
البنك العربي شعار قديم ثقيل ودوائر المستقبل

لقد تفاجئ الكثيرون من زبائن وأصدقاء وعشاق البنك العربي ومنهم صديق لي بالشعار الجديد للبنك العربي العريق ذلك الشعار الذي يخلو من كل ما تعود عليه في سنوات عمره التي تجاوزت الستين بقليل ، قال : لماذا هذا التغيير بهذا الوقت بالذات ؟! المفاجأة كانت صادمة من سرعة التغير فبين ليلة وضحاها تم اعتماد الشعار بدون اي حملة تحضيرية لهذا الشعار .
هذا المفاجاة رافقها الكثير من التساؤلات والتكهنات بل والاستهجان في بعض الأحيان ، خاصة وأننا نتحدث عن أعرق بنك في العالم العربي ، بل إلى أول بنك وآخر بنك تم تأسيسه في القدس ومنها انطلق،وكان عنوان العرب اجمع .
صديقي كان غاضبا من هذا التغيير فهو يعشق البنك العربي وهو زبون عندهم من والده وهو أكثر من سبعين عاما فحاولت أن اهدئ من روعه وغضبه رغم انني لم اكن في يوم من الأيام من زبائن البنك ، ولكن أعجبت بهذه الخطوة الجريئة الثورية وفق قراءة الواقع الحالي و استشفاف المستقبل .
فقلت له : يا صديق العمر ، انه التغيير الإيجابي المطلوب في الحياة، فكل تغيير مهما كان يجب ان يحمل في طياته صفات الإيجابية والنظر الى المستقبل بعيون الشباب وليس بعيوننا وعيون الأجيال السابق بما في ذلك عيون المؤسسين الذين أطلقوا عليه اسم "البنك العربي" وانطلقوا به من القدس التي كانت جامعة العرب ومهد العروبة والهوية الموحدة لكل العرب من المحيط الى الخليج ، وعلى هذا الأساس انطلقوا ووصلوا إلى أماكن لم تصلها البنوك العالمية إلا بعد عقود وكانوا بالفعل مؤسسي البنوك في العالم العربي.
فرد الصديق : نعم هذا صحيح ولكننا نجد صعوبة بتقبل هذا الشعار الذي اختفت منه بعض الصور الرمزية التي ستبقى محفورة بالذاكرة.
فقلت له: رغم أنني من المؤيدين بشدة الحفاظ على التراث الذي هو جزء أساسي من هويتنا ، إلا أن هذا التراث ان يتم تطويره وتعميقه فانه سيبقى بالنسبة للأجيال القادمة تراثا ساكنا بلا روح، بعد ان اختفت الكثير من الثوابت التي تربينا عليها مثل بلاد العرب اوطاني ووحدة اللغة والدين وغير ذلك ، ولهذا كان لا بد من إيجاد لغة أوسع تشمل الكرة الأرضية بعد أن ابتعد المحيط القريب وتشتت ودخلت المنطقة في مرحلة ضياع وبحث عن الذات وسادت الضبابية كل شيء
فسارع الصديق بسؤال : ولكن الى ماذا يرمز هذا الشعار الجديد والذي هو عبارة عن ثلاث دوائر متداخلة فارغة من اي شيء؟ .
فكان ردي : انه يرمز الى البساطة والترابط
واختتمت حديثي مع الصديق غير المقتنع : براي ان البنك العربي بتاريخه العريق الضارب في عمق الأرض كان الأكثر جرأة في اتخاذ القرار المناسب والسريع بالتحرك والخروج من ثوب الشعارات والنظر قدما ليبقى البنك في القمة دائما وهذا تحدى قبلته الأجيال القيادية الشابة في البنك على نفسها .
عندما شعرت ان الصديق وغيره من الكثيرين ممن عايشوا البنك في غالبية مراحله غير مقتنع توجهت الى صديق في البنك والذي تبرع بالشرح لنا عن هذه الخطوة فقال :
فلسفتنا الأساسية تتمحور حول بناء “روابط تُعمر”، وهي تستند إلى تراثنا المتمثل في الدور الذي يؤديه البنك منذ تأسيسه كجسر يربط المجتمعات والأعمال في العالم العربي وخارج المنطقة، مع اعتزازنا بالروابط الشخصية الوثيقة التي أنشأناها مع عملائنا وشركائنا ومجتمعاتنا على مدى الأجيال.
*المصدر