الاغنياء ونحن والمسوؤلية الاجتماعية

الرابط المختصر

قبل يومين كتب الكاتب والناشط السياسي  الاردني ناهض حتر مقالة حول قائمة الاغنياء في الاردن كما نشرتها الطبعة العربية من مجلة فوربس العالمية،  حيث اظهرت تلك القائمة ان اكثر من 60 % من اغنياء الاردن هم من اصول فلسطينية ،  كما ان الاغنياء ( بصورة عامة ) لم يقدموا  شيئا للحياة السياسية والثقافية والاجتماعية  ولم ينشوا صنادق لمساعدة الفقراء في التعليم  ( وهذا اضعف الايمان )  وبالتالى فهم عاشوا ويعيشوا بعيدا عن مجتمعهم  رغم ان الواجب يدعوهم الى ان يقدموا الكثير من اجل المجتمع الذي يعيشون فيه والذي بفضله اصبحوا اغنياء فهم استفادوا منه ومن خيراته،  وعليهم ان يردوا ذلك على شكل تفاعل اكبر في الحياة الاجتماعية والثقافية ان يقدموا كل مساعدة ممكنه للطبقات الفقيرة ،  وهذا ما نسميه ( اخر موضه)  المسوؤلية الاجتماعية ليس فقط للبنوك بل لكل القطاع الخاص  بصورة عامة ، وعلى راس ذلك هؤلاء الاغنياء الذين يعيشون  جسديا في المجتمع وعمليا لا علاقة لهم به سوى استغلاله واستغلال خيرته ( ان وجدت اصلا)  من اجل زيادة  ملايينهم ...


 ولكن هيات بين اغنياءنا واغنياء بعض بقاع العالم !! واليكم هذا المثل الذي يثبت كيف يمكن ربط المسوؤلية الاجتماعية والبزنس،  فلقد اقترحت  شبكة مطاعم كنتاكي العالمية في احد المدن الامريكية على البلدية المحلية هناك ان تقوم كنتاكي بترميم الشوارع وسد الحفر في جميع طرقات المدينة على حسابها الخاصة وبدون ان تكلف البلدية دولار واحدا  شريطة ان تقوم مطاعم كنتاكي بطباعة  اسمها على كل حفره تقوم باصلاحها وفي كل شارع تقوم بترميمه ( يعنى دعاية بالمجان ) وبهذا تكون شبكة مطاعم كنتاكي قد قامت بدورها في المجتمع وساهمت في تحسين الاوضاع في البلدة وساعدت البلدية على  القيام بواجبها ووفرت عليها الاموال وحصلت على دعاية مجانية، حتى نشرهذا الخبر في الصحف واعادة التعليق عليه هو دعاية مجانية لهذه المطاعم ..

 اترون الفرق بين الاغنياء والاغنياء وبين القطاع الخاص هناك والقطاع الخاص عندنا واقصد عندنا في العالم العربي ، فحتى ان قام هذا القطاع بعمل شئ للمجتمع فانه يحمل الدنيا جميلا !! بانه فعل شئيا ( يا سلام )، فلا زلنا نذكر تلك المؤسسة المصرفية العربية الكبيرة التي اعلنت انها تعمل من اجل المجتمع ، وعندما تم فحص بياناتها المالية كما نشرتها بنفسها اتضح ان الالاف فقط من الدنانير المخصصه للاعمال الاجتماعية والثقافية  من اصل عشرات مليادرات الدولارات ، هذه الالاف لا تكفى لتمويل عقد ندوة واحدة ولا تكفى لشرب الشاي في تلك الندوة .

اعتقد انه حان الوقت الذي يعيد فيه القطاع الخاص والاغنياء النظر في طريقه تعاملهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه ، فاما ان يصبحوا جزءا منه يعيشون  افراحه واطراحه  والالم هذا المجتمع ويحاولون التخفيف عنه،  او انهم يرحلوا عن هذا المجتمع الى الفضاء فهناك قد يستطيعون ان يعيشوا لوحدهم ومن اجل انفسهم فقط ( وحتى هذا مشكوك فيه فقد يجدوا كائنات فضائية بانتظارهم )...!!
 وللحديث بقية