استمعت محكمة جنايات عمان اليوم برئاسة القاضي حسن العبداللات وعضوية القاضي سامر الطراونة لشهادة مدير عام هيئة الإعلام المرئي والمسموع الدكتور أمجد القاضي كشاهد نيابة في قضية جوسات، إضافة إلى الخبير الموظف في الهيئة معن العناسوة والذي قام بتفريغ الحلقة على ورق.
وفي رده على أسئلة محامي المتهمين قال القاضي أنه كان هنالك إساءة من غازي الفايز للنظام، مبينا أن تقديم الشكوى لم يتم بناء على الحلقة السابقة التي شارك فيها الناشط والنائب السابق منصور مراد والنائب في المجلس السادس عشر محمد الشوابكة، بل إنه على خلفية هذه الحلقة، مشيرا إلى أنه سأل رئيس مجلس إدارة القناة الدكتور رياض الحروب عن إمكانية وضع فاصل لمدة خمس ثواني عند استخدام الضيوف لعبارات تتجاوز السقف.
وأوضح أن الهيئة لم تحرك شكوى على هذه الحلقة وإنما اكتفت بالملاحظة سابقة الذكر، لكنها قدمت الشكوى على الحلقة التالية وهي الحلقة المنظورة الآن أمام المحكمة.
وأضاف بأن المتهم لبيب قمحاوي استخدم مصطلح "السحر" الذي تضمن إساءة لرئيس الوزراء، فايز الطراونة، في حينه، مشيرا إلى أن لديه مواهب سحرية، كما أنه استخدم مصطلح الساحر أكثر من مرة،واستخدم هذا المصطلح ليصف عملية إعادة رئيس الوزراء للصوت الواحد بالفهلوة، وكررها على سبيل التندر.
وهنا علق القاضي بأن الإعلام المتزن لا يستخدم كلمة الساحر، أو كلمات على غرارها، مؤكدا أن الإعلامي لا بد وأن يكون لديه معرفة قانونية جيدة عبر دراسته للإعلام والتحاقه بالدورات التدريبية، تقدم له خلفية جيدة عن المصطلحات التي يجوز تداولها وتلك التي لا يجوز تداولها في الإعلام.
وعرف المهنية بأنها الالتزام بالأنظمة والتشريعات بما فيها مدونات السلوك، بحيث يتم إخراج الرسالة الإعلامية بأفضل شكل ممكن. ليصف الإعلامي لبيب قمحاوي بأنه لم يكن مهنيا بالمعنى الإعلامي.
وحول خضوع الضيوف للتعليمات القانونية في هيئة الإعلام المرئي والمسموع، قال "بأنه مادامت التعليمات تنطبق على المحطات الإعلامية، فإن الضيوف وما يصدر عنهم يجب أن تكون خاضعة لتلك التعليمات".
وأضاف بأن لدى الإعلاميين شيئا اسمه "الأسلوبية" إذ يستطيع المرء أن يوصل الرسالة من دون أن يقع عليه أي "ممسك" إعلامي أو قانوني، ويكثر ذلك في القضايا الدولية مثل معاداة السامية، وهنا أكد "لا علاقة لنا بحسن النوايا أو سوء النوايا، نحن نتحدث عن المضمون الذي تعبر عنه المصطلحات التي تحمل مضمون معين"
ويضيف " بحكم القانون فإن أي مادة إعلامية يتم بثها فإن المحطة ومديرها مسؤولون عنها بشكل مباشر، ملخصا المخالفات المهنية التي ارتكبتها مقدمة البرنامج رولا الحروب "لقد استضافت ضيوفا من طرف واحد، وأيضا كان يتوجب عليها التدخل وتوجيه اللقاء بصورة مختلف".
وأشار القاضي إلى أن الهيئة تقوم بتسجيل البرامج الحوارية على مدار الساعة وتحتفظ بها لمدة شهرين، بينما تحتفظ بالبرامج المثيرة للخلاف بشكل دائم، ولا يوجد لدينا راصد مباشر، بل يتم أخذ الحلقة عن القرص المدمج.
وحول الموضوع الفني أكد أنه لم يتم التأكد من الإمكانات الفنية التي تتيح للقناة وضع فاصل لمدة 5 ثواني، بل إن الحديث تم حول الفاصل مع د. الحروب من باب النصيحة.
وحول اختيار الضيوف قال القاضي إن لكل محطة الحق في اختيار الضيوف بما يتوافق مع سياستها الإعلامية، ولا تتدخل الهيئة في اختيارهم، وإلا اعتبر ذلك من باب الرقابة المسبقة.
وبين أن المهنية الإعلامية تلزم معد البرنامج باستضافة ضيوف من جميع الأطراف، وفي حال اعتذر أحد الضيوف فإن المذيع يأخذ دور الطرف الذي اعتذر عن حضور الحلقة.
وأضاف أن الدكتورة رولا الحروب لم تسىء لرموز الدولة أو النظام لكنها مسؤولة عن البرنامج بشكل عام، مشيرا إلى أنه يتحدث بالعموم، وأن حداثة تجربتنا الإعلامية في الأردن، وعدم توافر الإمكانات بسبب قصور من الدولة والقائمين على المحطات، لم نستطع الوصول للوضع المثالي، لنلاحظ أن كثيرا من مقدمي البرامج يطرحون الأسئلة المكتوبة نتيجة عدم الإعداد الجيد فلا يستطيعون التحكم ببرامجهم وهذا موجود في الإعلام الرسمي، لذلك فإن الضيف الذي لديه خلفية سياسية واقتصادية هو الذي يسيطر على الحوار.
وطلب محامو المتهمين في القضية رد شهادة الخبرة الذي قدمه الخبير معن العناسوة باعتباره تم بصورة غير قانونية لأن الخبير موظف في الهيئة المشتكية "هيئة الإعلام المرئي والمسموع" ورد المحامون أن لديهم إفادات دفاعية وبينات دفاعية سيتم تقديمها في الجلسة القادمة.
وكانت قناة جوسات أُوقفت عن البث مؤخراً لأسباب تتعلق بأمور مالية مع الشركة المالكة للقمر الصناعي نايل سات، بحسب التصريحات الحكومية في حينها, وهو الامر الذي ترفضه إدارة القناة التي ترجح ان الايقاف جاء بعد بث القناة برنامج "كلام في الصميم" والذي استضافت به عضو المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية للإصلاح لبيب قمحاوي ومساعد رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي جعفر الحوراني وأمين عام حزب الأمة - تحت التأسيس - غازي أبو جنيب الفايز .