الإخوان المسلمون يقومون بمراجعة فكرية لمواقفهم

الإخوان المسلمون يقومون بمراجعة فكرية لمواقفهم
الرابط المختصر

تعقد جماعة الاخوان المسلمين اليوم مؤتمرها الداخلي الثالث الذي يأتي على مدار جلستين تبدأ الجلسة الأولى اليوم السبت وتواصل جلستها الثانية يوم السبت القادم؛ ويأتي ذلك في إطار مراجعة فكرية لموقف الإخوان من أهم القضايا المفصلية في المرحلة المقبلة.

وتكمن أهمية المؤتمر الذي يعقده الإخوان في كونه يمثل مؤتمراً استثنائياُ في تاريخ الجماعة؛ حيث يرى المحلل السياسي محمد أبو رمان أن هذا المؤتمر سيمثل فرصة للجماعة لإيجاد حالة توافق حول أبرز القضايا التي تشكل خلافا وانقساما ما بين قيادات الاخوان.

وبالرغم من استمرار الخلاف والاتقسام داخل الاخوان حول بعض القضايا التي تتبلور في العلاقة مع حماس وموقفها من الحكومة في المرحلة المقبلة وتركيز المؤتمر عليها؛ إلا أن هذا المؤتمر لن يخرج بأية قرارات بحسب مصادر إخوانية؛ وهو ما يرى فيه ابو رمان بأنه مؤتمر سياسات؛ سيتركز على إيجاد حالة توافق حول الرؤية الاستراتيجية للجماعة، في محاولة عصف ذهني للاتفاق على القضايا الخلافية.

وهو ما أكد عليه الناطق باسم جماعة الاخوان جميل ابو بكر في تصريحات صحفية بأن هذا المؤتمر سيمثل حورا فكريا داخل الجماعة لمراجعة عدة قضايا هامة في المرحلة المقبلة.

وأكد ابو بكر أيضاً على أن هذا المؤتمر لن يخرج بأية قرارات أو توصيات وإنما سينصب على إحداث حالة توافق داخلية بين قيادات الاخوان وموقفهم حول عدد من القضايا الهامة.

قرار الاخوان بمقاطعة الانتخابات النيابية رغم الحورات المتكررة من قبل الحكومة مع بعض قياداتها؛ أمرٌ لن يغيب عن طاولة الاخوان في المؤتمر؛ حيث يرى المحلل السياسي مروان شحادة أن هذا المؤتمر سيمثل مراجعة لأهم القضايا الخلافية؛ بالنظر لما شهدته الجماعة من خلافات داخلية في المرحلة السابقة والحالية؛ والذي ولد انسلاخا لبعض القيادات عن الاخوان في مواقفها من القضايا الأساسية كالمشاركة في الانتخابات النيابية.

وحول أبرز الملفات التي ستطرح في المؤتمر والتي سيصار إلى إيجاد حالة توافق بين القيادات بشأنها؛ يبين شحادة أن هنالك عدة ملفات تتبلور في ترميم الجماعة من الداخل وعلاقة القيادة بالاعضاء، وعلاقة الجماعة مع الآخر خاصة الحكومة.

ابو رمان يرى أن المؤتمر سيبحث قضايا مفصلية تكمن في العلاقة مع حماس، والاصلاح السياسي، واستراتيجية الجماعة لمرحلة ما بعد المقاطعة.

ويرى شحادة أن اقصاء وتهميش الجماعة عن الفعاليات الاجتماعية والسياسية من قبل الحكومة؛ سيدفع الجماعة إلى الاستمرار في موقفها الصدامي مع الحكومة؛ وذلك من خلال تنشيط فعالياتها نحو تصعيد خيارها في المعارضة إعلامياً؛ وهو ما سيتم بحثه في المؤتمر ببحث مستقبل الجماعة خلال الأربع سنوات المقبلة في تعاملها مع الحكومة.

وعلى صعيد آخر تستعد الهيئات الادارية في الجماعة إلى إجراء انتخاباتها خلال الشهر الحالي؛ وهي انتخابات دورية لفروع الجماعة في مختلف المحافظات.

هذا ويعد المؤتمر الذي يعقده الجماعة اليوم المؤتمر الثالث لجماعة الاخوان المسلمين؛ حيث عقد مؤتمرين أحدهما في عام 1994 والذي انصب على تداعيات توقيع اتفاقية وادي عربة، والآخر في عام 1996 الذي عقد بمناسبة مرور (50) عاما على تأسيس الجماعة في الأردن.

أضف تعليقك