البرلمانيون الإسلاميون يستنكرون "الانقلاب العسكري" بمصر
أدان المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في الأردن ما وصفه بـ"الانقلاب العسكري" الذي نفذه الجيش المصري على الرئيس المتنخب من الشعب وإسقاط الدستور وحل مجلش الشورى المنتخب .
واستنكر المنتدى في بيان صدر عنه يوم الاثنين التعامل الأمني مع المعتصمين في ميادين رابعة العدوية والنهضة ورمسيس وقتل المعتقلين في سجن ابوزعبل.
واستهجن في الوقت ذاته تأييد الانظمة الرسمية العربية للانقلاب ومساندته ماديا وسياسيا لاجهاض الديمقراطية في مصر واعتبرها مشاركة في الجريمة بحق كل من مصر وسوريا وفلسطين .
وادان المنتدى "جرائم الاحتلال" في فلسطين ومصادرة الاراضي وتدنيس المقدسات اضافة الى استمرار المفاوضات التي لا تصب الا في صالح الاحتلال والدعوة الى الوحدة الوطنية على اساس المقاومة .
وتاليا نص البيان :
بيان سياسي حول الأوضاع المأساوية في مصر وسوريا وبعض الأقطار العربية
صادر عن المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين/فرع الأردن
انطلاقا من الإيمان الراسخ بوحدة الأمة الإسلامية عقيدة وحضارة ومصيرا، فقد عقدت الهيئة العامة للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين/فرع الأردن اجتماعا يوم السبت الواقع في 17 شوال 1434هـ الموافق 24 آب 2013م، لتدارس الأوضاع المأساوية التي تشهدها جمهورية مصر العربية. وبعد استعراض ما شهدته هذه الأقطار في الآونة الأخيرة في ضوء الوقائع والأحداث خلص المجتمعون إلى ما يلي :
أولا: إدانة الانقلاب العسكري الذي قامت به قيادة القوت المسلحة في مصر، والذي أسفر عن اعتقال الرئيس المنتخب بإرادة حرة من الشعب المصري، وبانتخابات شهد العالم اجمع بنزاهتها، وحل السلطة التشريعية المنتخبة ممثلة بمجلس الشورى، بعد أن سبقه حل مجلس الشعب بدعوى عدم الدستورية، وتجميد العمل بالدستور الذي يعتبر من أهم انجازات ثورة 25 يناير، وإقالة الحكومة التي تحظى بثقة ممثلي الشعب، وفرض حالة الطوارئ، وحظر التجول، وتعيين رئيس جديد مؤقت أعطي صلاحية إصدار المراسيم، وحكومة مؤقتة. ويرى المجتمعون أن في هذا الانقلاب مصادرة لإرادة الشعب المصري، واغتيالا للحلم المصري والعربي بمسار ديموقراطي يجعل الشعب مصدر السلطات، ويضع مصر والأمة العربية على طريق النهوض، ويقدم نموذجا ديموقراطيا يحتذى في الوطن العربي والإسلامي.
ثانيا: إدانة الممارسات العرفية والدموية التي قام بها الانقلابيون بهدف كسر إرادة الشعب المصري وحمله على الاستسلام لمشيئة الانقلابيين، الذين قاموا بقتل الآلاف من خيرة أبناء مصر وبناتها في ميادين رابعة العدوية والنهضة ورمسيس ودار الحرس الجمهوري ومسجد الفتح وسجن أبي زعبل وغيرها من الميادين والشوارع في مختلف محافظات مصر. وقد أتسمت عملية القتل بالوحشية المفرطة على أيدي الأجهزة الأمنية والجيش ومجموعات البلطجية التي رباها النظام والمرتبطة بالكيان الصهيوني، لتكون وسيلته في البطش والإذلال. وقد ارتكبوا من الأعمال الفظائع ما تقشعر لها الأبدان، من حرق للمعتصمين، واستهداف للمساجد، وقتل على الهوية، وتعديات ممنهجة على الكنائس، ومحاولة إلصاقها بالمدافعين عن الشرعية، بهدف إشعال نار الفتنة الطائفية، واعتقال الآلاف من القيادات والكوادر المتمسكة بالشرعية.
ثالثا: إدانة الهجمة على وسائل الإعلام المؤيدة للشرعية والمحايدة، باعتقال الصحفيين، وإغلاق القنوات الفضائية والصحف، والقيام بحملات التحريض ونشر الكراهية ضد الشرعية وضد رموز ثورة 25 يناير، أسهم فيها الإعلام الفاجر، والفتاوى الدينية لعلماء السلطة الذين سقطوا سقوطا أخلاقيا مريعا.
