الالتفات إلى آلام الآخرين في تعليقات صامتة لعمان نت
في الغالب لا يستطيع من هو في عوزٍ أن لا يحرك ساكنا ويقف مكتوف الأيدي؛ فهو دائم البحث عن سبل للتعبير عن المشكلات التي يعاني منها؛ غير أنه لا يتجرأ في لحظةٍ ما من التعبير عن واقعه.
وتدخل "الرغبة والدافع" في عرض المشكلة، فإما تظهر بطريقة تجعل الحالة "أنموذج" للغير يحتذي به أو فرصة لدرءِ ما قد يتعرض له من باب "الإطلاع على الخبرة" والتأثير الإيجابي. مع الالتفات إلى آلام الآخرين واتخاذها "تجربة" ليس أكثر.
موقع "عمان نت" الإلكتروني طرح عبر سنواته قضايا تناولت "واقع المرأة وحقوقها" وحلمها بمنح جنسيتها الأردنية لأبنائها وزوجها "غير الأردنيين" لتدخل في فصول من العذابات اليومية تتعلق بالإحجام عن شمولهم في الخدمات الحكومية من تعليم وطبابة ومعونات.
لكن الظروف التي تمر بها لا يدفعها سوى التحرك ولو كان صامتا للتعبير عن رأيها، ولم تتجرأ إحداهن التعبير عن ظروفها في حلقة خصصت مطلع العام الماضي في برنامج "ناس وناس" الذي يبث على أثير راديو البلد توأم عمان نت، واقتصرت اللقاءات على المسجلة منها وبإقناع من المتضررات على أهمية التعبير عن رأيهم.
بالعودة إلى "التعبير الصامت" فيبدو أن السواد الأعظم من المعلقين يجد في ضالته "الموقع الإلكتروني" للتعبير الآمن عن رأيه وما يعانيه من مشكلات في سياق تعليقات إلكترونية "قد" لا تعبر صراحة عن أسمائهم الحقيقة وماهيتهم، لكنها تشكل بشكل أو بآخر طريقاً للتعبير عن الواقع.
نعرض هنا عدد من التعليقات التي تعبر حقيقةً عن جوهر ما تعيشه حالات تشابهت في ظروفها، لذا، لنترك المساحة الآن لهذه التعليقات، علها تجد تأثيراً ما على أصحاب القرار ودافعا لعمل المنظمات الحقوقية.
" محمد محمود العيسوي" أردني متزوج من عراقية، يتحدث عن وضع زوجته، التي أمر محافظ العاصمة بترحيلها فهذا النص الذي يسرد من خلاله فصول معاناته.
"زوجتي مهددة بالإبعاد عن الأردن، سيدي الفاضل رئيس التحرير، تحية وبعد، أود ان تساعدوني بخصوص هذه القضية حيث أنني متزوج من عراقية ولي منها طفلة عمرها أربع سنوات وأنني متزوج منذ أكثر من 6 سنوات وحدثت لي ولزوجتي مشاكل كثيرة وقد سُجنت زوجتي أكثر من مرة وآخر هذه القضايا بُلغت زوجتي بضرورة مراجعة مكتب محافظ العاصمة والذي بدوره قرر إبعادها الى خارج الأردن وقد أعطاني مهلة لتصويب وضعها حيث ان إقامتها منتهية وأعطاني مهلة 14 يوما على ان أقوم بتكفيلها من مديرية شرطة جنوب عمان وقد قمت بتكفيلها ولي الآن أكثر من 4 أشهر أراجع الدوائر المختصة كي احصل على الإقامة! السنوية والمعاملة الآن عند مديرية الإقامة والحدود من اجل اخذ الموافقة وقد تفاجئت بأني مطلوب أنا وزوجتي مخفورين إلى مديرية شرطة جنوب عمان والسبب ان المهلة انتهت ولكن التأخير الحاصل ليس لي به أي ذنب وذهبت الى محافظة العاصمة وقدمت لهم استدعاء اطلب منهم تمديد المهلة وقد أعطوني 10 أيام جديدة وأنني اطرق جميع الأبواب كي احصل لزوجتي على الإقامة السنوية الدائمة ولكني أخاف ان يرفض طلبي وتبعد زوجتي.
