الامانة بصدد وضع مطبات مطاطية
- يسير علي مسرعا بسيارته التي ترتفع ثم ترتطم بالأرض بعد اصطدامها بواحد من المطبات التي تضعها أمانة عمان الكبرى لـ"كبح جماح السرعة"، في وقت يرى فيه مواطنون أن هذه المطبات تؤدي إلى إلحاق أضرار بسياراتهم حال عدم الانتباه لها.
وتأتي هذه الشكاوى في وقت تؤكد فيه الأمانة أنها تسعى لوضع مطبات "مطاطية" مسبقة الصنع في عدة مواقع تشهد حركة جذب نشطة للمشاة، وأمام المساجد والمدارس والمستشفيات تمهيدا لتعميمها على مناطق العاصمة الـ27.
وتقلل هذه المطبات من الأضرار السلبية لاصطدام السيارات بها كونها واضحة للعيان، وفق الأمانة التي تشير إلى أن "الأردن يسجل حادثا كل خمس دقائق".
يعتقد علي أن نشر المطبات "لا يقلل من حجم الحوادث" فالكثيرون لا يراعون ضرورة تخفيف سرعتهم عند الوصول إلى هذه المطبات، على حد قوله.
ويوافقه ابراهيم الذي دعا الأمانة إلى اتخاذ أسلوب آخر من أجل تجنب السرعة الزائدة "فالمطبات أصبحت لا تفي بالغرض، ونحن بحاجة إلى استراتيجية لتقليل نسبة الحوادث".
بيد أن محمد يرى في المطبات "أسلوبا" يجبر سائقي السيارات والحافلات من تخفيف سرعتهم خوفا من تلف هذه السيارات والحافلات.
يقول بشار "وضع مطبات أسلوب جيد ويمكن من تخفيف السرعة، لكنها تتطلب إنارة جيدة وتحسينا ووضع لافتات".
في موازاة ذلك، يؤكد نائب مدير المدينة للأشغال العامة فوزي مسعد أن المطبات مسبقة الصنع ستغطي زهاء 40 موقعا جديدا، لافتا إلى أنها "مصممة حسب المقاييس العالمية"، فيما يبلغ عرضها مترا واحدا وبارتفاع يصل إلى خمسة سنتيمترات.
ووفق مسعد، فإن تركيب المطبات مسبقة الصنع "المطاطية" سيأخذ بالإعتبار تناسبها مع موقع وطبيعة الشارع وسرعة السيارات عليه.
ويلفت إلى جانب ذلك إلى سهولة فكها وتركيبها الذي لا يحتاج لحفر في الاسفلت، فضلا عن كونها تتميز بتماسك ألوانها، وبأنها واضحة للعيان.
يقول مسعد إن "المطبات الإسفلتية بحاجة دائمة للصيانة، وتتسبب بإشكالات في بعض المواقع، فضلا عن أن عمليات تخطيطها باللون الاصفر قابل للإزالة مع مرور الزمان".
وتظهر إحصائيات الأمانة العام الماضي انتشار 1372 مطبا في مناطق الأمانة الـ21، استحوذت مناطق تلاع العلي ووادي السير والقويسمة وزهران على نصف عددها.
وتشير ذات الإحصائيات إلى تطابق 1134 مطبا مع مواصفات ومعايير الأمانة، وأن دائرة صيانة الطرق في الأمانة تدرس إزالة 238 مطبا، وتمهيد مطبات أخرى كون ارتفاعها غير مناسب، فضلا عن تجهيزها بشواخص ودهان.
ووفق مصدر مطلع في أمانة عمان، فإن دائرة صيانة الطرق تعكف على إزالة المطبات غير المطابقة لمواصفات الأمانة في شوارع العاصمة.
وبحسب المصدر ذاته، "يجب أن يتراوح عرض المطب بين ثلاثة إلى أربعة أمتار، ولا يتجاوز ارتفاعه خمسة سنتمترات".
وحول المطب الجمالي أو الحضاري الذي تعكف الأمانة على إنشائه أخيرا في شوارع العاصمة، فيجب أن يكون عرضه ستة أمتار بارتفاع تدريجي يصل إلى خمسة سنتمترات، ويستوي لمسافة تقترب من الخمسة أمتار مبلطة.
ويشار إلى أن الأمانة هي الجهة صاحبة الاختصاص في تحديد الشوارع والتقاطعات والأماكن التي تتطلب وجود مطبات من غيرها.
وينص نظام الشوارع والطرق وصيانتها في منطقة أمانة عمان على أن الشوارع من اختصاص الأمانة وضمن أملاكها، بمعنى أن أي "تغيير في الوضع الطبيعي للشارع" يجب أن يكون بترخيص من الأمانة.
وتعكف الأمانة على إزالة أي مطب مخالف بناء على ملاحظات كادرها الميداني، أو نتيجة تلقي شكاوى من المواطنين، حسب بورنو.
وكانت الأمانة أعلنت أنها تتجه إلى استنباط إجراءات جديدة لإجبار السائقين على التخفيف من سرعاتهم، دون الإضرار بمركباتهم، تتمثل في تجربة تخشين الشوارع مثل شوارع في جبل عمان، وشارع الأردن، التي تفيد في التغلب على درجة انحدار الشوارع ونعومتها، إضافة إلى تخفيف السرعة.
وبلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية خلال السنوات العشر المنصرمة 7084 حالة وفاة، في حين تجاوز عدد الجرحى 175 ألف جريح، وفق أرقام رسمية أشارت إلى أن عدد المركبات المسجلة العام وصل إلى 755 ألف مركبة، في حين بلغ عددها 680 ألف مركبة العام قبل الماضي.
وتشهد المملكة ازديادا سنويا في أعداد الحوادث المرورية، بالتزامن مع ازدياد مرتفع في أعداد المركبات، لم يواكبها توسع بنفس النسبة في الشوارع والطرق لاستيعاب هذه الزيادة، وفق دراسات المعهد المروري.
وبلغت نسبة الوفيات في الحوادث المرورية التي وقعت العام الماضي 1%، فيما بلغت نسبة الجرحى 8%، في حين بلغت نسبة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الحوادث 88%.
وحملت الدراسات العنصر البشري 99.4% من أسباب الحوادث، في وقت شكلت فيه عيوب الطريق 0.2%، وعيوب المركبة 0.4% من هذه الحوادث.
وتفقد المملكة أكثر من 700 ألف دينار يومياً نتيجة الحوادث المرورية، أي بما يعادل ما نسبته 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
وعزت الدراسات ازدياد الحوادث إلى أسلوب القيادة العشوائي وعدم تقيد السائقين بأنظمة وقواعد المرور، فضلا عن عدم كفاية الوعي المروري لدى المواطنين حول كيفية استخدام مرافق الطرق المختلفة.
وبالرغم من اختلاف مواطنين على جدوى نشر هذه المطبات، تؤكد الأمانة ضرورة وضعها في شوارع العاصمة للحؤول دون مزيد من الحوادث التي تحصد الأرواح وتفتك بالبشر يوميا.