الأسيرة أحلام تعلن خطبتها في المعتقل وتتحدى الاعتقال

الرابط المختصر

أحلام التميمي ابنة الخامسة والعشرين ربيعا، فتاة أردنية معتقلة في السجون الاحتلال الإسرائيلي والمحكوم عليها بالسجن ستة عشر مرة مؤبد، تم اعتقالها في 14/9/2001، وهي منذ ذلك التاريخ قابعة في سجون الاحتلال.

تعرضت أحلام في بداية اعتقالها لسجن الانفرادي لأكثر من خمس مرات وتراوحت مدة حبسها من خمسة عشرة يوما إلى شهر، ومن ثم امتد الشهر إلى سنوات.



أحلام لم تسلم من الضرب والتعذيب المبرح والمستمر الذي أدى إلى تكسر يديها، ووضعها الصحي المتدهور لأصابتها بأمراض في المعدة والمفاصل، وذلك جراء الظروف غير الصحية في المعتقل، وعدم تعرضها للشمس لفترات تمتد لأسابيع، وكل ذلك بعيدا عن الصليب الأحمر والأطباء المشرفين على علاج الأسرى.



ترعرعت أحلام في الأردن وأكملت دراستها الثانوية في مدرسة رحمة في مدينة الزرقاء مدينة طفولتها، وانتقلت لتكمل دراستها الجامعية في الضفة الغربية بجامعة بير زيت، في مجال الصحافة والأعلام.



شغف أحلام وحبها للسياسية أدى لانتمائها إلى حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، وتقول شقيقتها فتحية لعمان نت أن أحلام بطبعها "كتومة" ولم تعلم العائلة بأنها انضمت إلى حركة حماس، وتضيف "إلا عندما تم اعتقلها وكان الأمر بعيد عن تفكيرنا، أن أحلام تنتمي إلى أي حركة. لم نكن نتوقع".



اعتقال أحلام كان صدمة كبيرة لأهلها في الأردن، تضيف الشقيقة "عندما تلقينا الخبر امتزج الحزن بالفرح في آن واحد، لان القيام بمثل هذه الأعمال فيها شرف وبطولة، ولكن الحزن يغلب علينا أكثر، لان أحلام معتقلة لمدى الحياة. والطريق مغلقة أمامها".



وتقول عن أحلام أنها استقبلت الحكم بابتسامة ترتسم على وجهها، "وبإرادة قوية أنها ستقوم بعمليات أخرى، طالما أن الأرض محتلة".



أحلام اصغر أخواتها في العائلة تصفها فتحية، بأنها تتمتع بشخصية حنونة و"عطوفة على جميع أفراد العائلة، وتحديدا أبي وأمي".



وتستقبل العائلة رسائل أحلام من فترة إلى أخرى، وقد تطال الفترة إلى أكثر من أشهر، تقول فتحية، وفي آخر رسالة منها حملت مضمونا في غاية الفرح وهو عقد خطبتها على ابن عمها المسجون في سجن النقب والمحكوم عليه مدى الحياة؛ هذا الأمر دل على إرادة أحلام وقوتها وعزمها".



وتقوم فتحية وعائلتها بإثارة قضية أحلام وغيرها من الأسرى عبر وسائل الإعلام، لأجل إثارة اهتمام الحكومة.



اعتقال أحلام في إسرائيل يشغل بال إتحاد المرأة الأردنية، ويضع هذه القضية على سلم أولوياته، وتقول آمنة الزعبي رئيسة الاتحاد، "سبق في السنوات الماضية نظمنا حملات وطنية من اجل الإفراج عن الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، إضافة إلى باقي الأسرى، لأنه استحقاق يجب ان يتم الإفراج عنهم فورا، وطالبنا الحكومة والحكومات المتعاقبة أن تمارس ضغوطا على إسرائيل، وتقوم بدور فاعل تجاه القضية".



وتتابع الزعبي أنه يوجد أعداد كبيرة من الأسرى في السجون الإسرائيلية، وعلى مدى فترات طويلة، "نحن في حملة وطنية مستمرة تنظم من قبل المؤسسات والمنظمات الشعبية من اجل فك اسر الأسرى، وخصوصا

الأسيرة الأردنية الوحيدة أحلام".



إتحاد المرأة بعث برسائل دولية لكل من منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، لنظر في قضايا الأسرى ولما يتعرضون له من انتهاكات، وتردي الأوضاع الصحية نتيجة للتجاوزات الخطيرة على حقوق الإنسان".



وتطالب الزعبي الحكومة الأردنية بأن تسعى بشكل فاعل وأكثر جدية من اجل فك الأسر عن الأسرى وخصوصا "ان الأردن وقع على اتفاقية سلام".



عن دورهم كنواب، تعلق النائب أدب السعود لعمان نت، أن بعض النواب طرحوا عرائض وتوقيعات لرفعها لحكومة والإفراج عن الأسرى وهذا الأمر كان نتيجة لضغط أهالي الأسرى، إضافة إلى تبني القضية لكونها قضية حيوية، "فالاتفاقات بيننا وبين دولة العدو تلزم الطرفين بالإفراج عن الأسرى، ولدينا العديد من النواب تبنوا القضية من خلال الكتل التي يرأسونها، إضافة إلى لجنة فلسطين الني قامت بالعديد من لقاءات مع الرؤساء، لكن لا يوجد أي تقدم. حتى عدد الأسرى كان مختلف عليه ولم يكن هناك وضع دقيق، والدليل انه ليس هناك اهتمام حكومي في هذا الملف، ونحن نطرح دائما موضوع الأسرى، ولكن الحل بأيدي الحكومة ونتمنى من الحكومة الحالية الأخذ بالموضوع على محمل الجد".



وعن المعتقلة أحلام، تشير السعود "كنت على علم أنه يوجد في المعتقل أربع معتقلات أردنيات، أفرج عنهم أو أنها واحدة فقط! لا ادري الرقم الصحيح. نجد ان الحكومة تتلكأ في الموضوع ولا يوجد أي تبرير، لتقصيرها".



يذكر أن أحلام التميمي اعتقلت أثناء القيام بعملية جهادية في بار في منطقة القدس، بالتعاون مع الشهيد عز الدين المصري، والتي أدت إلى مقتل أكثر من عشرين إسرائيلي وعشرات الجرحى لتأتي هذه العملية بعد عمليتين تم احباطهما.


أضف تعليقك