الحصن تضاء بأنوار شجرة الميلاد
ازدانت بلدة الحصن شمال اربد باضواء شجرة الميلاد كما اعتادت كل سنة اذ تزيّنت بها شوارع وأبنية وواجهات المحال التجاريّة في البلدة التي يقطنها عشائر مسيحية لتضفي بذلك جو العيد.
و أصبحت الشجرة تقليدا راسخا في عيد الميلاد المجيد يُعتنى بزينتها وأضوائها لتدخل البهجة للعيد بما تمثله من رمز روحي لميلاد المسيح، لكن من أين أتى هذا التقليد؟
تاريخ الشجرة
على الرغم من أن شجرة عيد الميلاد لا ترتبط بنص ديني في الكتاب المقدس، إلا أنها أصبحت تقليدا راسخا في عيد الميلاد المجيد يُعتنى بزينتها وأضوائها لتدخل البهجة للعيد بما تمثله من رمز روحي لميلاد المسيح، لكن من أين أتى هذا التقليد؟
من القصص المتواترة عن اصل هذا التقليد أن الرومان استخدموا شجرة "شرابة الراعي" كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس ومع تحديد عيد ميلاد المسيح يوم 25 كانون الأول، اصبحت جزءا من زينة الميلاد وتم اعتبار أوراقها ذات الأشواك رمزا لإكليل المسيح وثمرها الأحمر رمزا لدمه.
وما لبث هذا التقليد أن انتشر في الغرب خاصة في القرن الخامس عشر في فرنسا، واعتبرت هذه الشجرة تذكيرا ب " شجرة الحياة " الوارد ذكرها في سفر التكوين لتكون رمزا للحياة والنور.
وعن رمزية هذه الشجرة علق القس عبد الملاك دويس في حديث عمان نت " إنها رمز العطاء والنمو، فالشجرة تضربها بحجر لكنها ترد عليك بثمرة، فهي معطائه وتجلب الفرحة في العيد"، كما أن زينتها لها دلالات معينة فالنجم المعلق في أعلى الشجرة يدل على النجم الذي استدل فيه المجوس على ولادة المسيح".
المسيحيون في الأردن يهتمون بهذا التقليد كغيرهم من مسيحي العالم، رامي زيادة 23 عاما يقول " إن وجود وتزين الشجرة بالنسبة لي أمر مهم، فهي رمز من رموز الديانة المسيحية ولمعاني الحياة" أما شقيقه فادي يعلق أن الشجرة تعطي الفرحة في العيد وتخلق الترابط بين المسلمين والمسيحيين من خلال تبادل الزيارات في العيد.
ويضيف أن الشجرة رمز وهوية المسيحيين في الأردن، وبطاقة هوية للجميع كي يتواصلوا مع بعضهم البعض.
يقول ابو فادي النمري من سكان بلدة الحصن انه" اختار هذه السنة شجرة مميزه وفريدة" ، فقد اختر شجرة بيضاء اللون وزينها بألوان مبهرة كالفضّي مع الأشرطة المضاءة باللون الأبيض وقام بوضعها بمدخل الصالون".
الحصن تاريخيا
وتعتبر الحصن -التي يسكنها عشائر مسلمة ومسيحية -تاريخيا من المدن العريقة والقديمة جدا, وتشير بعض المصادر إلى انها شهدت حضارة وازدهار في عدة عصور تركت اثارها بها حيث تتمركز معظم هذه الاثار من كنائس ومعابد وبيوت وانفاق في باطن تل الحصن وجواره, وهو تل صناعي تكون بواسطة تراكم الاتربة على مبانيه التي اختفت تحتها وذلك عبر العصور المختلفة التي مرت عليه, ويقع التل في الجهة الشمالية من مدينة الحصن الحالية.
اما الاثار الموجودة في الحصن, فتعود إلى عدة عصور وحقب تاريخية بقيت حاضرة فيها يعتقد بانها العصور التالية: العصر البرونزي 3000-1200 ق.م والعصر النحاسي 1200-400 ق.م والعصر العربي النبطي 400 ق.م -160 م والعصر الروماني 33 ق.م-330 م والعصر البيزنطي 330-640 م واخيرا العصر العربي الاسلامي 640-1700م.
واحتلت الحصن موقع متوسطا في شمال المملكة الأردنية الهاشمية جعلها قريبة جغرافيا من مراكز سياحية وتجارية هامة فهي لا تبعد باكثر من ستة كيلومترات عن مدينة اربد مركز محافظة اربد ومركز الشمال كله وهي لا تبعد عن مدينة الرمثا والحدود السورية باكثر من عشرين كيلومترا وكذلك الامر عن نهر الأردن وحدود فلسطين, كما لا لاتبعد عن مدن مثل المفرق وجرش وعجلون باكثر من اربعين كيلومتر, ولا يزيد بعدها عن عمان العاصمة باكثر من سبعين كيلومترا, فهي بالتالي في قلب منطقة حية وحيوية تزيدها اهمية على اهميتها وتميزها النابعين من امكاناتها البشرية الواسعة حيث هي مركز تجمع بشري واسع الثقافة والادب وتنعمها بنور العلم والمعرفة مبكرا جدا ومنذ منتصف القرن الثامن عشر والذي اهلها لتكون المحور الاساس الذي تدور بدورته الحياة العامة والحراك الاجتماعي والسياسي في المنطقة والى يومنا هذا.
كما تتميز الحصن علاوة على كونها المقر التاريخي للواء بني عبيدلواء بني عبيد الذي يشمل كل من قرى النعيمة وايدون وشطنا وكتم والصريح وهي البلدة المتميزة بمقدراتها الاقتصادية الكبيرة والتي أفضل ما يبرزها لربما هو مساحة اراضيها ( المساحة الكلية هي تقريبا 58 كم2 ) وخاصة الصالحة للزراعة الغنية والشاسعة جدا والتي تعد هي الأكبر بين المدن والقرى الواقعة في محيطها وهي بذلك أكبر مساحة من مدينة اربد, مركز الشمال وعاصمته.
