الإسلاميون والحكومة.. بين مد وجزر

الرابط المختصر

مازال انتقاد رئيس الورازء معروف البخيت للحركة الإسلامية -التي اتهمها بترديد اتهامات تصدر عن جهات إسرائيلية مشبوهة- يثير زوبعة من التصريحات الإعلامية ....

بين الطرفين كان آخرها تصريحات للامين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد الذي انضم مؤخرا الى "حفلة البيانات المنددة" بسبب انشغاله بأداء مناسك العمرة.

واتهم بني رشيد في رسالة شديدة اللهجة جاءت تحت اسم "الرافعة" الحكومة باستهداف الحركة الإسلامية، وشن بني رشيد هجوما مبطنا على رئيس الوزراء معروف البخيت في رسالته التي جاء فيها "ان الهجوم على الحركة الإسلامية المستهدفة ببرنامج إقصائي تحجيمي لا يكلف الذين يسوغون لأنفسهم هذا العمل الذي لا يمكن وصف أصحابه بالفروسية سوى استعارة بعض الكلمات ونسجها في جمل وعبارات يظنون إنها تسيء للحركة الإسلامية وهي في الحقيقة تسيء لأصحابها، وإذا أضفنا الى هذه خبرة سابقة في السلك الدبلوماسي لدى أمريكا أو ربيبتها الكيان الصهيوني فهذا من شأنه ان يجعل ممن يحمل هذه المؤهلات جديرا (وفقا لمعايير هذه الرافعة) لتولي أعلى المناصب".

ويتابع بني رشيد في رسالته التي حصلت عمان نت نسخة منها "من البديهي انه يمكن لمن أتقن الدرس جيدا ان يلحق به بعض أصحابه وسماره وأبناء عمومته في مناصب الفئات العليا فهؤلاء أيضا يخدمهم الحظ فهم ندماء من يعرفون من أين تأكل كتف الوطن".

وعادت أجواء التوتر لتسيطر على العلاقة بين الحركة الإسلامية والحكومة بعدما شهدت هذه العلاقة انفراجا بينهما عقب الأزمة التي عرفت " أزمة نواب التعزية".

وطابع الأزمة هذه المرة يتمثل بسلسلة من التصريحات الإعلامية المتبادلة بين الحركة والحكومة، حيث اعتبرت الحركة الإسلامية تصريحات رئيس الوزراء معروف البخيت الذي انتقد قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي و وصف تكتيكها بالرديء هجوما على الحركة الإسلامية واستهدافا لها وهذا ما نفته الحكومة على لسان الناطق باسم الحكومة ناصر جودة مؤخرا.

الحكومة وعلى لسان الناطق الرسمي ناصر جودة برأت ذمتها من استهداف حزب جبهة العمل الإسلامي او أي حزب على الساحة ويقول جودة في مؤتمره الأسبوعي" الادعاءات عن استهداف الحكومة لحزب جبهة العمل الإسلامي أمر عاري عن الصحة، إذ ان الحكومة لا تستهدف أي حزب على الخارطة الأردنية، وحزب جبهة العمل الإسلامي هو حزب أردني فاعل في الساحة الأردنية، ولا يوجد أي شئ ضده، والحكومة تتعامل مع كل الأحزاب العاملة على الساحة بحيادية ودون تمييز".


وفتح توقيت "انتقادات البخيت للحركة الإسلامية" الباب واسعا أما المحللين الذي استغربوا ان تأتي تصريحات رئيس الوزراء بعد فترة من نشر الصحافة الإسرائيلية تقريرا عن الموقف الأردني من حق العودة ورد الحركة الإسلامية على موقف الحكومة الأردنية.

