الثلاثاء الأسود..زوبعة إضرابات في حفلة تبريرات

الرابط المختصر

ما أن مضى يوم الثلاثاء الموافق السادس من شباط، وحالة
من الاحتجاج والاعتصام تشهدها خطوط السرفيس المنقولة إلى مجمع رغدان السياحي،
ترافق ذلك مع تغطية إعلامية مكثفة لمتابعة ما يحصل داخل هذا مجمع.حفلة بكائية

الافتتاح لم يكن احتفاليا كما اعتاد الجميع عند افتتاح
أو تدشين أي مشروع، حيث جاء يوم الافتتاح بعد ثلاث سنوات ونصف من العمل فيه وبكلفة
بلغت 7 ملايين دينار، أشبه بلوحة بكائية كان أبطالها السائقون أنفسهم وإلى جانبهم
مسؤولين يبررون المشروع وما فيه.


حفلة تبريرات

هيئة تنظيم قطاع النقل درست جيدا قبل أن تتخذ قرار
اختيار خطوط السرفيس والتي وقع عليها الخيار كي تنقل إلى المجمع الجديد، والأمانة
ارتأت أن يكون المجمع بسيطا وجميلا ومميزا في خدماته حيث وفرت وراعت الخدمات
وغيرها من المستلزمات لأي مجمع جديد، أما إدارة السير فرأت أن الطريق آمن ومجهز وسالك
وفرصة نقل خطوط من أماكنها القديمة أراح المواقع من ازدحامات سير غير مبررة.


وتساؤلات

وأمام حفلة التبريرات تلك، والصدمة كانت حال السائقين، والتساؤلات
كانت الطاغية أينما ولينا وجهنا. لماذا تم نقل خطوط عمرها يتجاوز العشرات من السنين
من مواقعها؟ ولماذا تجاوزت الأمانة مشروعها واختصرته على عدة خطوط نقل؟ وعلى أي
أسس استندت هيئة تنظيم النقل في دراستها لنقل الخطوط؟ ولماذا لم تصلح الهيئة أحوال
الخطوط وتعدل الأجور وتحدد المسارات قبل نقل الخطوط؟ وهل سيستمر السائقون في عملهم
وسط احتجاج ورفض بعضهم العمل؟


أسئلة وأسئلة أثيرت وتثار يوميا منذ نقل 13 خط سرفيس من
أصل 24 خطا سيتم نقلها تباعا وعلى مراحل، فهل نجحت التجربة وهل استطاعت الخطوط أن
تخدم توجه الهيئة وقبل كل ذلك هل استطاع مجمع رغدان السياحي أن يكون مجمعا للنقل
العام؟


استطلع قبل أن تنفذ!

خبير الطرق، م. نزار العابدي يعتقد أن خطوة تجميع العديد
من الخطوط في مكان واحد، هي إيجابية ولكن وأمام ثورة الاحتجاجات التي نفذها
السائقون لعدم إصلاح حالهم فيوجد بالتالي خطأ ما، "لماذا لم تطلع الهيئة قبل
خطوتها تلك، السائقين بأنهم سيرحلون، ثم لماذا لم يقام استبيان استطلاعي بين
السائقين والمواطنين لمعرفة آرائهم بهذه الخطوة..وطالما أننا لسنا مطلعون على
تفاصيل تلك الدراسة فسنحكم بالظاهر وما هو ظاهر.. خطأ لا بد من إصلاحه".


نقلهم من مكان إلى آخر ما كان إلا لأجل التغيير، وكل
تغيير غير معتاد عليه، فسيكون الأقرب في الحكم هو الخطأ، وهذا ما تجده الهيئة في
رأيها على سلسلة الاحتجاجات، معتقدا مديرها د. هاشم المساعيد أن نقل الخطوط
"من باب تنظيم الخطوط النقل العام، وسلسلة الاحتجاجات التي قام بها السائقون
بسبب بعض التغييرات التي طرأت على طريقهم من طول المسافة وعدم تعديل الأجرة وهو ما
نعمل على تعديله في الأمانة".


