الأسمدة الكيميائية تسلب جودة الثمار وتضر بالإنسان
يرصد الخبراء الآثار السلبية لاستخدام المواد الكيميائية في العملية الزراعية، والتي تعمل على تغير الثمار وفقدانها صفاتها الأساسية طمحا وراء الربح المتمثل بتوفر الثمار على مدار العام خارج موسهما الطبيعي.
ثمار فقدت صفاتها
ونظرا لهذا التغير في طبيعة الثمار تلجئ ام عصام 65 عاما إلى مزرعتها الصغير لاستفادة من إنتاجها الذي زرعته دون استخدام اي من هذه المواد الكيميائية، تقول ام عصام أن طبيعة الثمار المتوفرة في الأسواق حاليا تختلف عن ما كانت عليه في الماضي، مؤكدة أن استخدام الأسمدة الكيميائية في الزراعة افقد الثمار صفاتها الطبيعية.
أما محمود(26 عاما) فقد افتقد وجبته الصيفية المفضلة التي تتكون من البطيخ و الجبن و قليل من الخبز :" وبحسبه لم يعد البطيخ كطبيعته نتيجة لاستخدام المواد الكيميائية في الزراعة والتي حولت الثمرة إلى" إسفنج لا طعم و لا لون" حسب وصفه.
كحالهم ابو عدنان، الذي يقوم بشراء حاجته من الخضار بشكل يومي لتجنب بقاءها و حفظها في البراد، ويقول الخضار يتلف بشكل سريع ويصبح غير صالحة للأكل عند وضعه بالثلاجة.
السماد والمبيد
مديرة مديرية الوقاية في وزارة الزراعة المهندسة فداء الروابدة تقول "التلون و طعم الثمرة يعتمد على صنف البذور المستخدمة في الزراعة و ليس على المواد الكيميائية"، تضيف :" المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة تقسم ما بين الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية ،ولاستخدام هذه المواد يجب اتباع برامج خاصة تضعها الوزارة و تحرص على تطبيقها."
وتركد الروابدة ان السماد الكيميائي يؤثر على حجم ونمو الثمرة و ذلك اعتمادا على نسب العناصر المكونة للسماد والتي يتبعها المزارعون ببرامج خاصة: " السماد الكيماوي يجب أن يستخدم بطريقة صحيحة و ذلك من خلال نسب معينة يجب اتباعها للعناصر المكونة لسماد مثلا وجود اليويريا يستخدم لزيادة الخضار و نمو الخضري للمزروعات ,والتركيب الكيماوي الذي يؤثر على الثمار هو البوتاس و الفسفور يزيد حجم الثمر "، حسب ما بينت.
وتحذر الروابدة من الإفراط باستخدام المواد الكيميائية في الزراعة ، وتقول :" استخدام المبيدات الحشرية أمر ليس بسهل لتأثيرها السلبي على صحة الإنسان و الحيوان و النبات نفسه، محملة استخدام تلك المواد المسؤولية عن العديد من أنواع السرطانات المنتشرة ".
تتابع" الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية يؤثر أيضا على النبات بشكل أساسي من خلال حرق و عدم نمو طبيعي".
وقت المحصول
ويرجح مدير مديرية الإنتاج الزراعي المهندس منير هلسة أسباب تغير طبيعة الثمر إلى وقت اقتطاف المحصول من قبل المزارعين :" يقوم بعض المزارعين بقطف المحصول بوقت مبكر وذلك قبل النضوج لبيعه بسعر أعلى ,بينما يتجه البعض الأخر إلى تأخير قطف الثمار مما يؤدي إلى تعرضها لظروف جوية غير ملائمة و بتالي يؤثر على مذاقها و طبيعتها".
الدراسات الطبية ما تزال تبحث العلاقة بين استخدام المواد الكيميائية في الزراعة و زيادة أعداد المصابين بالسرطانات المختلفة، ولكن لم يتم إثبات ذلك لهذه اللحظة بحسب الدكتورة يسار قتيبه مديرة عيادات الكشف المبكر لسرطان الثدي في مركز الحسين لسرطان ,وتوضح قتيبة :"تسبب مكونات الأسمدة والمواد الكيميائية الموجودة في الثمار تحسس عند بعض الأشخاص مما يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض و المضعفات الجانبية التي تؤثر سلبا على الإنسان".