الخائفات من فحص سرطان الثدي... "أخطأنا"

الخائفات من فحص سرطان الثدي... "أخطأنا"
الرابط المختصر

رغم إعلان وزارة الصحة عن إرتفاع معدلات الاصابة بسرطان الثدي وتسجيل إصابة كل ثمان ساعات ما زال الإقبال على الكشف المبكر عن المرض من السيدات دون المطلوب.

راجع وحدة الكشف المبكر في مركز الحسين للسرطان منذ مطلع عام 2013 ولغاية تاريخه 3532 حالة ومن المتوقع ان تقارب ما بلغته عام 2012(5800)حالة.

فيما تشير الأرقام الرسمية الاخيرة المعلنة من السجل الوطني الى تسجيل 967 ) اصابة سرطان ثدي بين الاناث مقارنة ب ( 926 ) العام الماضي.

تؤكد سيدات مصابات بالمرض"لعمان نت "عدم لجوءهن للكشف المبكر منذ البداية للخوف منه إلى جانب النظرة المجتمعية السلبية تجاهه وأحيان أخرى لتكاليف متطلبات الفحص .

راود نبيلة" 60) عاما شعورا باصابتها بالمرض منذ ثلاث سنوات الا ان خوفها وعدم جراتها حالا دون اجراءها الكشف المبكر والثمن كان استئصال ثدييها .

تقول نبيلة "نخاف من المرض،يسقط شعرنا وحواجب رموشنا من العلاج الكيماوي،وقد يستأصل الثدي ".

فترة العلاج الصعبة التي عاشتها نبيلة دفعتها لتشجيع بناتها وجاراتها على الفحص المبكر،معتبرة اياه المنقذ الوحيد من المرض "لو اكتشفت المرض ببدايته كان قدرت استئصله وحجمه صغير وما وصلت لاستئصال الثدي".

اما ذكريات(35) عاما والتي اكتشفت المرض عقب إجرائها كشف مبكر ترددت عن إجراءه لسنوات، كانت لاسباب مادية ومجتمعية بحته كما تقول " اجراءات الفحص مكلفة ما ضطرني لإنشاء جمعية وتجميع مبلغ الف دينار لاستكمال كل الفحوصات التي تكشف طبيعة الورم لدي، كما ان جاراتي وقريباتي يحكولي ما تفحصي اتركيها على البركة ،وما تفتحي على حالك ابواب".

لم تقتصر اصابات السيدات بالفئات العمرية الكبيرة وان كانت الاكثر شيوعا ما بين سن 40-59 عاما، بل تؤكد الارقام الرسمية على تسجيل 19 اصابة لفتيات تتراوح اعمارهن بين 19-25عاما.

تشبه ذكريات سرطان الثدي بمرض"الانفلونزا"الذي بات لا مفر منه كما تقول سوى بالكشف المبكر"مرض السرطان لم يترك احدا لا كبير ولا صغير، فيجب كل سيدة انت تفحص ".

تزايد الاصابات بالمرض دفع البرنامج الوطني للكشف المبكر عن تبني حملات توعوية انطلقت منذ عام 2007،والتي ساهمت الى حد ما برفع نسبة الوعي لدى المجتمع ، كما تقول مديرة وحدة الكشف المبكر في مركز الحسين للسرطان يسار قتيبة ""اسهمت التوعية باباكتشاف الاصابات في المراحل الاولى والثانية بما نسبته 40%، وما نسبته 5% في المراحل الصفر، وهذا لم يكن سابقا ".

يساعد الكشف المبكر عن المرض وبحسب ما توضحت قتيبة بسرعة العلاج لاكتشافه بمراحل مبكرة ما يضمن عدم انتشاره خارج الثدي " انتشار المرض خارج الثدي يسهم بفترة علاج اطول وباستخدام انواع متعددة من من العلاجات وتكاليف مالية ، اضافة الى سوء الحالة النفسية للمريضة وبالتالي نسب شفاء اقل ".

تؤكد قتيبة على ان المعتقدات الخاطئة حول المرض تنتشر في المجتمع حتى لدى السيدات المتعلمات والمثقفات"السيدات لا يحبذن اجراء الفحص عن المرض من باب كشفه يدخلهن ابواب القلق والخوف ،كما ان هنالك سيدات يعتبرنه وصمة عار قد يؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج من بناتهم ".

التكاليف ما زالت عقبة لكن توضح قتيبة ان المؤمنات صحيا يستطعن الحصول على اعفاء لتكاليف العلاج عن طريق الديوان الملكي فيما تتحمل المريضة تكاليف التشخيص كشفية الطبيب او صورة الثدي او في حال اجراء خزعة للثدي .

ولزيادة الوعي المجتمعي حول اهمية الفحص عن المرض، جرى اشراك قادة المجتمع المحلي ضمن حملة التوعية الذي ينفذه البرنامج الوطني لسرطان الثدي منذ عام 2012.

الفنانة جولييت عواد التي تعمل على التوعية عن المرض في المناطق الاقل حظا ضمن مشروع ارام المسرح التوعوي ، ترى على المراة ان تعطي الاولوية لنفسها بالفحص عن المرض وعلى الرجال تشجيع زوجاتهن على الفحص "سلامة الام تضمن سلامة عائلتها واستمرارها ومرضها يهدم العائلة باكملها ".

كما ويعتبر فحص الثدي المبكر واجب شرعا، والمتخلي عنه عاصم آثم كما يقول الباحث في القضايا الإسلامية الشيخ حمدي مراد قائلا" الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "إن لبدنك عليك حق"،"والحق هو واجب، والمتخلي عن الواجب آثم عاص يسأل يوم القيامة عنه".

وفي الوقت الذي لم تعرف فيه الاسباب المباشرة عن سرطان الثدي تبقى القاعدة الجوهرية كل انثى معرضة للاصابة ما لم تسارع للكشف المبكر والدوري عن سرطان الثدي .

أضف تعليقك