وأمام الزوبعة التي أثيرت، تداعى عدد من النواب بعقد
اجتماع طارئ حضره أمين عمان عمر المعاني وبعض النواب في لجنتهم
"الحريات" وسائق ممثل عن كل خط من الخطوط وكذلك تجار تضرروا أيضا،
والهدف هو الوصول ِإلى صيغة حل مشترك يرضي جميع الأطراف، وبعد الاجتماع جاءت
النتيجة: أولا تشكيل لجنة تقصي حقائق للإطلاع على حقائق الأمور، ثانيا
دراسة أوضاع خطوط السرفيس وما الفروقات بين مواقعهم القديمة عن الحديثة ومحاولة
تصويب أوضاعهم من حيث تعديل الأجور وتحديد المسارب، ثالثا: تعطى اللجنة مدة
أسبوع واحد كي تدرس الأوضاع وعلى أن تكون نتائجها نهائية وملزمة للجميع.


"لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن كل ما هو جديد لن
يرضي الجميع لذلك نقطة وسطر جديد".


تحسين سائق على خط (جبل الحسين 9).."لم يدرسوا حجم
الضرر الذي وقعنا فيه، المسافة ازدادت والأجرة بقيت ومرورنا من وسط البلد طال
علينا المسافة وعلى الركاب أيضا، وغير ذلك فالركاب غير متوفرين لأنهم لن يضطروا
بالذهاب إلى مجمع رغدان السياحي كي يذهبوا إلى جبل الحسين".


حسين الفاعوري، سائق على خط (جبل اللويبدة).."أولا
ليس مضطر أحد ركاب الجبل أن يذهبوا إلى رغدان كي يعودوا إلى بيتهم فعن طريق شارع
الخيام يصعدون مشيا بالأقدام أو تكسي، ثانيا وإذا أراد أحدهم الذهاب بالسرفيس
فسيتأخر جدا لأنه سيعلق بازدحام وسط البلد أو ينتظر باقي الركاب كي تمتلئ السيارة
ويذهب، ثالثا كلف سياراتنا ازدادت كثيراً وكل ذلك بدون تعديل الأجور".


عاطف محمود، سائق على خط (ضاحية الحسين- مجمع
جبر).."نحن بموقع شارع بسمان لا علاقة لنا بوسط البلد نهائيا، وبذلك أصبحنا
ندخل البلد ونحدث أزمة سر رهيبة، والمواطن لا يحتمل ذلك والمسافة طالت
كثيرا".


جميل درادكة سائق على خط (جبل عمان 1و3).."كانت مسافة
الخط ذهابا وإيابا 5 كيلو و600 متر، أما الآن فأصبحت تتجاوز الـ8 كيلو، والأجرة لم
تعدل والمسافة طالت والمواطن غير موجود في المجمع".


وأجمع السائقون على..طلب "من المسؤولين في الهيئة
والأمانة بزيارتهم والنظر إلى عملهم ويقيموا فعلا الأوضاع عن قرب".


وتعدى مطلب البعض إلى مطالبة صريحة بتعويض السائقين عن
الأضرار التي يتعرضون لها يوميا جراء الخسارات والتكلفة الزائدة.


وتبقى آمال السائقين معلقة حال خروج اللجنة بنتائج تحقق
أدنى ما يطلبونه وهو الرأفة بحالهم وإعادتهم إلى مواقعهم السابقة، ورغم تعبير
البعض عن عدم تفاؤلهم من الآتي لهم، خاصة وأن الهيئة قالت مرارا أن سيارات السرفيس
غير مؤدية نتائجها ويتزامن ذلك مع توجهها نحو زيادة السعة المركبية في وسائط
النقل، عبر طرح حافلات وشطب أكبر قدر ممكن من سيارات السرفيس، متزامنا ذلك مع الشركة
المؤسسة من قبل أمانة عمان الكبرى ومؤسسة الضمان الاجتماعي والتي ستسير حافلاتها
مطلع شهر تموز القادم..يبقى السائقون يعولون على الأيام القادمة لعلها تنصفهم
وترأف بحالهم.

أضف تعليقك