قال المهندس منذر بسيسو مساعد المدير العام للشركة الوطنية لانتاج الطاقة الكهربائية والنفط من الصخر الزيتي ان الاردن قد اتخذ قراراً باستغلال الثروة الهائلة من الصخر الزيتي لانتاج الطاقة اثر الازمات العالمية التي تواجه قطاع الطاقة العالمي ،مشيراً الى أن الحكومة قد باشرت منذ عام 2006 بترجمة التوجهات الملكية باستغلال الصخر الزيتي وتضمنت الاستراتيجية الوطنية للطاقة خطة شاملة لاستغلال هذا المورد الطبيعي بالشكل الامثل.
وأضاف خلال محاضرة له في جامعة اليرموك بعنوان افاق استخدام الصخر الزيتي في توليد الطاقة في الاردن ان جلالة الملك دعا الحكومات الى الاسراع في البحث عن وسائل فاعلة لإيجاد مصادر للطاقة من الثروات الوطنية للتخفيف من معاناة المواطنين من ذوي الدخل المحدود الناجمة عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية .
وأشار الى ان وضع قطاع الطاقة العالمي يعاني من تهديدات خطيره حيث تبلغ معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة نحو 6,3 مليار طن من النفط سنوياً، في حين تشير الاحصائيات والدراسات الى أن الاحتياط الحالي من النفط يكفي العالم لنحو (44) سنة قادمة الأمر الذي يحتم علينا ضرورة ادارك هذا التحدي الكبير الذي يواجه البشرية والتوجه الى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في توليد الطاقة .
وأوضح الى أن الصخر الزيتي في الأردن يتواجد بكميات كبيرة جداً حيث يبلغ الاحتياطي المثبت حوالي (69) مليار طن حيث يمكن استخلاص حوالي (69) مليار برميل نفط خام تكفي المملكة لمئات السنين لافتاً الى ان الصخر الزيتي هو أحد الخيارات المهمة المتاحه لسد احتياجات المملكة المستقبلية .
واستعرض المحاضر المشاريع التي تنفذ في مجال استغلال الصخر الزيتي منها مشروع التعدين السطحي للصخر الزيتي الذي من المتوقع في حال استكمال تنفيذه انتاج (5-10) آلاف برميل نفط يومياً، إضافة الى تجربة شركة مصانع الاسمنت الأردنية في مجال حرق الصخر الزيتي وإمكانية استغلاله كوقود و مادة مدخلة لصناعة الاسمنت حيث نجحت هذه التجربة في صناعة الاسمنت كمصدر للوقود ومادة أولية في الصناعة .
وقال ان الطريقة الأمثل لاستخراج الصخر الزيتي في الاردن هو استخدام طريقة الحفر والتفجير والتي تعتمد على أسلوب التعدين بازالة طبقة الغطاء الصخري والترابي العليا بالردم ، اضافة الى امكانية استخدام طريقة تكنولوجيا الميكرويف وتكنولوجيا التسخين في حفر خاصة وغيرها من الطرق العلمية مستعرضا التجارب العالمية في هذا المجال والتقنيات المتقدمة المستخدمة وإمكانية تطبيقها في الأردن .
وحول الاثار البيئية السلبية لاستغلال الصخر الزيتي اوضح ان الدراسات اظهرت ان انبعاث الغازات العادمة الناتجة عن حرق او تقطير الصخر الزيتي لا تشكل اضراراً على البيئة وقد اخذت الدراسات بعين الاعتبار الاجراءات اللازمة للحد من انبعاث اكاسيد النيتروجين والكبريت والكربون.مبينا انه يمكن معالجة تطاير الغازات والأبخرة من مشاريع الصخر الزيتي بالتحكم بنسب الأبخرة الحاوية على رذاذ الأحماض والغازات بحيث تبقى ضمن المواصفات المعمول بها عالمياً ولا تشكل خطورة على العاملين في المحطة والأماكن المجاورة.