البطيخ الأحمر رمز فلسطيني متجذر للتحايل على الخوارزميات

الرابط المختصر

البطيخ الأحمر أصبح رمزا خفيا للمقاومة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال التحايل على كل أشكال المنع، وبخاصة خوارزميات موقع فيسبوك. وظهرت الثمرة مرة أخرى على عدد لا يحصى من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

عاد البطيخ الأحمر إلى المشهد السياسي الفلسطيني من جديد، مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والرقابة التي تمارسها إدارة شبكات التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني، وأصبح البطيخ بديلاً عن العلم.

وأفادت مجلة تايم الأميركية في تقرير لها بأن البطيخ الأحمر أصبح رمزا للقضية الفلسطينية، بسبب التضييق على المتضامنين معها ومنعهم من رفع الأعلام الفلسطينية.

وأضافت أن متظاهرين حملوا لافتات بألوان العلم الفلسطيني وعليها بطيخة أو كلمة “حرية” لأن وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، منع رفع الأعلام الفلسطينية.

وظهرت صور البطيخ في عدد لا يحصى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب الحرب. وقال التقرير إن هذه الفاكهة المنعشة أصبحت رمزا خفيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال التحايل على كل أشكال المنع وبخاصة خوارزميات فيسبوك. وجاء في تعليق:

srhan_qhta9984@

“ليست نكتة بل حقيقة”.. البطيخ الأحمر يخيف الصهاينة ويتحول رمزاً للنضال الفلسطيني.

Thumbnail

وكتب ناشط:

dareenshaheen@

لمن لا يعلم: اعتُبر البطيخ الأحمر منذ عقود إحدى أيقونات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال بسبب تشابه ألوانه مع ألوان العلم الفلسطيني، وقد عاد إلى الواجهة ببعض البلدان الأجنبية في ظل محاولات الإفلات من الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي.

Thumbnail

وقالت الكاتبة ميريام بيرغر في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن إيموجي البطيخ الأحمر استخدم على نطاق واسع في الأسابيع الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي كجزء من جهود الفلسطينيين للالتفاف على الرقابة وخوارزميات تعديل المحتوى، في خضم ما شهدته القدس الشرقية وغزة من أحداث في مايو الماضي.

وحسب الكاتبة يعكس استخدام إيموجي البطيخ ومختلف الصور والأعمال الفنية من الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة والشتات، ومن مناصريهم في جميع أنحاء العالم، فيضا من النشاط والتضامن عبر الإنترنت خارج الحدود السياسية والجغرافية التقليدية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وأوضح الفنان الفلسطيني خالد حوراني المقيم في رام الله بالضفة الغربية، والذي ظهرت أعماله ضمن صور البطيخ المنتشرة على الإنترنت، أن الفن “يمكن أن يكتسي طابعا سياسيا أكثر من السياسة في حد ذاتها”.

وحسب حوراني، فإن الفنانين الفلسطينيين استخدموا البطيخ “كرمز للعلم الفلسطيني للالتفاف على الحظر” في العالم السيبراني؛ حيث يحاول الفلسطينيون الذين لا يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي، ويخشون الرقابة الإسرائيلية الإلكترونية، التحايل على خوارزميات وأساليب تعديل المحتوى.

فيسبوك وإكس حذفا الملايين من المنشورات المؤيدة للقضية الفلسطينية، وقالا إن ذلك كان جراء خلل تقني

فخلال الأزمة الأخيرة حذف فيسبوك وإكس الملايين من المنشورات والهاشتاغات المؤيدة للقضية الفلسطينية، لكن عملاقي التكنولوجيا أكدا أن ذلك كان جراء خلل تقني، مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يشعرون منذ فترة طويلة بأنهم يتعرضون لمعاملة غير عادلة في العالم السيبراني.

ويرى فادي كوران، مدير حملة تابعة لمنظمة آفاز ويقيم في رام الله، أنه “بالنسبة إلى الجيل الفلسطيني الجديد الذي يعد 70 في المئة منه تحت سن الـ30، تشكل مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي للإلهام والوصول إلى العالم”. وأضاف “يحتاج الفلسطينيون إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليكشفوا ما يحدث لهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما دفعهم إلى ابتكار مجموعة واسعة من التكتيكات للتغلب على القمع الرقمي الذي يتعرضون له”.

وفي السنوات القليلة الماضية قطع اكتشاف ما تحتويه الصور من أشياء بواسطة التعلم العميق شوطا كبيرا، حيث تطورت من خليط من المكونات المختلفة إلى شبكة عصبية تعمل بكفاءة.

واليوم تستخدم الكثير من التطبيقات شبكات الكشف عن الكائنات كأحد مكوناتها الرئيسية، ولكن تبقى هذه التقنية متخلفة عندما يصبح الأمر متعلقا بالرموز التي تقف خلفها، فهي في وضعها الحالي لا تستطيع تحليل السياق ويمكنها فقط إيجاد البطيخ ولكن لا يمكنها معرفة ما إذا كان الحديث عن الرمز أم الفاكهة، لهذا مازالت تحتاج إلى إشراف بشري.

وكان البطيخ قد تصدّر المشهد سابقا عام 2021، في خضم ما شهده حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية من أحداث، بعد صدور حكم محكمة إسرائيلية

يقضي بطرد العائلات الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من منازلها لإفساح المجال أمام المستوطنين.

ثم أطلقت منظمة ززيم -وهي منظمة مجتمعية عربية إسرائيلية- حملة للاحتجاج على الاعتقالات ومصادرة الأعلام التي تلت ذلك. وتم لصق صور البطيخ على 16 سيارة أجرة تعمل في تل أبيب، مع النص المصاحب لها “هذا ليس العلم الفلسطيني”. وحمل متظاهرون رسومًا توضيحية للبطيخ ترمز إلى العلم الفلسطيني في تل أبيب، يوم 12 أغسطس 2023. وقال رالوكا جانيا، مدير ززيم “رسالتنا إلى الحكومة واضحة: سنجد دائمًا طريقة للتحايل على أي حظر سخيف ولن نتوقف عن النضال من أجل حرية التعبير والديمقراطية”.

واستخدام البطيخ كرمز للقضية الفلسطينية ليس جديدا، فقد بدأ استخدامه لأول مرة بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، وضم القدس الشرقية.

وفي ذلك الوقت جعلت الحكومة الإسرائيلية عرض العلم الفلسطيني علنًا بمثابة جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية، وللتحايل على الحظر بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ . وفي أعقاب اتفاقيات أوسلو أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى دور البطيخ كرمز احتياطي أثناء حظر العلم، قائلة “في قطاع غزة تم القبض على الشباب ذات مرة لحملهم شرائح البطيخ، وبالتالي عرض ألوان العلم الفلسطيني، يقف الجنود متفرجين دون مبالاة، بينما تسير المواكب ملوّحة بالعلم الذي كان محظورًا ذات يوم”.

وفي عام 2007، بعد الانتفاضة الثانية مباشرة، أنشأ الفنان خالد حوراني “قصة البطيخ” لكتاب بعنوان “الأطلس الذاتي لفلسطين”. وفي عام 2013 قام بعزل طبعة واحدة وأطلق عليها عنوان “ألوان العلم الفلسطيني”، والتي شاهدها الناس في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين.

وقد استعاد الفلسطينيون البطيخ كفن احتجاجي ضد أعمال القوات الإسرائيلية، وقد قام أحد الفنانين بإنجاز لوحة لفن ساخر بعنوان “قصة البطيخ” وظهرت في الأطلس الفلسطيني.