الأسير الأردني أبو جابر يحكي تجربته في سجون الاحتلال

الرابط المختصر

اد الأسير الأردني المحرر عبد الله أبو جابر، إلى ذويه في مخيم "البقعة" للاجئين الفلسطينيين في العاصمة عمّان.

وقضى أبو جابر أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأبو جابر ليس الأسير الأردني الوحيد في السجون الإسرائيلية فهناك 21 أسيرا آخرين ينتظرون الإفراج عنهم، إضافة إلى أكثر من 4400 فلسطيني بينهم 40 سيدة، و170 طفلا، ونحو 380 معتقلا إداريا (دون تهمة) ما زالوا في الأسر.



البداية وظروف الاعتقال



يقول أبو جابر: "تم اعتقالي في 29 كانون الأول/ ديسمبر عام 2000 ووجهت لي تهمة تفجير حافلة في تل أبيب نتج عنها إصابات".



ويضيف: "تم الحكم علي بعد 6 أشهر من التوقيف بالسجن لمدة 20 عاما، وقضيناها بحمد الله، ونحن اليوم معكم، نفرح بكم وتفرحون بنا".



وعن ظرف اعتقاله قال أبو جابر: "الفترة التي حكمت فيها كانت إبان الانتفاضة (الفلسطينية) الثانية، وكانت الأعمال الفردية وأعمال فصائل المقاومة تنطلق من كل الأطراف وفي كل مواقع الضفة الغربية".



وأردف: "ما قام به الإخوة (حينها) على أرض فلسطين كان مشرفا، وأوقعوا خسائر بالعمق الإسرائيلي".



وأشار أبو جابر إلى أن ظروف الاعتقال في السجون "كانت غاية في الصعوبة، فالسجان الإسرائيلي لا يفرق بين أسير وآخر وإذا ارتكب أحدهم خطأ وفق منظور إسرائيل، فإنه لا يعاقب وحده بل يشمل العقاب جميع الأسرى".



ومن بين وسائل العقاب، كما أوضح أبو جابر، أنه "كان يتم سحب كل معدات الكهرباء والطعام وكل احتياجات الأسرى الأساسية".

وعن لقائه بأسرى أردنيين وآخرين، قال أبو جابر: "كان هناك أسرى أردنيون، وعرب من جنسيات أخرى، مصرية وسورية وسعودية، وكان هناك من الجنسية الألمانية".



يوم لا ينسى



وأثناء اعتقال أبو جابر تلقى خبر وفاة والدته التي كان يعتبرها شريان حياته، ما زاد في صعوبة أيام السجن وحلكة ظلامها، وفق ما قال.



وأضاف: "وفاة والدتي أثرت على نفسيتي لفترة طويلة، فقد كانت شريان الحياة بالنسبة لي، وكنت أستمد قوتي وعنفواني واندفاعي تجاه فلسطين والمقاومة منها".



وتابع: "كانت وفاتها مؤثرة جدا علي، ومن بعد ذلك فقدت شقيقتي الكبرى ووالدي قبل أن أتمكن من رؤيتهم وأحضر جنازاتهم".



إضراب عن الطعام



وأشار أبو جابر إلى أنه خلال فترة اعتقاله قام بـثلاثة إضرابات عن الطعام، كان أطولها لمدة 79 يوما، وكان يطالب حينها بإكمال ما تبقى من مدة الحكم الصادر بحقه -وكانت 5 أعوام- داخل الأردن.



وأضاف: "كانت الظروف أقوى مني في كل مرة لأكسر الإضراب لأننا في السجون نتعرض للتعتيم الإعلامي من قبل إسرائيل (..) العالم الخارجي وخاصة الهيئات المعنية بالأسرى مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يسمعون شيئا عنا".

واعتبر أبو جابر أن "هدف إسرائيل من وراء ذلك هو كسر إرادة الأسرى المضربين وبالتالي حثهم على التراجع عن إضرابهم".

ولفت إلى أنه كان "يمارس الرياضة ويحاول الحفاظ على صحته، ويحسب يوما بأنه سيخرج من السجن".



وقال أبو جابر: "وكنت أتوقع -كباقي الأسرى- الموت في السجن كما حدث مع أكثر من أسير نتيجة الإهمال الطبي. لم أفقد الأمل بأن أخرج يوما لأعود إلى أهلي وأصدقائي وها أنا اليوم بينهم في وطني".

رسالة إلى الأسرى



ووجه أبو جابر رسالة إلى زملائه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، دعاهم فيها إلى أن "يبقوا على العهد، وأن يكونوا يدا واحدة في وجه السجان".



وأضاف: "أتمنى أيضا أن يتوحد الفلسطينيون ويهون الانقسام (المستمر منذ منتصف عام 2007) بينهم لأن ذلك يساعد الأسرى في الوقوف أمام كل الصعوبات أمام السجّان، وأمام العدو الصهيوني".



وكان أبو جابر قد وصل إلى الأردن، الثلاثاء، عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي التي أمضى فيها 20 عامًا و6 أشهر.



وأبو جابر كان أقدم أسير أردني في سجون إسرائيل وهو من عائلة فلسطينية لاجئة لكنه لا يحمل هوية فلسطينية، ووصل إلى الأراضي المحتلة قبل انتفاضة الأقصى عام 2000 بتصريح لغرض العمل.



وبحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن إسرائيل تعتقل 21 أسيرًا أردنيًا في سجونها.