الاحواض الجوفية تلفظ انفاسها
تتجاوز انعكاسات شح الهطول المطري التخزين في السدود لتمتد إلى المياه الجوفية،ولتزيد معها من صعوبة أحواض المملكة الـ10 المستنزفة ضخا جائرا، وتخفض نسبة التغذية للحوضين الباقيين-وصلا إلى الحد الأعلى من الضخ- مما ينهي حالة استخراج المياه من الأحواض الـ12بوصف الاستخراج غير المستدام.
تتلخص قضية المياه محليا:بان الطلب يتجاوز العرض بشكل كبير،يرتفع معه العجز المائي ،وتأتي المياه الجوفية بعد المياه السطحية ثانيا كمصدر تعتمد عليها المملكة في تلبية الاحتياجات.
وفي بلد يتصف بمحدودية الموارد المالية تجاوز الطلب على المياه عام 2007 الموارد بـ659 مليون متر مكعب،واستمرت حصة الفرد المتاحة من المياه في الانخفاض إلى 145 مترا مكعبا.
وحددت استراتيجية المياه:المياه من اجل الحياةالاستنزاف الحاصل في أحواض المياه الجوفية بمعدل يتجاوز ضعفي محصولها المستدام مما يهدد استدامة الري في الأراضي المرتفعة ومناطق البادية بشكل كبير.
وان كانت مستويات المياه الجوفية في تراجع مخيف ،بسبب استغلالها في السنوات القليلة الماضية بشكلغير مستدام ،فان هذا التراجع يزداد أكثر هذا العام بسبب شح الهطول المطري.
ويقول وزير المياه والري رائد أبو السعود بان سطح المياه في الآبار الجوفية في هبوط مستمر ويرافق ذلك ارتفاع في ملوحة المياه الجوفية.
ويبينأن المعدل طويل الأمد للهطول المطري يقدر بحوالي 3,8 مليار متر مكعب ونسبة التبخر تتجاوز 92% من هذه الأمطار وقد تذبذبت كمية الأمطار خلال السنوات العشر الأخيرة من حيث الزمان والمكان ووصلت إلى اقل من 50% من المعدل المطري في بعض السنوات الأخيرة ما اثر بشكل مباشر على المخزون المائي السطحي (السدود) وتغذية المياه الجوفية وكذلك تصريف الينابيع حيث جف منها الكثير.
ويشرح أستاذ علوم المياه الجوفية وكيميائية المياه في الجامعة الأردنية د.الياس سلامة أن المياه الجوفية في أحواض الأردن مستنزفة بأكثر من طاقتها،وهذا المخزون الجوفي،ينبغي عدم استغلاله إلا في سنوات الجفاف ،وفي مثل هذه الأوضاع التي تعاني المملكة شحا في الهطول المطري.
ويضيف أن من الأهمية أن تتم المحافظة على المياه الجوفية كاحتياط استراتيجي لسنوات الجفاف لا أن يتم استنزافها بأكثر من طاقتها.
ويلفت إلى أن دراسات للجامعة الأردنية،أشارت إلى تأثير شح الأمطار على المياه السطحية والجوفية.
وقال تشير دراسات للجامعة الأردنية إلى أن التأثير مضاعف أي انه إذا انخفضت نسبة هطول الأمطار بمقدار10% ،تنخفض المياه السطحية بمقدار أكثر من 25% وبالنسبة للمياه الجوفية تنخفض إلى أكثر من 30%.
ويشير إلى أن السنوات العشرين الماضية سجلت المملكة انخفاضا نسبيا في الهطول المطري اثر على تجدد المياه الجوفية لكن لم ينخفض معها استنزاف الأحواض.
وتشير معلومات وزارة المياه والري إلى وجود11 خزاناً مائياً عذباً جوفياً متجدداً وواحد غير متجدد بنوعية عذبة.
وتختلف طاقاتها التوازنية من خزان لآخر ، إلا أن إجمالي طاقتها التوازنية يبلغ (275 ) مليون متر مكعب في العام.
وتستغل غالبية الخزانات الجوفية بمعدلات تفوق طاقتها التوازنية ويبلغ معدل الاستخراج من الخزانات مجتمعة حوالي (437 ) مليون متر مكعب في العام ، أي ما يعادل 159% من طاقتها التوازنية.
وتنتشر في تكوين الحجر الرملي خزانات جوفية شاسعة غير متجددة في جميع أنحاء المملكة تقريباً إلا أن نوعية مياه هذه الخزانات متباينة منها خزانات ذات مياه عذبة كخزان الديسي / المدورة.
أما في المناطق الأخرى ، فتدل النتائج الأولية للتحريات المحدودة عن نوعية المياه على أن خزاناتها غير المتجددة ذات مياه مسوس (مالحة).
وبدأ استغلال المياه العذبة من خزان الديسي / المدورة غير المتجدد في مطلع الثمانينيات للأغراض البلدية والصناعية في مدينة العقبة.وتبع ذلك استغلال نفس الخزان للأغراض الزراعية.
هذا وتم تخصيص مياهه للأغراض البلدية في مدينة عمان ومحافظات الجنوب من خلال مشروع جر مياه الديسي الذي ينتظر البدء فيه في الربع الثالث من العام الجاري.











































