الأزمة المالية تمس صحة الأردنيات

الأزمة المالية تمس صحة الأردنيات
الرابط المختصر

أدت الأوضاع الاقتصادية الأخيرة إلى ضعف القدرة الشرائية وتأثيرها بشكل كبير على النظام الغذائي وشراء المواد الغذائية وكمياتها وتوزيعها على نطاق الأسرة،

كما أكدته عدد من النساء في عيدهن الذي يحتفلن به في الثامن من آذار من كل عام.

أم احمد شعرت أن الأزمة المالية وتداعياتها أثرت بشكل كبير على نظامها الغذائي، مما أدى إلى إصابتها بنقص فيتامين B12،" في السابق كان لدي ثلاجة خاصة لتفريز الخضار والفواكه ولكن الوضع اختلف حاليا فانا بالكاد استطيع شراء الخضار والفواكه في ظل الوضع المادي المتردي مما أدى إلى إصابتي بنقص فيتامين B12".
 
سناء، شاطرت أم احمد الرأي، فهي ترى أن عليها أن تؤمن لأطفالها قوت يومهم على حساب صحتها، وأضافت،" مع غلاء المعيشة واستمرار ارتفاع أسعار مختلف السلع، اثر بشكل كبير على نظامنا الغذائي وجودة الطعام بالنسبة لي قلت على حساب جودة طعام أولادي وأصبحت استغني عن شراء الكماليات واشتري ما هو ضروري وهذا ما أدى إلى إصابتي وأصاب النساء الذين حولي ويتصرفن بذات الطريقة بنقص فيتامين B12".
  
واثبت مسح سكان وصحة أسرية عام 2007 والذي قامت به وزارة الصحة أن أكثر الأمراض انتشار بين النساء هو مرض فقر الدم من الحديد وفقا لما قالته د. حنان النجمي رئيسة قسم صحة المرأة في مديرية صحة المرأة والطفل في وزارة الصحة.
 
وأضافت النجمي،" ثلث الأردنيات في سن الإنجاب يعانين من فقر الدم وأن 47% منهن يعانون من زيادة في الوزن والسمنة، فيما لم تشير النتائج إلى أي تحسن في استخدام وسائل تنظيم الأسرة".
 
إلى ذلك، تعتزم وزارة الصحة تنفيذ برنامج جديد "الرعاية المتكاملة للمرأة ما بعد الإجهاض" من شأنه تخفيض وفيات وأمراض النساء اللواتي يعانين من الإجهاض ومضاعفاته وتحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة في الأردن.
 
وتشير الإحصاءات إلى إدخال 6500 حالة إجهاض في العام الماضي في 12 مستشفى تابع لوزارة الصحة خاضعة للدراسة عدا المستشفيات الخاصة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية.
 
وبهذا الخصوص يضيف رئيس اختصاصي النسائية والتوليد في وزارة الصحة عصام الشريدة لعمان نت"   أن الهدف الأساسي من هذا البرنامج الذي يبدأ تطبيقه خلال الشهرين الماضيين  التقصي عن أمراض فقر الدم  وأورام الثدي وخصوصا أن النسب داخل المملكة ليست بقليلة فاكتشاف المرض في مراحل مبكرة يجعل الفائدة اعم".
ويؤكد الشريدة أن البرنامج يهدف أيضا إلى تدريب الكوادر الصحة لتقديم خدمات أفضل ورفع مستوياتها وخصوصا باستخدام النظام الجديد " الضغط السلبي" بدلا من الكوريتاج (التنظيفات)  وهو هواء سلبي يتفرغ خلال الرحم دون إدخال معدات طبية داخله وهذا النظام يقلل من العوارض السلبية مثل الالتهابات، وآمن تماما من "ثقب الرحم "لان الضغط يتوزع بالتساوي على أجزاء الرحم مما يمنع حدوث ثقب، وينصح بتباعد الأحمال لان ذلك  يعطي المرأة مساحة لاسترجاع ما فقدته من فيتامينات ومعادن وأملاح خلال الحمل".
 
وأعلن الشريدة عن قيام وزارة الصحة بالتعاون مع المجلس الأعلى لتعداد السكان لدراسة " المراضى" عند الأمهات" أي مرض تعاني منه المرأة له علاقة بالحمل في فترة سن الإنجاب مابين 15حتى 45 سنة ، والتي تعتبر من اكبر الدراسات على مستوى العالم  لصعوبة الوصول للمرضى جميعهم والتأكد من حصول المضاعفات عند رجوعهم للمنزل لأننا معنيين بدراسة فترة الحمل وتأثيراتها والتي تمتد لـ ستة أسابيع بعد الولادة أو الإجهاض".
 
وأدى التطور الجوهري في الظروف الصحية والاقتصادية والاجتماعية وفقا لتقرير صادر عن دائرة الإحصاءات العامة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إلى انخفاض كبير في معدل وفيات الإناث من الأطفال الرضع، حيث انخفض من 42.7% لكل ألف مولد أنثى في عام 1990 إلى 20 لكل ألف مولد أنثى في عام 2007.
 
كما أدت البرامج التنموية المختلفة إلى رفع توقع الحياة للإناث، حيث ارتفع العمر المتوقع وقت الولادة للإناث من 62 سنة في عام 1976 إلى 74.4 سنة في عام 2007، وانخفض معدل وفيات الأمهات من 79 لكل مائة ألف مولود حي في عام 1990 إلى 30 لكل مائة ألف حي في عام 2007، كما انخفض معدل الإنجاب الكلي من 5.6 طفلا للأنثى في الأعمار 49-15 في عام 1990 إلى 3.6 في عام 2007.
 
وتشير بيانات دائرة الإحصاءات العامة إلى أن الإناث يشكلن اقل من نصف مجموع سكان الأردن ما نسبته 48.5% في عام 2008.
 
هذا وتحتفي الشبكة النسائية العالمية للاتحاد العالمي للإذاعات المجتمعية بيوم الثامن من آذار للسنة الخامسة على التوالي في بث الكتروني إذاعي عالمي احتفاء بيوم المرأة وتركز البث على الكوارث العالمية، الغذاء، الأزمات الاقتصادية، والكوارث البيئية.