سيدي الفاضل أليس زوجتي هي إما لطفلة أردنية وهي بحاجة إلى الرعاية عدا أنها زوجتي، هذه الطفلة أليس لها الحق في أما ترعاها حتى ولو ان أمها غير سوية أين حقوق الطفل من ذلك أليست هذه قضية إنسانيه !
على الجانب الآخر، يستهجن المعلق العربي "آلام حمادة" هذا الواقع الذي يعيشه ويكتب " أنا متزوج أردنية يعني أطلقها لأجل خاطر الحكومة".
"أبو جاد" من الدوحة/ قطر يقول في تعليقه "لقد وضعتم يدكم على الجرح فأنا من هذه الفئة المظلومة فقد تخرجت من الجامعة الأردنية بتخصص حقوق هذا الذي حلمت به منذ الطفولة لأصطدم فيما بعد بالحياة العملية حيث ليس لدي أي حقوق في العمل بالرغم أني من مواليد الأردن وأمضيت عمري بها إلا أني لم أجد مكان أعمل به وسبب رفضي أني لا أحمل الرقم الوطني"
"والآن أنا في الاغتراب والحمد لله أنجزت العديد من طموحاتي وحققت أحلامي فهل أعود يوماً لوطني الأردن لأحقق حلمي الكبير بالعمل في مكتبي الخاص أم هل سأفارق الحياة ويعاني أبنائي من بعدي مما عانيت منه..الله يفرجها".
المعلق "محمد" يطلق مناشدة في تعليقه للجهات العليا للنظر بوضعه، وإليكم التالي: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني بأن ينظر للموضوع بعين الرحمة. حيث أن تعديل قانون الجنسية بحيث يحق لأبناء الأردنية وزوجها الحصول على الجنسية الأردنية، سيخفف معاناة الكثير من الأسر الأردنية. كما أود أن أشكر راديو البلد لاهتمامه بالموضوع و أرجوا منكم المتابعة".
"أبو إبراهيم" يقول في تعليقه: "هل تخلى الفلسطينيين القاطنين في أوروبا عن حق العودة بالطبع لا!! ولكن حصولهم على جنسية الدول التي يعيشون فيها هو أمر طبيعي جدا يسهم في تقدم تلك الدول. هل يرغب الأردن بتهجير آلاف الفلسطينيين إلى الدول الغربية بحثا عن أبسط الحقوق المدنية؟؟ من أبناء قطاع غزة في الأردن خريجي طب، هندسة، تكنولوجيا معلومات.. والعديد العديد من التخصصات التي تساهم في تقدم هذا الوطن، ثم إن هؤلاء الأردنيات هن بناتنا وأبنائهن أبنائنا"..
تحت عنوان "ساندوا حملتي (أنصفونا ) تساندوا أنفسكم" أطلقت المعلقة "نعمة حباشنة" دعوة لجميع الذين يشبهونها بالحال وتكتب: "إخوتي الكرام أنا أم أردنية أرمله ومتزوجة من غير أردني وكذلك أخوات لي ومعاناتنا كلكم تعرفونها بسبب عدم وجود الرقم الوطني أو الجنسية ولهذا فكرت بإنشاء حملة على موقع (حملات إنسان ) تحت اسم (أنصفونا) الهدف منها جمع نصف مليون توقيع علها تكون لنا عونا في مطلبنا الشرعي والعادل بالتعجيل والموافقة على صدور قانون الجنسيات لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين. هو عمل فردي لي أو لنقل محاولة علنا وعسى نصل إلى ما نريد ولكن بمساندتكم لي إخوتي والتوقيع(((( بنعم))))) لمساندتي أنتم وكل من تعرفون سيصبح العمل جماعي وقد يجعل الله عز وعلا علي أيدينا الفرج والفرح لكل تلك النساء وأبناءهن وأنا وأبنائي منهم ..وشكرا لكل من يساندنا وهذا هو رابط الموقع ...http://petitions.ensan.net/index.php".
