الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عرضة للأخطار المرتبطة بتغير المناخ

الرابط المختصر

أصدرت اليونيسف اليوم مؤشر مخاطر المناخ على الأطفال (CCRI) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز بشكل خاص على مصر. يُسلّط المؤشر الضوء على هشاشة الأطفال الذين يعيشون في العديد من البلدان المنطقة وتأثرهم بتغير المناخ.

قُبيل استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، يركز التقرير على تأثير تغير المناخ على الأطفال والعائلات فيها، مقارنة ببقية المنطقة. يكشف التقرير أنه فيما يتعلق بـ "التعرض للصدمات المناخية والبيئية"[1]، تقع مصر في فئة "المخاطر الشديدة للغاية"، حيث حصلت على درجة 7.3 (من 10 درجات)، وهي الأعلى في المنطقة. تتعرض مصر بشدة للصدمات المناخية والبيئية. على سبيل المثال: يتعرض ما يقدر بنحو 5.3 مليون طفل لموجات الحر. وارتفع متوسط ​​درجات الحرارة في البلاد بمقدار 0.53 درجة مئوية في كل عقد من العقود الثلاثة الماضية.  تحتل مصر واحدة من أعلى ثلاث مراتب بين دول المنطقة في أربعة مؤشرات مخاطر من أصل سبعة.

في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك أربعة دول فيها أطفال يواجهون مخاطر مرتفعة إلى مرتفعة جدًا مرتبطة بتغير المناخ[2]. مما يعني أن حوالي 86 مليون طفل (0-17 عامًا) وأكثر من 34 مليون شاب (15-24 عامًا) كانوا يواجهون هذه المخاطر في العام 2021[3]. ومن المرجح أن يكون في هذه البلدان أكثر من 103 ملايين طفل و53.5 مليون شاب بحلول عام 2050[4]، والذين سيصبحون أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ إذا لم تتخذ اجراءات التخفيف والتكيف العاجلين.

ويكشف التقرير أيضًا أن مصر حصلت على 3 درجات فيما يتعلق بـ "الهشاشة للصدمات المناخية والبيئية"، والتي تندرج في فئة "المخاطر المنخفضة والمتوسطة". يشير هذا إلى أن توافر وجودة الخدمات الأساسية للأطفال، مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتغذية والتعليم، من بين أمور أخرى، أعلى من المتوسط ​​الإقليمي بشكل عام، مما يقلل من ضعف الأطفال في مصر. إنّ الأطفال الذين يتمتعون بإمكانية الوصول الملائم إلى الخدمات الأساسية ليسوا فقط أقل عرضة للخطر، ولكن من المرجح أن يكونوا أكثر قابلية وقدرة على التكيف في استجابتهم لتغير المناخ.

في مواجهة تحديات تغير المناخ، استجابت دول المنطقة بإجراءات مختلفة. إذا أخذنا مصر كمثال، فقد عززت التزاماتها للتصدي لتغير المناخ والتخفيف من عواقبه، على الصعيدين المحلي والدولي. كما أنها استثمرت، على مر السنين، في رفاه الأطفال، مع التركيز على العائلات الأكثر هشاشة والمناطق الجغرافية الأكثر حرمانًا.

في حين أن آثار أزمة المناخ في المنطقة مقلقة للغاية، هناك فرصة للعمل والتفاؤل. إن الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال والشباب من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية الحيوية مع تغير المناخ، وإعدادهم بالتثقيف المناخي وضمان سماع أصواتهم والتصرف بناءً عليها، وإعطائها الأولوية في تمويل المناخ والسياسات وتخصيص الموارد.