رابعا: إدانة مواقف الأنظمة الرسمية العربية التي أيدت الانقلاب وساندته ماديا وسياسيا لإجهاض الديموقراطية الوليدة، التي بدأت تفضح الفساد والاستبداد والتبعية لبعض الأنظمة العربية، التي أبت إلا أن تكون شريكا في هذه الجريمة، التي لم تكن بحق رئيس وسلطة تشريعية وتيار سياسي عريض فحسب، وإنما كانت جريمة بحق مصر والأمة، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا، فقد خسر الشعب الفلسطيني سندا قويا في صراعه مع العدو الصهيوني، وعاد إلى سياسة العقاب الجماعي والخنق التي كانت تمارس في زمن حكم حسني مبارك، فلا عجب والحالة هذه أن نجد العدو الصهيوني أكثر السعداء بهذا الانقلاب. كما خسر الشعب السوري نصيرا لثورته، ما أدى إلى توحش النظام السوري في القتل والتدمير بعد هذا الانقلاب.
ولعل أخطر نتائج هذا الانقلاب أنه يجري اليوم تعميمه في دول عربية أخرى، ووفق المنهجية ذاتها، ما أدى إلى ارتفاع الأصوات التي تشكك في الربيع العربي، وتدعو إلى الانقلاب عليه، وأنه يؤسس لشرعنة الانقلابات في أقطار أخرى، ولاسيما بعد ما باركت هذه الأنظمة الانقلاب في مصر، وأنه يفتح مصر والبلاد العربية على جميع الاحتمالات، بما فيها الحرب الأهلية والتقسيم، وأنه يحمل على اليأس من جدوى الانخراط في العملية السياسية، ويدفع إلى العودة إلى العنف الذي دفعت فيه الأمة الثمن غاليا.
خامسا: إدانة جرائم النظام السوري بحق الشعب السوري العظيم، المطالب بالحرية والكرامة، تلك الجرائم التي أزهقت أرواح أكثر من مائة ألف مواطن، ودمرت سوريا، وجعلت عملية اعمارها باهظة التكاليف. وإدانة جريمة استخدامه السلاح الكيماوي، الذي أزهق أرواح أكثر من ألف وخمسمائة مواطن، معظمهم من الأطفال والنساء. وإدانة الموقف العربي والدولي العاجز إزاء هذه الجريمة المنكرة.
سادسا: إدانة التوظيف الطائفي في الحرب الدائرة في سوريا بين نظام دموي فاسد وشعب ظل عبر أربعين عاما يحكم بالحديد والنار. ودعوة الأمة بكل مكوناتها الطائفية والمذهبية والفكرية إلى الانحياز إلى الشعب الذي يعاني من القهر والإذلال.
سابعا: إدانة مواقف الدول الكبرى الداعمة للنظام السوري، وفي مقدمتها روسيا والصين، والتي وفرت له الحماية من القرارات الدولية، وإدانة سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي حرمت الشعب السوري من الحصول على السلاح وذلك لإطالة أمد الحرب، وإنهاك سوريا لصالح الكيان الصهيوني.
ثامنا: إدانة التفجيرات التي شهدها لبنان ولاسيما في الآونة الأخيرة، والتي تؤشر على صراع طائفي ومذهبي، والتي أودت بحياة العشرات، وتسببت في إصابة المئات، ودعوة اللبنانيين إلى التعقل، والخروج من المستنقع السوري، والى التوافق الوطني الذي يجنبهم خطر العودة إلى حرب أهلية دفعوا فيها الكثير.
تاسعا: إدانة جرائم العدو الصهيوني في فلسطين، المتمثلة بالاحتلال، ومصادرة الأراضي وتهويدها، وتدنيس المقدسات، ومواصلة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، والعمل على تقاسمه على غرار ما حصل في المسجد الإبراهيمي. ومناشدة الأشقاء الفلسطينيين تعزيز وحدتهم الوطنية، على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت، والتوقف عن المفاوضات التي لا تصب إلا في مصلحة العدو وتشكل له غطاء للمزيد من الاستيطان.
عاشرا: وأخيرا يود المجتمعون أن يؤكدوا على ثقتهم بأمتهم، وقدرتها على تجديد ذاتها، وانتزاع حقوقها، فالشعب المصري العظيم الذي قدم النموذج على مدى ثمانية وأربعين يوما في الصبر والثبات والإيمان والسلمية قادر على إفشال الانقلاب واستعادة الشرعية.
والشعب السوري البطل الذي قدم التضحيات العظيمة قادر بحول الله على حسم المعركة لصالحه لو وجد الدعم الحقيقي من جماهير أمته.
والشعب الفلسطيني الذي لم تفلح العنصرية الصهيونية، والمؤامرة الكونية، والخذلان العربي الرسمي والتآمر الدولي في كسر إرادته، قادر بحول الله عز وجل على انتزاع حقوقه، حين تقف من ورائه جماهير الأمة دفاعا عن مقدساتها ووجودها، لان المشروع الصهيوني العنصري التوسعي يستهدف الجميع.
“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” صدق الله العظيم.
عمان في 19 شوال 1434 هـ
المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين
الموافــق 26/8/2013م
فرع الأردن











