ويرى المحلل سميح المعايطة ان " تصريح رئيس الوزراء قد مر عليه فترة طويلة وهذا يدعنا نتساءل ان التوقيت وراءه شي، بعض المحللين يعتقدوا ان الرئيس والحكومة بشكل عام محاصرين ويتعرضون لضغوط شديدة في أكثر من جهة وأنها في محل حرج في بعض الملفات لذلك تلجأ ان تدخل في هذا الموضوع الذي ربما يشد الأزر حولها من قبل بعض الإطراف الرسمية مما يجعل الحكومة تجد مخرجا من هذه الضغوطات، من جهة أخرى الحكومة على مقربة من الانتخابات البلدية والنيابية لذلك تمارس ما تعتقد انه يخدمها ".


واتهم الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامية زكي بني رشيد رئيس الوزراء بقيادة حملة تستهدف الحركة الإسلامية ويزيد " نسمع في كل المحطات ان الحكومة لا تستهدف الحركة الإسلامية وهذه الشعارات تطلق في كل المناسبات لكنها لا تتناسب مع الإجراءات على ارض الواقع فالتصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة لا تليق بمسؤول يمثل رأس السلطة التنفيذية كما انه يشكل نوعا للهروب من الإمام".


وينتقد الكاتب الصحفي جهاد المومني من جريدة الرأي في مقالة له الانتقاء من تصريحات البخيت واهمال اغلبها ويقول " مما قاله رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت الخميس الماضي في عجلون (أن الإسلاميين في الأردن جزء أصيل من النسيج الوطني وأنهم محط احترام الدولة والحكومة)،هذه العبارة غير مقتبسة تماما من حديث طويل لرئيس الوزراء ولكنها تلخص المضمون الكلي للجزئية المتعلقة بالإسلاميين وما أثير مؤخرا من أن البخيت هاجم جبهة العمل بشكل خاص.وللحقيقة فأن الردود التي أثيرت لم تأخذ إلا بالفقرة التي قارب الرئيس فيها بين موقفين واحد لبعض قيادات الأحزاب المعارضة ومنها جبهة العمل الإسلامي والثاني لإسرائيل من بعض تقاطعات السياسة الخارجية الأردنية وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل نفسها، وهنا بالذات يقترب الموقف الإسرائيلي (غير الرسمي) مع عشرات المواقف لأحزاب وتيارات سياسية عربية ومع بعض أنظمة الحكم في عالمنا العربي أيضا".


وسبق تصريح بني رشيد هذه ما يزيد عن 5 بيانات صدرت عن قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين كان أخرها بيان لنائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين حمزة منصور الذي رأى في تصريحات البخيت "دليلا على فقدان الحكومة لأعصابها، وعدم أهليتها لتحقيق مصالح البلاد والعباد، مطالبا برحيلها وإعادة النظر في نهج تشكيل الحكومات".

واستهجن النائب الأول لامين عام حزب جبهة العمل الإسلامي أرحيل الغرايبة هجوم رئيس الوزراء على الحزب "بدل اتخاذ الحكومة لخطوات احتجاجية على الجهات الصهيونية المعتدية التي تحاول تشويه مواقف الأردن على حد قوله...وعزا في تصريح له اليوم هجوم رئيس الحكومة معروف البخيت على الحزب ل"عجز الحكومة عن تلبية طموحات المواطنين،ولرغبتها في التأثير على فرص فوز الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".

وشهدت العلاقة بين الحكومة والحركة الإسلامية في عهد رئيس الوزراء البخيت توترا ملحوظا تمثل بثلاث ملفات أساسية بدأت بملف" أسلحة حماس" التي أعلنت السلطات الحكومية ضبطها في نيسان الماضي عشية زيارة كان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار يعتزم البدء بها للأردن، وملف الأزمة الثاني تمثل بتوقيف السلطات في حزيران الماضي لأربعة من نواب الإخوان في البرلمان على خلفية زيارتهم لعزاء أبو مصعب الزرقاوي، وأخيرا الملف الثالث الذي بقي عالقا هو ملف جمعية المركز الإسلامي التي استولت على الحكومة بحكم قضائي على إدارتها بحجة وجود "شبهة فساد".

أضف تعليقك