الحمة القديمة ضحية مشروع استثماري لم يرِ النور

الحمة القديمة ضحية مشروع استثماري لم يرِ النور
الرابط المختصر

منذ ثلاث سنوات ومازالت الحمة القديمة بمنطقة المخيبة في الأغوار منطقة محظور الاقتراب منها بعد ان أزيلت كافة الأكشاك و"الشاليهات" المحيطة بها لغاية استثمارها، وإنشاء فندق " الموفمبيك " من قبل شركة زارا للاستثمارات.

وبدأت فكرة المشروع في عام 2006 عندما طرحت شركة الاستثمارات " زارا" إقامة مشروع سياحي متكامل فوق ارض المخيبة الفوقا بعد ان استملكت من الحكومة جزءا كبيرا من اراض الحمة باستثناء 4 دونمات تقع في منطقة حمامات " المقلى و " البلسم" تعود ملكيتها لبلدية خالد من الوليد التي رفضت التنازل عن ملكيتها لعدم الاتفاق على سعر مرض، حسب ما يقول رئيس البلدية رافع العقلات.

 

 يشكي أهالي المنطقة في المخيبة الفوقا والتحتا من الآثار الاقتصادية السلبية التي خلفها تعليق المشروع الاستثماري، فقد وجد العشرات من أبناء المنطقة أنفسهم بلا دخل بعد ان كانوا يعتاشون على العمل في مرافق الحمة القديمة من مطاعم وشاليهات، بالإضافة الى الخدمات الأخرى التي كانوا يقدمونها لزوار الحمة من أردنيين وأجانب، كما يقول علي احد أبناء المنطقة.

 
وتحولت منطقة الحمة القديمة الى أنقاض، بعد ان جرفت وأصبحت اثر بعد عين، وباتت مكبا للقمامة والمكارة الصحية، ومكانا لرعي الأغنام، بعد ان كانت في الماضي مشروع سياحي يشكل متنفسا ومصدر رزق لمئات العائلات من ذوي الدخل المحدود  في منطقة المخيبة.

 

 رئيس بلدية خالد بن الوليد رافع العقلات يحمل الحكومة مسؤولية " إعطاء الضوء الأخضر" للمستثمر لتدمير أماكن سياحية، دون إعطاء مهلة زمنية لإنشاء المشروع، ويتسأل العقلات أين دور وزارة السياحة ؟ و كيف اخذوا الضوء الأخضر لإزالة موقع سياحي من حمامات وشاليهات هدمت من دون تنظيم وتخطيط ، مما الحق أضرارا اجتماعية كبيرة في المنطقة.

 

من جهته أكد مدير سياحة اربد هاني الشويات في حديث لعمان نت ان مديرية سياحة اربد لم تعد طرفا في القضية العالقة بين المستثمر والبلدية، إذ شطبت مديرية السياحة ما كان يعرف بالحمة الاردنية من سجلاتها في كتاب رسمي عام 2006 بعد قيام شركة زارا المالكة للأرض بإزالتها بصورة نهائية بهدف إعادة بنائها من جديد".


لكن الشويات يعود ويذكر بالآثار السلبية لتعطل المشروع على المجتمع المحلي وخصوصا الذين يعملون في الصناعات اليدوية والخزفية والمنسوجات التي تعتبر منتجات سياحية، ويقول شويات ان هذه الفئة من سكان المنطقة تضررت كثيرا بعد ان كانت تعتاش على بيع منتجتها للزوار".


مصادر في شركة زارا للاستثمارات قالت لعمان نت ان " موضوع مستقبل الاستثمار في  منطقة المخيبة سري للغاية" ولا يمكن الحديث في هذا الموضوع في الوقت الراهن.

 و من المنوي –حسب العقلات- إقامة مشروع الحمة الشعبية في منطقة المخيبة الفوقا ممول من قبل وزارة البلديات بكلفة 50 مليون دينار، وتأتي فكرة هذا المشروع لتكون بديل للفقراء عن مشروع " الزارا" ، كما من المنوي إقامة مدينة ترفيهية بمنطقة ملكا لربط مشروع الحمة الشعبية بالمنطقة الأثرية في أم قيس".

وقال العقلات ان وزارة البلديات والشؤون القروية لم ترسل حتى الان أي فريق للكشف على المشروع علما ان الوزارة وافقت على تمويل المشروع بقيمة 50 مليون دينار، وسيشمل المشروع على شاليهات وبرك عامة وكفتيريا ومطعم شعبي وكافة متطلبات البنية التحتية بأسعار رمزية".


و تقع الحمة على بعد 110 كيلومتر إلى الشمال من عمان وعلى بعد 40 كيلومترا من مدينة اربد، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة.


و تعتبر من أماكن السياحة العلاجية إذ تم مؤخرا تأسيس منتجع وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهنالك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج للذين يعانون من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل.