الأمراض المزمنة... ضريبة تغير أنماط المعيشة

الرابط المختصر

بين مدير رقابة الأمراض في وزارة الصحة د. عادل البلبيسي أن 45% من الوفيات في العالم وخاصة في دول العالم الثالث تحدث نتيجة الأمراض المزمنة أو الأمراض غير السارية، وتسبب هذه الأمراض 70% من الوفيات في الأردن، منها 38% سببها أمراض القلب والشرايين فقط، والباقي للأمراض المزمنة الأخرى من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري وغيرها. ونتيجة لهذه الأرقام قامت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض الأميريكي، بإجراء دراسة حول "سلوكيات الخطورة للأمراض المزمنة"، لمعرفة مدى انتشار هذه الأمراض على المستوى الوطني على عينة عشوائية شملت 3.500 شخص من مختلف مناطق المملكة.



ومن أهم المواضيع التي تناولتها الدراسة كانت ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكري والكوليسترول، بالإضافة الى زيادة الوزن والدهنيات والتدخين وقلة تناول الخضار والفواكه ونسبة الكشف المبكر عن هذه الأمراض.



وقال البلبيسي أن عينة الدراسة التي أجريت على أشخاص من عمر 25 فما فوق أظهرت أن 26% منهم يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، 12% لمرض السكري و46% لارتفاع الكوليسترول منها ارتفاع متوسط 26% وارتفاع شديد 20% وهذه النسبة يجب أن تخضع للعلاج فوراً، و39% من الدهنيات منها ارتفاع بسيط 18% وارتفاع شديد 21%.



ووضح الدكتور ان"زيادة الوزن كانت ظاهرة غريبة في الدراسة، فقد أظهرت الدراسة أن 73% من العينة كانت أكثر من الوزن النموذجي، فمنها أكثر من 37% ضمن من يطلق عليهم عاديي الوزن أو (ممتلئي الأجساد). كما أن السمنة كانت نسبتها 29% من الدرجة الأولى و5% سمنة من الدرجة الثانية و 1% سمنة من الدرجة الثالثة، وتفوقت الإناث على الذكور في زيادة الوزن بنسبة 77% مقابل 65% للذكور".



أما المدخنين، فقد وصلت نسبتهم حسب البلبيسي الى 50% بين الذكور و10% بين الإناث، ويعني ذلك أن نسبة الذكور المدخنين فوق سن الـ 25 هي 1 من كل شخصين يعتبر مدخناً.



وفي النشاط البدني أظهرت الدراسة أن 63% من العينة لا يمارسون أي نوع من الرياضة، و30% منهم لا تتناول الحد الأدنى من الكمية المطلوبة من الخضار والفواكه الضرورية للصحة.



وعن نسبة السكري قال إنها "وصلت الى 12% في العينة التي أجريت عليها الدراسة، لكن نسبة الأشخاص الذين يعرفون أن لديهم مرض السكري وصلت الى 7% ونسبة الذين يعرفون أن معهم ضغط دم هي 15% ونسبة الذين يعرفون أن لديهم ارتفاع كوليسترول 6%".



الكشف المبكر عن الأمراض مهم جدا وضروري للتقليل من مضاعفات المرض ونفقات العلاج، هذا ما قاله مدير رقابة الأمراض في وزارة الصحة د. البلبيسي وأضاف "والوزارة الآن بصدد وضع وتنفيذ برامج وقائية عن طريق التوعية والتثقيف بخطورة هذه الأمراض وضرورة مراجعة المراكز الصحية للكشف عنها فمن الضروري لكل شخص فوق ال25 أن يفحص نفسه في هذه المراكز كل 6 أشهر".



وأكد على أن "هناك برامج أخرى لوضع استراتيجية وطنية للأنشطة البدنية لزيادة الوعي بأهمية الرياضة لصحة الإنسان، فالرياضة البسيطة التي لا تكلف الكثير مثل المشي وهي أهم رياضة، فنصف ساعة مشي في اليوم صباحا أو مساء كافية لجسم الإنسان".



كما أن "تناول الخضار والفواكه مهم جدا، لأن الأغذية السريعة مضرة بصحة الإنسان و تحذر منها كل الدول لذا يجب أن لا نعتمد على هذا النوع من الأغذية".



وستبدأ الوزارة بحملات توعية في الشوارع والأماكن المختلفة لقياس الضغط لهم وذلك لتشجيعهم على الفحص المبكر للأمراض، بالاضافة لحملات ضد التدخين مثل سن القوانين لمنع التدخين في الأماكن العامة والمواصلات وكل هذا يحتاج الى تعاون المواطنية مع وزارة الصحة.



وبيّن البلبيسي أن "الأردن يمر الآن بمرحلة التحول الوبائي من الأمراض السارية مثل شلل الأطفال والكوليرا والدفتيريا والسحايا والتي كانت من أهم اسباب الوفيات في الأردن الى مرحلة الأمراض المزمنة، وأسباب هذا التحول أبرزها وجود برامج التطعيم في الأردن فمثلا شلل الأطفال لا يوجد منه أي حالة في الأردن منذ عام 1992 ومرض الكوليرا سجلت آخر حالة منه عام 1982 فقد استطعنا أن نتخلص من معظم الأمراض السارية".



وعن أهم أسباب هذا التحول قال " ارتفاع وتطور مستوى الحياة وتغير أنماط المعيشة لدى الأفراد والاتجاه نحو المدنية أكثر، بالإضافة الى امتداد العمر للإنسان والذي ساعد على ظهور هذه الأمراض، فقد زاد العمر المتوقع للنساء الى حوالي 71.5 سنة وللرجال الى حوالي 69 سنة، كل هذه الأسباب ضريبة ندفعها بالأمراض المزمنة".


أضف تعليقك