أما حمودة يبلغ من العمر 35 عاما، والدته أردنية ووالده مصري الجنسية، يتمنى يوما أن يحصل على الجنسية الأردنية لتسهل حياته وفرصه في العمل.
فيما يكتب الشاب "محمد": "قال رسول الله صلى الله، والله في عون العبد ما دام العزن في عبد أخيه. والله يا أخواني أني محروم من كل الحقوق في الأردن علما أني موجود في الأردن منذ 18 عام. أناشد جلالة الملك انه ينضر بعين الشفقة. للعلم لا يوجد معي كل من: 1- بطاقة أحوال مدنية 2- جواز سفر 3- إثبات إقامة 4- رقم وطني.
"أردنية" تكتب تعليقا آخر تتحدث فيه التالي.."أنا أردنية و من أصل أردني، زوجي يحمل الوثيقة الفلسطينية، وابني يحمل الجواز الأميركي كونه أميركي المولد. أتمنى أن يحمل أبني جواز سفر بلدي...... أرى فعلا ان القانون مجحف بحق الأردنيات".
ويتحدث "أحمد من فلسطين" عن قضيته ويكتب فيها "أنا أردني قبل عامان سحبت جنسيتي الأردنية ومنعت من دخول الأردن حاولت بكل الطرق لإنهاء المنع الأمني أو السماح لي فقط ان اعبر الأردن ومن ثم الى المطار ولكن لم يسمح لي هل يوجد من مؤسسات أو أي جهة رسمية تساعد في حل قضيتي".
المعلقة "حنين البيطار" تجد حلاً للمشكلة وتكتب فيها إنها لن تحل "صدقوني إلا لما نتزوج واحد معه رقم وطني ويحن علينا ويعطينا هالرقم".
"علاء احمد" يتحدث عن امتلاكه جوزا سفر مؤقت كدته 5 سنوات لكن دون رقم وطني حيث تم سحبه منه من غير أن يعرف. ويشاطر الرأي "معلق لم يذكر اسمه" يكتب "ولدت في الأردن وليس لي جنسية لأحمل هوية وليس لي رقم وطني السبب؟".
"معذبين من الزرقاء" يكتب: يا رب أعطينا رقم وطني أنا واخوي وخواتي حتى نرد لماما جزء من تعبها لما يصبح بإمكاننا العمل مثل البشر، أمي أردنية برقم وطني وأبي بجواز سفر خمس سنوات بدون رقم وطني".
يعلق "رائد" "أنا لا أريد أن أحبطكم، و لكن أنا والدي أردني و يحمل الرقم الوطني و كذلك والدتي و جميع أخوتي و أخواتي، و حسب نص الدستور ابن الأردني أردني أينما ولد، و أنا لا أحمل الرقم الوطني وكنت ومازلت أحاول معالجة هذا الوضع الشاذ منذ 19 عام دون جدوى.الله يفرجها على عباده".
"غالب محمد الرقاض" يكتب: "نناشد جلالة الملك عبد الله المعظم وجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة_ بمنح أبناء قطاع غزه المقيمين في الأردن الجنسية الأردنية ونحن مستعدون لتنازل عن جواز غزة والحصول جواز أردني".
سيعرض برنامج "ناس وناس" في حلقاته المقبلة حالات تتشابه مع تلك التي عرضت في سياق التقرير. كما سيكون من بين الحالات بعض من ورد في هذا التقرير. ننوه إلى عنوان المقال "الالتفات إلى آلام الآخرين" هو مأخوذ عن اسم كتاب توثيقي للكاتبة الأميركية الراحلة سوزان سونتاغ.











































