الثورة السورية تذكّر سوريي الأردن بأحداث حماة..صوت

الثورة السورية تذكّر سوريي الأردن بأحداث حماة..صوت
الرابط المختصر

ثلاثون عاما مضت على "أحداث حماة" التي شكلت علامة فارقة لدى عائلات سورية لجأت إلى الأردن منذ تلك الواقعة.

التاريخ يعيد نفسه والظروف قد تشابهت من جانب النظام السوري لكنها مختلفة في تفاعل المدنيين معها هذه المرة والتي كانت في غالبية المدن السورية. هذه المرة "الحرية تنتظرنا" كما أراد الستيني أحمد أبو تميم تلخيص الفارق الوحيد بين ٢٠١١ و١٩٧٩ وهو الذي لجأ للأردن في العام ١٩٧٩ هاربا من مدينته حلب.

أبو تميم وعائلته يترقبون كحال عائلات سورية مقيمة في الأردن ما يحصل في وطنهم بحذر وخوف شديد على أقاربهم وعلى بلدهم الذي تركوه مرغمين منذ السبعينات القرن الماضي.

التواصل مع الداخل

“اتصالاتي متكررة على عائلاتي في أدلب، عبر الهواتف النقالة عبر المواقع الاجتماعية بكل السبل للاطلاع على اوضاعهم"، يقول محمد أبو حسان المقيم في الأردن منذ العام ١٩٧٩ هربا من قتل كاد أن يطاله.

ويتابع أبو حسان "نحن جزء من الشعب السوري في الشتات، نرقب كل خبر عن بلدنا الحبيب، ونتحدث دوما مع أقاربي حول ما يحصل ويؤكدن لي دوما بشاعة ما يحصل ومستوى الرعب الذي يعيشونه".

“لا أخفي على أحد خوفي الشديد من إمكانية تعرضهم لأذية ما في حال تحدثنا عبر الهاتف الخلوي، فالأريحية تكون عبر الانترنت لكن ذلك ليس مضمونا"، يقول أبو حسان.

فيما يبدي أحمد أبو تميم تخوفه من فكرة الاتصال مع أقربائه في حلب، "نتحدث معهم دقائق محدودة تتعلق بأوضاعهم الشخصية فقط ولا نستطيع أن نستفسر عن الحالات إلا بالشيفرة والرموز هذا هو حالنا".

يضيف أبو تميم "ندرك ان المخابرات السورية تحكم سيطرتها على وسائل الاتصال وندرك أن هدفنا حماية أقاربنا لكن لو بوسعي لقمت بزيارتهم بأقدامي..هذا ارهاب ما يحصل لأبناء بلدي".

أبو تميم، هجّرُ من سورية في العام ١٩٧٩ يقول أن أبنائه دائمي التساؤل ما الذنب الذي اقترفناه لكي نكون منفيين، "أنا لا اريد العودة إلى مدينتي الحبيبة حلب، أريد العودة كبرت وأنا منفي، أريد وبصدق سقوط النظام لنعيش الحرية بمعناها وليس بالكلام".

في تفاصيل حياتهم اليومية يروي أبو حسان ما يحصل داخل أسرته الصغيرة في بيتهم بعمان“لا ننام الليل يوميا بسبب قلقنا على أهلنا في أدلب، وفي حال ورود أخبار عن اجتياح دبابات للقرى المحاذية لأدلب نتسمر قبالة التلفاز ترقبا لأي خبر عن الأحداث، هذا خوف لا يمكن وصفه أبدا".

غياب الرقم

رغم غياب الإحصاءات الدقيقة لتعداد السوريين المقيمين في الأردن، إلا أنهم يشكلون مجتمعا قائما وفاعلا من حيث تأثيرهم على الحياة الأردنية من خلال المطاعم ومحلات الحلويات والثقافة. حيث بدأ توافد المئات من السوريين في العام ١٩٧٩ حتى ١٩٨٣ هربا من مجازر نفذت من قبل نظام حافظ الأسد بحق منتفضين في حماة وحلب ومدن سورية أخرى.

ويتمركز بضعة الآف منهم في العاصمة عمان، ولا يتمتعون بالجنسية الأردنية، في حين هناك عدد منهم يحمل الجنسية الأردنية، وتحديدا من قدموا الأردن قبل أحداث ١٩٧٩.

رأي بالشارع الأردني

أبو حسان يدرك أن الشعب الأردني والسوري أشقاء، ومن هنا "فالشارع الأردني دون المستوى المطلوب، فهناك عتب كبير على الأردنيين أكثر من غيرهم من العرب، لأنهم أشقاء وأقرباء، أنهم عائلاتنا وتتشابك حضرتنا وثقافتنا”.

برأي أبو تميم فهناك عدد من الأردنيين "مخدوعين من النظام السوري، وس يعرفوا قريبا من يؤيدون، هو ليس ممانع هو متجاوز على حقوق هو قاتل وإرهابي".

في السياق الميداني، تنشط حركات شبابية منذ فترة امام السفارة السورية في عمان، احتجاجا على القتل المستمر بحق الشعب السوري المنتفض على النظام منذ أربعة شهور. وهذه الاعتصامات أتت مؤخرا عقب تصاعد الأحداث في سورية.