بعض العشائر المسيحية التي تسكن الحصن
الطشامنة : من العشائر الحصن المسيحية, جدهم يدعى طشمان, خرج من جبل عجلون واستوطن قرية عولم في قضاء" بيسان" في فلسطين ومنها نزح اعقابه الى قرية الطيبة من قضاء الكرك ثم تفرقوا في الحصن وكفر آبيل وصمد.
العبابسة : واحدهم (عباسي), من العشائر المسيحية واصلهم من حي العباسية بدمشق. جلا جدهم مع اخيه حوالي العام 1650م. الى لبنان تحديدا الى "البقاع" لاسباب الثارية ومن هنالك رحلوا الى جبل الدروز, ثم هاجروا الى عين جنة قضاء عجلون في شمال الاردن, ثم تفرقت ذريته في الارجاء, فسكن قسم منهم الحصن, وهم العبابسة, وسكن قسم اخر شطنا وعرجان ويدعون "بالدحابرة, والقنادحة, وآل عياش(العياشين)" وسكن قسم ثالث في مدينة السلط وعمان وناعور وهم(آلأ مشربش والبشارات) ورحل قسم رابع الى "أدر" بجوار الكرك وهم (البقاعين), ولهم اقارب في سوريا في جبل الدروز, يدعون "العوايدة والعيات والعوايشة والشهبان" وفي حمص يقال لهم الدبابسة.
العمامرة : واحدهم (عماري), من عشائر الاردن المسيحية. اصلهم من (آل الخازن) مشايخ كسروان في لبنان. وآل الخازن من العائلات العريقة التي ترجع بنسبها الى عرب الغساسنة. يذكر العمامرة قصة مجيائهم الى بلاد الاردن, ويقلون بعد الاضطربات التي مر بها جبل لبنان هاجر اربع اخوة(فرح, وصالح, وخليل, ونمير)الى منطقة الكرك معقل كثير من المسيحيين آنذاك, وسكنوا قرية (مدّين) وبعد فترة نزحوا الى أدر وكلا القريتين بجانب الكرك. كانت الكرك في تلك الفترة تعيش اصعب مراحلها, كان الامن غايب وكثر غزوات البدو على الكرك. لذا قرر الاخوة البحث عن ارض اخرى كي يستقروا بها باستثناء اخ واحد وهو صالح البقاء في الكرك وتحدر منه عشيرة( المدانات). اتجه الاشقاء الثلاثة الى "دبين" في الشمال. لم يطل بقاء للاخوة الثلاثة في دبين, فقد عبر نمير وفرح نهر الاردن متجهين الى فلسطين, ليستقروا في الطيبة(طيبة بني سالم) وبير زيت وعين عريك والزبابدة وجفنة. اما خليل فبقي في دبين حتى ضاقت الارض بذريته, فاتجه قسم منهم الى السلط, وعرفوا بها بآل(الدبابنة), واتجه القسم الثاني من ذرية خليل الى الحصن بجوار اربد وهم العمامرة,والجد الذي انحدروا منه هو(سليمان ابو همواس بن خليل الخازن). ويقلون ان آل عماري في مدينة حمص في سوريا من اقاربهم.
العميشات : من عشائر الاردن المسيحية, جدهم الاول (ابراهيم بن عميش الغساني) من العرب الغساسنة, ويؤيدون نسبهم هذا بختم يرجع تاريخه الى 300 عاما عليه اسم جدهم (ابراهيم بن عميش الغساني). ويذكرون ان جد ابراهم بن عميش هو "مرعي الغساني". وابناء ابراهيم بن عميش هم (عميش جد عشيرة العميشات, بطرس جد عشيرة البطارسة, ورباح جد عشيرة الرباحات). ويقلون ان عشيرة"السهاونة" التي تقيم في الفحيص تنتسب الى العميشات. واليوم العميشات يقمون في الحصن.
العوازرة : واحدهم "عازر", من عشائر الاردن المسيحية. يسكنون في منطقة الحصن. لهم اقارب في (علان) بالقرب من مدينة السلط يقال لهم "آل الصباغ". ولديهم اقارب في فلسطين في مدينة الناصرة يقال لهم "آل المبيض" ومن فروع هذه الحمولة (آل الشحتوت, المطر, البواردي, ابو درويش, السكران).
الفانك : من عشائر الاردن المسيحية, اصلهم من "عولم" وهي قرية تقع الى جنوب الغربي من بحيرة طبريا في فلسطين, وعلى اثر نزع نزحوا الى الاردن واسقروا في الكرك ثم نزحوا الى الحصن وهو موطنهم اليوم.
آل نويصر : من العشائر المسيحية, اصلهم من صلخد في جبل الدروز, استوطنوا في الحصن ومن اقاربهم "آل ايوب" بالحصن, و"الكرادشة" في مادبا و"آل كردوش" بالناصرة, و"آل فلوح" في حوران. و"آل قاقيش" بالسلط.
السويدان : من العشائر المسيحية, اصلهم كم ازرع بحوران, نزلوا في قرية السويدية القريبة من عنجرة ثم رحلوا عنها بعد ان هاجمهم اهل عنجرة وكفرنجة وخربة الوهادنة, فمنهم من رحل الى لبنان وسكن قرية الجديدة ومرجعيون وجبل الدروز, ومنهم من ذهب الى فلسطين ومنهم من ذهب الى الحصن, ومن عصبتهم (آل البواب وآل الصويلح).











































