التفاصيل الكاملة لإيقاف صحفيي البيداء

التفاصيل الكاملة لإيقاف صحفيي البيداء
الرابط المختصر

أفرج الأمن العسكري عن الصحفيين احمد الطيب وزياد الطهرواي من صحيفة "البيداء" اليوم الاربعاء بعد  توقيفهما أمس الثلاثاء لمدة ثلاث ساعات .

وقال الصحفي زياد الطهرواي ل عمان نت إن :" الأمن العسكري اتصل به مساء أمس الثلاثاء على حوالي الساعة السادسة مساء وطلب إليه الحضور للتحقيق مع زميله الطيب بناء على أوامر من مدير استخبارات عمان، محمد الفايز. وبعد التحقيق معهم تم توقيفهم في زنزانة لمدة ثلاث ساعات ونصف قبل أن يفرج عنهم بتدخل شخصي من رئيس الوزراء السيد نادر الذهب ووزير الإعلام السيد ناصر جودة والعدل أيمن عودة.

وأوضح الطهرواي أن " التوقيف جاء بعد أن قامت الصحيفة في عددها الأخير 22/12/2008، بنشر تقرير عن قيام مدير الخدمات الطبية الملكية العسكرية بتعطيل نقل أعضاء من سيدة متوفاة مما أدى إلى وفاة خمس مواطنين آخرين".

وكان التقرير نشر، وفقا للطهرواي، بعنوان: "قرار من مدير الخدمات الطبية يوقف عملية التبرع بالأعضاء".

وقال الطهراوي أن صحيفته كانت نشرت التقرير حول فتاة تدعى رنا صابر "22عاما" كانت قد توفيت سريريا في مستشفى الأمير حمزة (مستشفى مدني بعمان) على اثر سقوطها من مصعد الأمر الذي دفع بأهلها إلى التبرع بأعضائها حيث تم نقلها إلى المدينة الطبية (المستشفى العسكري) لإجراء اللازم.

وأضاف أن الصحيفة اتهمت في تقريرها مسؤول الخدمات الطبية الملكية بأنه قام بتأجيل عملية نقل الأعضاء لأسباب مزاجية، ما أدى إلى عدم الاستفادة من الأعضاء المتبرع بها و هو الذي دفع أجهزة الأمن العسكري لاستعدائه والزميل الطيب للتحقيق على اعتبار ان ما ذكرته الصحيفة من قيام مدير الخدمات الطبية بتأجيل التبرع غير مثبت رسميا".


وقد مثل الصحفي احمد الطيب، رئيس تحرير الصحيفة، اليوم الأربعاء أمام قاضي التحقيق في الأمن العسكري.


اعتبر محامي الصحفيين، محمد الصبيحي في  تصريحات لمراسل عمان نت إن الأمن العسكري: "لا يملك حق محاسبتهما وان الفيصل بين الجهة التي أوقفتهما والزميلين القضاء وفقا قانون المطبوعات والنشر." موضحا ان الامن العسكري استدرك الخطأ القانوني الذي وقع فيه وقام اليوم الاربعاء باغلاق الملف دون توجيه أي اتهام للصحفيين.


واعتبر الصبيحي ان ما نشرته الصحيفة كان يتعلق بخبر عن اهمال طبي وقع في مستشفى تابع للقوات المسلحة، بما لا يشكل أي إساءة. موضحا ان الامن العسكري اغلق الملف بعدما لم يكن قادرا على ايجاد مسوغ قانوني لمحاكمة الصحفيين.


ونفي الصبيحي بشدة ما وردت من تصريحات على لسان نقيب الصحفيين عبدالوهاب الزغيلات الذي نفى اليوم ان يكون قد تم توقيف الصحفيين، وقال ان الامن العسكري أوقف الطهرواي والطيب لمدة تزيد على ساعتين في زنزانة وانهما البسا ملابس السجن وتم استدعاء الطيب اليوم مرة اخرى للمثول امام المحقق قبل ان يكتشف الامن العسكري أخطائه وعدم وجود أي مسوغ حقيقي لتوقيفها.
وقال الصبيحي ان الصحيفة سوف تصدر اليوم بيانا ترد فيه على تصريحات نقيب الصحفيين.


ويعتبر توقيف هذين الصحفيين مخالفا لرغبة الملك عبدالله الثاني الذي أعلن في العاشر من الشهر الماضي أمام رؤساء تحرير الصحف اليومية، وبعد توقيف الصحفي فايز الاجراشي، عن قراره بمنع توقيف أي صحفي في قضايا النشر والمطبوعات. وتعتبر رغبات الملك وفقا للدستور أوامر ملزمة، وهو ما حدا برئيس الوزراء إلى التدخل للإفراج عن الصحفيين.