الأيدي الناعمة تنحت الصخر الأسود (فيديو)
بيديها الناعمتين تنحت صلب الصخور لتخرج بمنحوتات فنية وأدوات عملية ترضى المستخدم وتسر الناظر على حد سواء, فترى صخر البازلت الأسود صار مزهرية للورود الفواحة, أو قاعدة لصابون الأيدي أو حتى قاعدة لشمعة عطرية, وربما أيضًا مدقًا للثوم أو متكًا للسجائر.
بمطرقتها وإزميلها تنحت آيات سميران من منطقة أم الجمال في محافظة المفرق كل هذه الأدوات بصبر بعد أن تعلمت هذه الحرفة مع مجموعة من النساء الأخريات بدعم من أبويها بعد أن كانت مثل هذه الحرف مقتصرة على الرجال فقط, لتصبح الآن مصدر دخلها الأساسي وهي لم تتجاوز ال25 ربيعًا.
استقت آيات الالهام لتعلم هذه الحرفة من طبيعة المنطقة التي تسكن فيها, فتشتهر أم الجمال بصخور البازلت السوداء التي تلحظها عند أخذك جولة سريعة في المنطقة, فتوضح آيات: "عملي بحرفة مرتبطة بتضاريس المكان بساعدني حتى أبيع للسياح كونهم دائمًا برغبوا يشتروا أي شيء يعكس طابع المكان اللي زاروه".
بيع سميرات لم يقتصر على أهل المنطقة والسياح, فقد جابت منتجاتها المتقنة المملكة من شمالها حتى جنوبها, وترى أن سبب ذلك هو جودته ودقة ما تصنعه من هذه الصخور السوداء, فكانت آيات أخبرتنا أن فنادق ومصالح أخرى تعاقدت معها لتنتج أدوات معينة تخدم هذه المصالح, منذ بدئها بهذا العمل عام 2012.
لكن الرحلة لا تخلو من الصعاب, فقد واجهت انتقادات مختلفة وتبخيسًا في عملها لردها عن العمل في هذا المجال المخصص للرجال على حد قولها, "كان ممنوع عنا البنات اللي بعمري تطلع وتتحرك بحرية, بس أنا ظليت مصرة, وأنا بحب شغلي, وهدفي أوصل فيه حتى لخارج قارة آسيا" تروي لنا آيات وعيناها لامعتان.
وبالرغم من أن النحت في هذا الصخر الصلب يحتاج أسابيعًا طويلة من العمل المجهد, فقد تعلمت آيات مهارة الحرق على الخشب, فتراها ترسم بدقة وصبر ما يطلب منها على الألواح, من مناظر طبيعية تعكس تضاريس المنطقة, أو ورود بأنواع مختلفة, أو ما يأتي به خيالك وترغب في رؤيته محروقًا على قطعة خشبية.
*ضمن مشروع التمكين الاقتصادي للنساء والفتيات الاجئات السوريات والأردنيات ومساعدتهن في عملية إعادة التعافي سنابل 3
هذه المادة ضمن مشروع (سنابل 2) حول " الحماية والتنمية الاقتصادية للاجئات السوريات والنساء الأردنيات " الذي تنفذه جمعية معهد تضامن النساء والممول من البرنامج الإقليمي للتنمية والحماية RDPP