الحديث عن البورصة من جلسات العيد لصفحات الفيس بوك
ما زالت قضية البورصات الاجنبية وما رافقها من ضياع اموال الالاف من المواطنين مادة خصبه للاردنيين في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة.
فلم يكد ابو احمد السيلاوي ينفك عن سرد خسارة الكبيرة في البورصة بعد أن خسر كل ما ادخره من عمله في “المنجرة” الخاصة به في إحدى شركات البورصة التي انهارت في مدينة اربد.
أبو احمد الذي يعيل أسرة من أربعة أطفال قصة تعامله مع الشركات التي تتاجر في البورصة الأجنبية قائلا: البداية كانت بعد أن شاهد الإرباح الخيالية التي يحققها أصدقاؤه من وراء الاستثمار في هذه الشركات ـ ما دفعه لاستثمار 10000 دينار، هي كل ما تمكن من جمعه من كد الأيام، كما يقول.
يحمل ابو احمد قصته والبورصة لكل مجلس من مجالس عيد الاضحى لعله يجد من يناصره او يساعده في محنته لكنه لا يجد سوى من يواسيه او يوبخه على فعلته.
لم يتردد أبو أحمد في زيارة شركة “بني هاني” للاستثمارات المالية، وإيداع كامل المبلغ ليحصل في مقابل ذلك شهريا على مبلغ 800 دينار، لكن هذا الحال لم يدم طويلا، فبعد ثلاثة أشهر فوجيء أبو احمد بانهيار الشركة وإلقاء القبض على صاحبها وحجز أمواله. وهو اليوم، لا يعلم مصير “تحويشة العمر” سوى أنه قدم شكوى لدى وزارة الصناعة والتجارة لعله يحصل على ماله أو جزء منه، على الأقل.
حديث الاردنيين عن البورصة وصل للموقع الاجتماعي العالمي الفيس بوك الذي انشئ عليه العديد مجموعة من الجروبات للمطالبة بحقوق من ضاعت اموالهم في البورصة، وتنوعت هذه الجروبات بين مؤيد ومعارض وفي احدها جروب خصص للحديث عن " بني هاني" صاحب اكبر شركة البورصة في الشمال.
ويذهب جروب "بني هاني" على الفيس بوك للتريج الى ان جهات حكومية " اسقطت شركات البورات ارضا" .ويقول الجروب " في الوقت الذي أغلقت فيه هذة الشركات , ووجهت اصابع الأتهامات بشكل كبير لها من قبل الحكومة , سادت اخبار في انحاء المملكة ان رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس إدارة البنك الأردني الكويتي عبد الكريم الكباريتي, بصدد انشاء شركة ضخمة للمضاربة بالبورصات العالمية, بعد ان صدر قانون تنظيم العمل بهذه البورصات.مع العلم أن اغلب الشركات الإستثمارية التي اغلقت ,كانت على إستعداد لإ تـباع قانون تنظيم العمل بالبورصات , وإجراء الترخيص اللازمة ؟؟؟
ويتابع البيان المنشور باسم شركة بني هاني على الجروب "من الغريب , والذي كان ملفت للنظر , ان رجال الأمن كان متواجدين في الأماكن التي كان يتجمهر بها العملاء المطالبين بأرصدتهم , الذين كان بعض منهم دخل على المكاتب وقام بتكسيرها والإعتداء عليها ونهب ما فيها , ولم تقم الأجهزة الأمنية بتفرقتهم أو ابعادهم كلعادة , بل إقتصر على وقوفهم في ارض الحدث. مع العلم أن هذه المكاتب هي اموال عامة وللمواطنين كما صرحت الحكومة فلماذا لم يتم المحافظة على هذة الأموال ؟؟؟".
واختلفت ردود الفعل على ما حدث في قضية البورصات الأجنبية، فمن المستثمرين من لاذ بالصمت وأنكفأ على نفسه يندب حظه، ومنهم من رفض حتى الحديث عما جرى له محملا نفسه مسؤولية خسارته، أو لائما أقاربه أو جيرانه أو أصدقاءه على هذه الخسارة. وهنالك من لم يستسلم لليأس فبادر إلى التجمهر أمام مقرات الشركات التي هجرها موظفوها. ولكن هنالك من أفقدته الخسارة رشده، فبدأ في توجيه الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال.
محمد حسان، فقد امتزجت في قصته الطرافة بالمأساة، فقد حمل مبلغ 2000 دينار، “ليستثمرها” في شركة “الحواري للاستثمارات المالية”، لكن خطوته الاستثمارية باءت بالفشل، فقد خسر كامل المبلغ الذي لم يكن ملكه على أي حال، فهو كان قد استدانه لكي يخطب فتاة تشاركه حياته المستقبلية، لكن القصص “الخيالية” التي سمعها عن أرباح طائلة حققها المستثمرون في البورصات الأجنبية، أنعش في نفسه غريزة الجشع والطمع في ربح سهل، ما دفعه لاستثمار المبلغ في البورصة، على أمل الحصول على مبلغ إضافي يعينه على تكاليف الخطوبة، لكن تفجر قضية الشركات المتعاملة بالبورصات الأجنبية، وانهيار شركة الحواري التي وضع فيها المبلغ، وضع نهاية مأساوية للقصتين: قصة استثماره وقصة خطبته.
لكن بادرة أمل صغيرة راودته أخيرا في الحصول على جزء من المبلغ الذي وضعه على أي حال، فقد أعلنت شركة الحواري التي وضع فيها “استثماره” عن نيتها تسوية أوضاعها خلال ثلاثين يوما، وقال مدير عام الشركة محمد الحواري في تعقيبه على تجمهر مئات الأشخاص أمام شركته في وسط مدينة اربد، إنه لم يغادر البلاد، وهو يقوم حاليا بتسوية بعض القضايا التي أقامها على بعض الشركات التي تعمل تحت مسمى MARKET MAKER، والتي قامت بحجز ملايين الدنانير المتحققة للشركة.
" شر البلية ما يضحك" كما يقول المثل اذ من الطريف في الجروب قيام احد الاشخاص بنضم قصيدة شعرية عن قصته مع البورصة يقول فيها:
ولا كنا لما الواحد ينظام
نفداه بدمنا ومصارينا
شو سوت البورصه فينا
ياللي بالحق ترضينا
راح نصير كاتل ومكتول
ولا فيه الله يرحمنا
ولا الله يعيينا
******
ولا كنا لما الواحد ينظام
نفداه بدمنا ومصارينا
شو سوت البورصه فينا
ياللي بالحق ترضينا
راح نصير كاتل ومكتول
ولا فيه الله يرحمنا
ولا الله يعيينا
جورب اخر على الفيس بوك يحمل اسم " ضحايا البورصة" يقوم الجروب نشر اخر الاخبار عن تطورات البورصة والجديد من احداث وتحركات بهذا الخصوص،كما يعرض الجروب صورا تسخر من البورصة ومن استثمر امواله فيها ويبلغ عدد الاعضاء في هذا الجروب 292 عضو.
وعلى الرغم من أن الأرقام التي ضخت في شركات المتاجرة بالبورصة الأجنبية غير معروفة، فإن “مستثمرين” في هذا النوع من الشركات، يقدرون قيمة المبالغ التي أودعت في شركات البورصة في إربد وحدها بلغت حوالي 250 مليون دينار، أي نصف عدد المبالغ “المستثمرة” في أنحاء المملكة كافة. وقد أكد هؤلاء أن “الرقم كان من الممكن أن يزيد، لولا إعلان الحكومة وقف الإيداع لحين تصويب الشركات كافة أمورها القانونية”.











































