الإشـاعـات تنشر أنفلونزا الطيور في الأردن

الرابط المختصر

مرض "أنفلونزا الطيور" وصل الأردن، وهو منتشر بكثافة في مدينة الزرقاء، هناك طيور مصابة بالمرض وحالات الإصابة بين المواطنين كبيرة، و"التعتيم" هو المعلن. ذلك ما كان حديث الشارع الأردني في الأيام الأخيرة؛ المتخوف من احتمالية وصول مرض "أنفلونزا الطيور" للأردن، ومع انتشار المرض بتركيا وإصابة العديدين منه، زاد من وطأة الإشاعات.



وائل الكسواني 34 عاما، يقول أنه وعائلته لا يكترثون بهذا المرض، وشراء الدجاج لم يقلق للعائلة، "في السابق تحدثوا صعوبة وصول المرض للأردن، ولم نخاف، لكن في الآونة الأخيرة شهدنا انتشار المرض بشكل كبير في تركيا وهي الأقرب لنا وهذا ما يستدعي موقفا حكوميا يعلن عن وضع الأردن إزاء انتشار المرض".



وإذا كان وائل يطالب الحكومة بإعلان يطمئن المواطنين فإن ماجد 40 عاما مهتم بحالة السوق تجارياً وهو صاحب مواد تموين وسط البلد، ويلحظ أن الإقبال على شراء الدجاج قل منذ فترة ليست بعيدة، ويضيف "كون الدجاج أرخص من اللحمة، فالمواطنين مضطرين شراءها"، وحتى عملية الشراء كما يصف ماجد يشوبها الخوف، "ألاحظ تردد بعضهم عند الشراء، وتبدأ الأسئلة عن مكان وزمان سلخ الدجاجة، وهل مفحوصة مخبريا أم لا".



ويعتقد ماجد أن تساؤلات المواطنين ازدادت كثيرا في الآونة الأخيرة، "نظرا لما يتابعونه على الفضائيات من أخبار تفيد عن انتشار الأنفلونزا بصورة كبيرة، والحرص الشديد هو حالهم عند الشراء".



وعن شراءه للدجاج، يقول ماجد "أشتري من شركة معترف بها من قبل وزارة الصحة ومراقبة عند السلخ"، ولا يخفي ماجد أنه لفترة كان قد قطع شراء الدجاج لبيته إلا أنه اشتراها، ولكن الخوف لا يزال موجودا لديه "كونه سيحدث توترا في البلد".



أسامة أبو لبن أحد زبائن ماجد في المحل، يقول لعمان نت " أشتري الدجاج دوما ونطبخه في البيت جيدا، ولم أتأثر عما يشاع حول مرض أنفلونزا الطيور".



صفوت أبو عيشه 66 عاما يجد أن هناك إشاعة تتحكم بالمواطنين، "أشتري الدجاج باستمرار، رغم انخفاض نسبة الشراء له، خوفا من ما يتداوله المواطن عن انتشار المرض في بعض مزارع المملكة والتكتم الحكومي شديد خوفا من انتشار الذعر بين الناس".



ورغم عدم اكتراث صفوت بما يشاع عن انتشار أنفلونزا الطيور، فإن عائلته تؤثر عليه "بضرورة تخفيف شراء الدجاج، وشراء إما الأسماك أو اللحوم، درءا لأي مرضا كان".



"قّللت من شراء الدجاج، بعدما احتاط الناس وقرر بعضهم عدم شراءها"، يقول أحمد عمر 70 عاما، ويشرح "لأن المرض قادم من الطيور، وهي رّحالة ومعناه أنها ستنقل المرض إلى الدجاج والتي تتأثر بسرعة كبيرة".



ويصف أحد العاملين في محل بيع الدجاج واللحوم المجمدة أن الإقبال على الشراء لم يقل أبدا في المحل، "التغيير الوحيد أنهم أصبحوا يسألون أكثر عن مكان سلخ الدجاج والمدة الزمنية التي تلت ذبحها".



