التحديات الاقتصادية في الاردن
تركزت ندوة متخصصة نظمتها الجمعية الاردنية للبحث العلمي مساء امس على التحديات التي تواجه الاقتصاد الاردني والبحث العلمي في هذا المجال وكيفية مواجهتها والتعامل معها.وركز المشاركون في الندوة التي عقدت بمشاركة اساتذة جامعات ومحللين ومتخصصين في الاقتصاد على اهمية توظيف البحث العلمي لخدمة الاقتصاد الاردني والافادة من نتائج البحوث العلمية التي تجرى في هذا الاطار.
واكد الباحث الاقتصادي الدكتور غسان اومت ان الاقتصاد الاردني يواجه صعوبة متزايدة في خلق فرص عمل كافية لاستيعاب الايدي العاملة الجديدة وعلى الرغم من نموه بما يعادل 6 بالمائة خلال السنوات الاخيرة إلا ان البطالة ما زالت مرتفعة.
واستعرض التحديات التي تواجه الاقتصاد الاردني ومن ابرزها ضرورة رفع معدل النمو الفعلي على المستوى الوطني وخلق فرص عمل وتخفيض البطالة التي تتجاوز ما نسبته 14 بالمائة والهجرة المعاكسة الى الاردن .
وقال ان عدد الاردنيين العاملين في الخليج يبلغ 500 الف وهو رقم يجب التوقف عنده والاطلاع على الخصائص الاجتماعية والديمغرافية للاردنيين العاملين هناك ومعرفة سبب ذلك اضافة الى اهمية معرفة اثر الحوالات من الخارج على التنمية المالية في الاردن.
ودعا الاقتصادي الدكتور خالد الزعبي الى التركيز على الفجوات البحثية في المجال الاقتصادي ومن ابرزها اقتصاديات السكان واقتصاديات البيئة والطاقة والصحة والتمويل والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي هي بحاجة الى مزيد من التفصيل والبحث.
وقال ان هناك العديد من المعوقات والامور التي تواجه الباحث في هذا المجال ابرزها عدم ملاءمة الاساليب الاحصائية المستخدمة في الابحاث الاقتصادية وعدم الاستقرار في البيانات.
واشار الى ان معظم الابحاث المستخدمة في الاردن عبارة عن نماذج لدراسات غربية ويتم تطبيقها على الاردن ومن الاجدر ان يتم فيها تعديل للمتغيرات الموجودة حتى تكون اكثر تطبيقا وملائمة للاقتصاد الاردني.
واشار الى ضرورة تفعيل دوائر الابحاث والدراسات في المؤسسات لرسمية اضافة الى غياب التنسيق مع الاكاديميين والباحثين ؛ داعيا الى التركيز على البحث العلمي في المجالات التطبيقية.
واكد الدكتور خالد الوزني اهمية البحث والتطوير في خلق بيئة اجتماعية امنة ومطمئنة مشيرا الى ان النمو غير كاف اذا لم يكن مبنيا على تنمية مستدامة تولد نموا دائما.
ودعا الى ترسيخ ثقافة البحث العلمي وان لا يتوقف الباحث عن اجراء الابحاث وعليه ان يتقبل الفشل قبل النجاح في اجراء أي بحث وان لا يثنيه ذلك عن مهامه البحثية .
وقال ان هناك حاجة لتجذير فكر البحث والتطوير منذ سن المدرسة حتى التخرج في الجامعة ولكن للاسف فان معظم الطلاب يتخرجون دون انجاز أو اعداد ورقة بحثية واحدة ؛ كما ان هناك ـ وللاسف ـ ابحاثا جاهزة يستخدمها الطلبة مما يخلق لديهم حالة من الاتكالية.
ودعا المؤسسات الى انفاق المزيد على المجلات والدوريات والبحوث وان لا تضغط انفاقها على حساب هذا الجانب.
واكد اهمية ضرورة عدم حصر البحث العلمي بالجامعات ؛ مشددا على تعاون مختلف القطاعات العامة والخاصة لتلافي ظاهرة ضعف البحث العلمي ؛ ومؤكدا اهمية وجود اطار قانوني يخدم البحث العلمي.
واشتملت الندوة التي حضرها امين عام المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا / رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي الدكتور انور البطيخي ومشاركون من القطاعين العام والخاص على العديد من المداخلات والنقاشات التي ركزت في مجملها على اهمية تفعيل البحث العلمي في الجانب الاقتصادي وزيادة حجمه والافادة من نتائجه.