الإشارة الضوئية بين الالتزام الأخلاقي والرادع التقني

الإشارة الضوئية بين الالتزام الأخلاقي والرادع التقني
الرابط المختصر

لأن من الصعوبة أن تتجاوزها فهناك من يتجاوزها، والسائق الملتزم بقواعد المرور، لا تسمح له أخلاقه بالمخالفة، لكن هناك نسبة تتجاوز الإشارة الحمراء ولا تهتم بما تخلفه من حوادث ومخاطر يومياً.

 

كاميرا المراقبة لعبت دوراً كبيراً في ردع المخالفين للإشارة، فالصورة دليل للمخالفة، ولكن رغم ذلك لا يدرك من يخالف بأنه سيدفع القيمة على الصورة التي التقطتها الكاميرا، لكن تجده يقول "لا مشكلة أعترض في المحكمة، وأقول لهم أن شرطي السير كان يسمح للسيارات المرور، والإشارة لا زالت حمراء".

 

 

في الليل فرصة للتجاوز الإشارة، لأن شرطة السير تخفف من وطأة وجودها، ولا يوجد سيارات كثيرة، فهل يتقيد السائق بالإشارة الضوئية، وهل قيمة المخالفة الـ50 دينار باتت مجدية!

 

 

الشاب محمد جبر يجزم أن 98% من المواطنين لا يتقيدون بالإشارة الضوئية، "خاصة في الليل وهو ما أشاهده يومياً، ورغم ذلك لا أخالف ولا أتجاوزها حمراء أبداً، لأن حياتي أهم".

 

 

سائق التكسي جلال الطلافحه سألناه عن التزامه بالإشارة، يجيب "نوعا ما" وفي المساء "قد لا أتلزم في الليل صدقاً، لأنه لا يوجد سيارات عادة في ساعات الليل المتأخرة والوقوف عند الإشارة غير مجدي".

 

 

ومع ذلك فلم يخالف جلال الإشارة الضوئية، أما السائق محمد فلم يخالف أبداً الإشارة الضوئية، ويقول: "الكثيرون يخالفون ولا تردعهم المخالفة، وبالمقابل أرى من يلتزم بالإشارة ولا يخالف أبداً".

 


 

عمر بدران ملتزم بالإشارة الضوئية، ويقول: "كنا في السابق غير ملتزمين فيها، وغير مهتمين بالمخالفة، لأننا نعترض، لكن من خمس سنوات الأخيرة، ومع تزايد أعداد السيارات، بتنا ملتزمين كثيراً وكما أرى أن أغلبنا متقيدين بها".

 

 

ويضيف عمر "لكني أرى نسبة قليلة تتجاوز الإشارة بعد الحادي عشرة ليلاً، وأيضا لا توجد رقابة مكثفة". معتبراً أن قيمة الخمسين دينارا قليلة كعقوبة على المخالفين لها".

 

 

تقنياً، كيف تعمل الإشارات الضوئية، وهل تخضع لصيانة مستمرة، يقول رئيس شعبة الإشارات الضوئية في أمانة عمان الكبرى م. رافع ربيع، عن دورهم بالشعبة، "نقوم بصيانة دورية وبرمجة مستمرة للإشارات الضوئية عبر ورش فنية تخرج يومياً، وتشييك المجسات الأرضية بحيث أن أي خلل يحدث يتم تصليحه وتغييره في ذات اليوم".

 

 

قسم الدراسات المرورية في الأمانة يعمل على مراقبة أداء الإشارات الضوئية، ونفى ربيع "أن يكون عداد الرقمي عند الإشارات أن يكون قد أثر سلبا على أداء الإشارات، ويستمد عمله من مصابيح الإشارة".

 

 

ويوضح أن الإشارات الضوئية تعمل على المجسات الأرضية والتي تشتغل على الثقل المعدني المتوقف عند الإشارة، وهو موجود قبل خط الوقوف بسبعة أمتار، بمجرد وقوف السيارة عليه، يتحسس وجود السيارة وبالتالي يعمل، فالاتجاه المعطاة وقت طويل للضوء الأخضر يفتح بسرعة طالما المسرب المقابل لا يوجد عليه سيارات".

 

 

وبعد ما يقارب السنتين من وضع الكاميرات على الإشارات الضوئية، هل استطاعت أن تقدم ما مراد منها، وهل نسبة من الكاميرات لا تعمل، يجيب المهندس ربيع على ذلك بالقول "الكاميرات تخضع للصيانة شهرياً، ونراقب الصورة التي تلقطها، فهناك مثلا بعض الصور غير واضحة لذلك نقوم على متبعة جودة ما تصوره".

 

 

ويشير إلى أن الكاميرا تبدأ بالتقاط الصور بعد الضوء الأحمر وليس البرتقالي، والمدة الزمنية بعد 8 بالعشرة من الثانية".

 

 

وحول عدد الكاميرات في العاصمة، يقول رئيس شعبة الإشارة الضوئية أن عدد الكاميرات أربعة الحقيقية، والكابينات 10، حيث تتنقل من إشارة إلى أخرى حسب جدول أسبوعي مخصص لها، حيث يوضع مكان أصلية مؤقتا كاميرا وهمية تعطي فلاش كاذب لأجل ردع السائقين، وبالتالي لا يعرف السائق عندها هل الضوء حقيقي أم فلاش وهمي".

 

 

ويضيف أن الكاميرات غير تالفات إنما وقعت بعض الحوادث المرورية ما أدى إلى وقوع عطب في أعمدة ما أدى إلى خراب لكن تم تصليحه فوراً".

 

 

اللون الأحمر سيتغير

 

وعن التكلفة المادية للإشارات الضوئية، يعلق م. ربيع "أن كل عمود إشارة ضوئية يكلف الأمانة 2000 دينار أردني، عدا أسعار الكوابل والرؤوس الموجودة". وعن شكل الإشارات الضوئية، يقول: "نحن نعمل على مواصفات متعارف عليها عالمياً، فالرؤوس العالية 300 ملم، والجانبية 200 ملم، لكن الأمانة منذ ثلاث سنوات تقريبا، قامت باستبدال معظم العدسات إلى نوع ااـLED ، وهي 12 واط وتعمل على توفير الطاقة، وسنعمل على تبديل اللون الأحمر كبداية ومن ثم باقي الألوان، فالإشارة تعمل على لمبة الهالوجين الآن، واستخدام ااـLED سوف يقتصد بـ38 واط في كل ضوء، وبالتالي نخفض من استهلاك الضوء".

 

 

الإشارة الضوئية إشارة الموت كما يلقبها المواطن زياد ويقول لعمان نت "استغرب لماذا لا يلتزم المواطن بهذه الإشارة، فالكثير من الدول على الخطوط المرسومة في الشارع يتقيدون فيها فبما بالك في دولنا التي تلزمنا بالإشارات والكاميرات والكثيرين لا يبالون فيها".

 

أضف تعليقك