هل بات الإقبال على شراء اللحوم أكثر من الدجاج، فبالنسبة لحمودة البايض صاحب ملحمة فإن "الإقبال على اللحمة عادي جداً، وعلى العكس قل، نظرا لخروج المواطن من عيد الأضحى والكل مكتف باللحوم"، متحدثا عن عدم شراءه للدجاج في بيته، "ليس لما يشاع عن مرض أنفلونزا الطيور وإنما لعدم رغبة العائلة أكل الدجاج".

وكان وزير الصحة سعيد دروزة قد أعلن سابقا عن تشكيله لجنة لمراقبة الطيور المهاجرة في العاصمة والمحافظات لرصد المرض. مشيرا آنذاك إلى ضرورة عدم وجود لقاح ضد مرض أنفلونزا الطيور للإنسان، والخطة كما قال "هي اعتماد نظام العزل الكامل للمناطق المصابة والتي يظهر فيها المرض وتطعيم المواطنين بمطعوم الأنفلونزا العادي واعتماد نظام العزل على مسافة 3 كم في مختلف الاتجاهات".



تحضيرات وزارة الصحة تمثلت بتجهيز 3 مستشفيات لتكون مناطق عزل إذا ما ظهرت إصابات بهذا المرض حيث سيعتبر كل مستشفى من هذه المستشفيات الثلاث هو منطقة عزل كاملة. داعيا دروزة إلى ضرورة مراقبة الطيور المهاجرة التي تدخل أراضي المملكة القادمة من البلاد المصابة.



من جانبه يعلق مدير قسم صحة الدواجن في مديرية البيطرة في وزارة الزراعة، الدكتور زياد المومني لبرنامج "مساحة حرة" على أثير راديو عمان نت، "أن احتمالات وصول المرض للأردن ضئيلة جداً، والسبب يعود إلى طبيعة المناخ غير المتوائمة لهذا النوع من الفيروس الذي يكثر في المناطق ذات البرودة والرطوبة العالية، فعملية الجفاف والحرارة تقضي على الفيروس وتحد من انتشاره، كما أن عدم تربية الخنازير في الأردن ساعد جدا في الحد من وجود هذا الفيروس بالإضافة إلى طبيعة تربية الدواجن التي تعتمد أسلوب المزارع المغلقة".



وتقوم وزارة الزراعة بمراقبة المزارع وأخذ العينات وفحصها في مختبرات الثروة الحيوانية، وهي بصدد إصدار قرار باستيراد لقاح الطيور كنوع من الاحتياط في حال ظهور الوباء.



هشام صاحب مزرعة دواجن، قال أن بيعه الدجاج لم يختلف عن السابق أبداً، "ولكن قل بسبب فصل الشتاء، وأيضا "لخوف الناس من الإشاعات التي تقول أن مرض الأنفلونزا قد يصل الأردن، وهو ما ينفيه الخبراء حسب علمي".



ويرجع ظهور المرض إلى عام 1997، لكنه أنتشر وأخذ حجمه إعلاميا في السنوات الأخيرة، وألحق ضررا كبيرا لبعض الدول تجاوزت ملايين دولارات، وبحسب التقارير العالمية فإن هناك ما يقل عن 121 إصابة في دول العالم و7 أشخاص في تركيا وحدها.



وتدعو نقابة الأطباء البيطريين الأردنيين إلى ضرورة تثقيف المواطنين بمرض الأنفلونزا عبر إقامة الندوات وتوزيع النشرات التثقيفية لكافة المواطنين وتحديدا المشتغلين بالدواجن.



ويقسم الأطباء الفيروس إلى نوعين الأول يعرف بـ H7 والثاني H5، وأن فيروس H5N1 الذي انتشر بشكل وباء عالمي شديد الخطورة بين الطيور الداجنة "الدجاج والحبش" منذ عام 2003 حيث بدأ الوباء في دول جنوب شرق آسيا وانتقل حديثا إلى جنوب أوروبا عن طريق الطيور المهاجرة التي تحمل فيروس الأنفلونزا ولا تظهر عليها الأعراض المرضية، وأن الطيور المهاجرة لا تعرف الحدود فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا معرضة لانتشار وباء أنفلونزا الطيور في مزارع الدجاج والحبش والتي ينتج عنها معدلات نفوق عالية وخسائر اقتصادية كبيرة".




أضف تعليقك