البابا: غبطتي عظيمة أن تطأ قدماي أرض الاردن
القى قداسة البابا بندكت السادس عشر كلمة اعرب فيها عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على الترحيب الحار ووجه له التهانيّ الصادقة بمناسبة الذكرى العاشرة لإرتقائه العرش الهاشمي والمصادفة هذه السنة.
وقال أحيي الملك، وأرفع أسمى العواطف والتحيات لافراد العائلة المالكة وللحكومة وشعب المملكة بأسره، وأحيي الحضور الكريم فيما أباشر زيارتي الأولى للشرق الأوسط منذ انتخابي حبرا على الكرسي الرسولي، وغبطتي عظيمة أن تطأ قدماي أرض المملكة الاردنية الهاشمية، ارض غنية بتاريخها ووطن لحضارات عريقة وعديدة، أرض مشبعة بالمعاني الدينية للمسلمين والمسيحيين واليهود .
واضاف ، أوجه تحيتي إلى الأساقفة الحاضرين وبنوع خاص الأساقفة العاملين في الأردن، وأتهيأ مساء غد للصلاة في كاتدرائية القديس جاورجيس، ونهار الأحد في استاد عمان ، أيها الأساقفة الأعزاء، ومع جمع غفير من مؤمني رعاياكم وأبرشياتكم.
وقال قداسته جئت الأردن زائرا وحاجا لأكرم الأماكن المقدسة التي لعبت دورا بارزا في بعض أحداث مفصلية من تاريخ الكتاب المقدس، ،مشيرا الى ان يوحنا المعمدان في بيت عنيا عبر نهر الأردن بشر وشهد ليسوع واعتمد من يده في مياه النهر الذي أعطى اسمه لهذه الأرض.
واضاف سأزور في الأيام القادمة هذين المكانين المقدسين وسأسعد بمباركة الحجر الأول للكنيستين اللتين ستشيدان في موقع معمودية السيد المسيح ، إن إمكانية أن تبني الجماعة الكاثوليكية في الأردن صروح عبادة عامة، هو دليل احترام للديانة في البلاد، وأود التعبير عن أسمى مشاعر التقدير لهذا الانفتاح العظيم، من المؤكد أن الحرية الدينية حق إنساني أساسي، فأرجو رافعا الصلاة الحارة كي تحترم وتصان الحقوق غير القابلة للتصرف وكرامة كل رجل وإمرأة، ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل في أنحاء العالم أجمع.
وقال قداسة البابا "زيارتي للأردن سانحة كبرى كي أعرب عن عميق احترامي للمسلمين وللإشادة بدور جلالة الملك في تعزيز وعي أفضل للقيم المعلنة في الإسلام، ومع مرور أعوام على نشر رسالة عمان ورسالة الأديان المشتركة في عمان، نستطيع القول ان هذه المبادرات النبيلة حصدت نتائج جيدة في تفضيل وتعزيز تحالف حضارات بين العالم الغربي والإسلامي، نافية بالتالي إدعاءات من يروجون لحتمية العنف والصراع، في الواقع، تحتل المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ أمد طويل، صدارة المبادرات الطيبة الهادفة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي العالم، في تشجيعها للحوار ما بين الأديان ودعمها لمساعي إيجاد حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي استضافتها للعراقيين ، وفي سعيها الحثيث لكبح جماح التطرف، لا يسعني تمرير هذه المناسبة من دون التذكير بجهود المغفور له الملك الحسين بن طلال الطليعية من أجل إرساء السلام في المنطقة، إذ يبدو مناسبا جدا أن التقي في المسجد الذي يحمل أسم الملك الراحل علماء الدين المسلمين وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات، أرجو أن يعود التزامه في حل الصراعات في المنطقة بالثمار المرجوة على جهود تعزيز سلام دائم وعدالة حقيقية لسكان الشرق الأوسط أجمعين.
أيها الأصدقاء الكرام، لقد ناقش المشاركون، في جلسات اللقاء الأول للمنتدى الكاثوليكي الإسلامي الذي انعقد الخريف الماضي في روما، الدور المحوري التي تؤديه وصية المحبة في كل من تقليدَينا الدينيين، آمل بصدق أن تساعد زيارتي هذه وكل المبادرات المنظمة لتعزيز علاقات سليمة بين المسيحيين والمسلمين، على النمو معا في المحبة لله القدير والرحيم، كما وفي المحبة الأخوية المتبادلة.
أشكركم على حفاوة استقبالكم وضيافتكم، فليمنح الله جلالة الملك والملكة العمر المديد، ويبارك الأردن ويهبه ازدهارا وسلاما.











































