الثقافة الجنسية لذوي الإعاقة ضرورة لها أحكامها
أكد الدكتور عماد الخواجا، استشاري طب الإعاقة العصبية على ضرورة التثقيف الجنسي لدى المراهقين الأسوياء بشكل عام والمراهقين ذوي الإعاقة بشكل خاص، وذلك خلال ورقة عمل بعنوان "النضوج الجنسي عند المراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة"، في ندوة علمية عقدتها مؤسسة رهف للتطوير، بالتعاون مع مركز النورس للسمع والنطق ومستشفى الأردن.
وتطرق الخواجا للحديث عن الممارسات الخاطئة والمعيقة التي يفرضها المجتمع على ذوي الاحتياجات الخاصة، "ويصر الدكتور على تسمية ذوي الاحتياجات الخاصة، على الرغم من تغيير المسمى في الأعراف الدولية، لأن كل فرد له احتياجات تختلف عن غيره، ولأن المجتمع هو المعيق لهؤلاء الأفراد"، مشيرا إلى أهمية عدم عزل الطفل، ومنحه الفرصة للتواصل الاجتماعي.
وأكد على ضرورة معاملة الفرد من ذوي التحديات كغيره من أفراد المجتمع،" فهو إنسان له احتياجات نفسية وجسمية، وعلينا كعائلة ومجتمع منحه الحرية الكافية لممارسة حياته دون التدخل في شؤونه الخاصة، لأن الحماية المفرطة سوف تؤثر سلبا على هذا الفرد، وربما تقوده إلى العزلة، أو العنف أو الاكتئاب".
وقال الدكتور الخواجا، إن "التطور الجنسي أمر طبيعي جدا، ويجب أن لا يعمد الأهل للتوبيخ أو الضرب، مع ضرورة مراعاة الدين والأعراف والتقاليد عند التعامل مع هذا الموضوع، فإذا لاحظنا تصرفات خاطئة من ابننا أو ابنتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة علينا أن نعود بأنفسنا إلى الوراء ونتذكر كيف كنا في هذا السن، ونجد لهذا الطفل عذرا على ما بدر منه، فهو في النهاية طفل له احتياجات ورغبات معينة، وليس من العدل أن نعنفه عليها بسبب وضعه الجسدي أو العقلي"
وقد أشارت الدكتورة سناء أبو نبعة، عريفة الحفل، ومديرة مركز النورس، إلى الأهمية التي يجب أن توليها المؤسسات الخاصة والعامة لهذا الموضوع الحساس. كما ركزت على دور الأهل في معاملة أطفالهم بطريقة سليمة وإيجابية عند بلوغهم هذا السن الحرج والصعب.
وتناولت دكتورة الشريعة الإسلامية دعاء فينو وجهة نظر الدين في هذا الأمر، حيث أوضحت أن الدين يضع مسؤولية التثقيف الجنسي للأولاد على عاتق الأسرة، مشيرة إلى أن الممارسات الخاطئة التي توارثتها الأجيال عن سابقيهم تسببت في الفهم السيئ لهذا الموضوع، ودفعتهم لسلوكيات غير مقبولة لدى ذويهم ومجتمعهم.
أما الدكتورة سوسن كيالي فقد تحدثت عن دور الأسرة في وصول أولادهم للفهم الصحيح والسليم لمفهوم النضوج الجنسي، وضرورة التفهم والصبر خلال فترة نموهم، وأكدت على أهمية اتباع أسلوب الحوار والنقاش بدلا من استخدام العنف والضرب والتعنيف.
وأكدت مديرة مؤسسة رهف للتطوير خلود الأسمر أن هذه المبادرة هي خطوة أولى من برنامج المؤسسة الذي يهدف إلى توعية و تثقيف المجتمع بقضايا و حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتعد مؤسسة رهف مؤسسة غير حكومية تم تأسيسها في عام 2009، بهدف دعم الأطفال والشباب في المجتمع المحلي، من خلال عقد دورات تدريبية وورشات عمل تخدم طموحاتهم وتلبي احتياجاتهم، كما تهدف المؤسسة أيضاً إلى دمج الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أكاديمياً واجتماعياً ومهنيا.