وبدون الحد الأدنى من التدقيق او التأكد من مصداقية الموضوع.
 
لم تكن المشكلة فقط في أن الموضوع سرقة أدبية حيث نشر الموضوع حرفيا وفي معظم المواقع والصحف . ولو تم التدقيق في الموقع المشار إليه لتبين من قراءة أهداف الموقع (باللغة الانجليزية) الجملة التي تقول ان احد أهداف الموقع هو "تحطيم المملكة الأردنية واستبدالها بدولة فلسطين العظمى." فلا شك إذا أن أصحاب الموقع لهم هدف سياسي شرير.
وبدأ الكسل الإعلامي وغياب المهنية عند تكرار المشكلة من قبل باقي وسائل الإعلام بما فيها الصحف اليومية التي يتوفر لديها إمكانيات وميزانيات ومحررين يقرءون الانجليزية. وحتى بعد أن تبين الخطأ تباطأ الإعلام الأردني في الاعتراف بخطئهم واستمر التعليق والتعامل مع الموضوع وكأنه حقيقة غير قابلة للشك.

كما وعكست زوبعة التقرير الملفق أمراً أوسع من مهنية الصحافة. حيث بدا واضحاً هشاشة الموقف العربي من سياسات أمريكا الخارجية؛ فقد شكلت التجارب العربية مع أمريكا وخاصة في ظل حرب المزايدات أثناء الحملة الانتخابية الأمريكية استعداداً  لتقبل السيئ والأسوأ. 

ولم تشكل تصريحات المرشح الأسود باراك اوباما مفاجئة لدى اللوبي المؤيد لإسرائيل سوى المسمار الأخير في عدالة أو اعتدال أي من السياسيين الأمريكان. فتجارب الماضي خلقت بيئة خصبة لتقبل التصريحات المتطرفة، فلم يبقى أمرا مستحيلا لدى الساسة الأمريكان.

أما نقطة الضعف الثالثة وهي الأهم فكانت هشاشة الوضع الداخلي. فمجرد أن تم التحايل على الإعلام وعلى المواطنين المستعدين لقبول مثل هذه التصريحات بدأ النهش والتشكيك والطعن من الخلف. فهذا النائب يصدر بياناً رناناً وهذه النقابة تصب الزيت على النار وهذا الموقع يهاجم وزير الخارجية. كل هذا بدون أن يتوقف احدهم ويبحث عن الحقيقة. وللأسف استمرت التعليقات والبيانات والمقالات تصدر بعد أن تبين بان الموضوع برمته غير صحيح.

لاشك أن مخططي الخبر المفبرك نالوا مبتغاهم من خلال الرواية المحكمة التي تم بيعها للإعلام وبعض الساسة والناشطين الأردنيين. لقد استطاع الخبر استغلال صحافة غير مهنية ومجتمع مليء بالغضب تجاه السياسة الأمريكية. 

المطلوب مستوى أعلى بكثير من المهنية الإعلامية, وصبر أكثر من السياسيين وثقة في النفس والمؤسسات والقيادات السياسية. وكما قال جلالته: الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين. فتاريخنا ونضالنا وأهدافنا معروفة والمطلوب أن نحب بعضنا ونثق في بعضنا ولا نسمح للعدو أن يعكر علاقتنا ووحدة مصيرنا.