الأردن ينفق 870 مليون دولار سنوياً على اللاجئين السوريين
قدّرت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية ما أنفقته الأردن كدولة مضيفة للاجئين، بنحو 870 مليون دولار سنويًا على أزمة اللاجئين السوريين وهو ما يمثل 5,622% من حصة المساعدات.
جاء ذلك خلال تقرير جديد للمنظمة اليوم الأربعاء، يشير إلى أن الاستجابة الدولية للسوريين، سواء داخل سوريا أم خارجها، غير كافية، مدينةً جهود المجتمع الدولي الذي يعاني "قصورًا كبيرًا في مساعدة السوريين داخل بلادهم وخارجها على حد سواء.
وقدّمت المنظمة في التقرير الذي حمل عنوان "التضامن مع السوريين"، تحليلا عن "حصص المساهمة العادلة" للدول الغنية والقوية في مجال تمويل المساعدات، وتوفير فرص إعادة التوطين للاجئين، وأهمية الدفع بالجهود الرامية لإنهاء إراقة الدماء.
وتزامن التقرير مع قرار أوكسفام في تدشين برنامج إنساني جديد في صربيا، بقيمة حوالي مليون يورو، لمساعدة بعضٍ من آلاف الآشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن، ومنهم الكثير من السوريين، والذين سرعان ما سيواجهون شتاء البلقان وليس بامتلاكهم سوى موارد ضئيلة للتأقلم مع الطقس القاسي هناك، على حد تعبيرها.
وتعمل أوكسفام، في هذا الإطار، في أكبر 9 دول لنزوح اللاجئين حول العالم، فضلاً عن بلدان أخرى مجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن.
وقالت أوكسفام في هذا الصدد "إن جهود المجتمع الدولي لوقف العنف وحل الأزمة تبدو سطحية وغير مخلصة، خاصةً مع زيادة حدة الحرب في الوقت الراهن. هذا فضلاً عن أن مستوى تدفق المساعدات مزرٍ وغير كافٍ لتوفير فرص للسوريين للعيش بكرامة وأمان.
وأضافت في بيان لها "أن الكثير من الدول لم تقدم من تعهداتها بتوفير ملاذ آمن لمن استطاعوا الفرار سوى الكلمات "الجوفاء". فلم تتم إعادة توطين سوى لـ 17,000 سوري فقط في دولة ثالثة، نتيجة غياب الإرادة السياسية لاحترام التعهدات التي قدمت بالفعل.
ويتفاوت أداء البلدان من البعض الآخر، ولكن يصعب العثور على "أبطال حقيقيين بخلاف دول الجوار والاستثنائين الجديرين بالإشادة: ألمانيا والنرويج. وفقاً للتقرير الذي أظهر أنه في حين كان أداء بعض الدول المانحة جيدًا نسبيًا في بعض المجالات، فشل الكثير منها بشدة في كل المجالات.
وصرحت المديرة التنفيذية لأوكسفام ويني بيانييما عن تلك الأوضاع بقولها: "للاجئين من سوريا ومن الدول الأخرى الحق في التحرر من العنف، والحصول على مساعدات للوفاء باحتياجاتهم الأساسية والعيش بكرامة، واستقبالهم في ملاذ آمن. وقد خُذلوا في المجالات الثلاث. ولن تنتهي معاناة السوريين إلا بالتحرك في هذه القضايا."
وزاد البيان أن المجتمع الدولي لا يمنع تصاعد online casino العنف ولا يبذل ما يكفي من الجهود لضمان حماية المدنيين في سوريا. ولا تستطيع سوى مجموعة من الدول أن تقول إنها تقدم حصتها العادلة من المساعدات وإعادة التوطين للسوريين، موضحاً أن روسيا سجلت (1% مساعدات، ولا إعادة توطين على الإطلاق)، وفرنسا (22% مساعدات، و5% إعادة توطين) واصفاً النتائج بالـ "هزيلة في الميدانين".
وقدمت كل من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والكويت تمويلاً هائلاً (نسبة ما قدمته من حصتها العادلة في المساعدات هي 229%، و72%، و538% على التوالي)، إلّا أنها كانت
أقل سخاء بكثير في جهودها للترحيب بالفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين (النسب لحصصها العادلة كانت 26% و8%، ، بينما لم تقم الكويت بإعادة توطين أي لاجئ)، في حين قادت ألمانيا والنرويج الجهود حيث اتسمتا بالسخاء في المساعدات (نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 75% و186% ) وفي إعادة التوطين (نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 112% و293% )، وفقاً لأرقام المنظمة.
وتوقعت المنظمة ازدياد شدة أزمة اللاجئين السوريين وسترسخها على امتداد جيل كامل ما لم يتم معالجة استمرار استخدام البراميل المتفجرة والمذابح والضربات الجوية وقذائف الهاون داخل سورية، وتراجع المساعدات إلى حد كبير وزيادة ظروف الحياة في دول الجوار قسوة؛ وازدياد أزمة النزوح السوري انتشارًا وتفاقماً.
ويقول رئيس استجابة أوكسفام للأزمة السورية آندي بيكر: "تقديم المساعدات يترنح بسبب نقص التمويل أو بالأصح بسبب الافتقار للإرادة السياسية لجعل التمويل متاحاّ. فالدول الغنية تجاهلت مرارًا وتكرارًا أجراس الإنذار. وأصبحت الفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين، والذين يمثلون 10% من إجمالي اللاجئين السوريين المسجلين، في حاجة عاجلة وماسة لأماكن إعادة توطين.
"يزداد العنف في سوريا حدةّ ويغذيه انقسام المجتمع الدولي ونقل الأسلحة والذخيرة للأطراف المتحاربة. في مواجهة هذا الوضع المروع لا يجد الكثير من السوريين أمامهم إلا القفز في الماء، حرفيُا، للبحث عن مستقبل أفضل."
وأعلنت المنظمة بأنها سوف تقوم بتوزيع مواد لمساعدة من وصلوا إلى صربيا للتأقلم مع الشتاء القادم. وسوف تركز على مناطق سيد، بالقرب من الحدود مع كرواتيا، وديميتروفجارد بالقرب من الحدود مع بلغاريا، وبريشيفو/مبراتوفاك بالقرب من الحدود مع مقدونيا، ستوفر أوكسفام دورات المياه العامة ونقاط المياه، وتسعى لجمع مليون يورو لهذا البرنامج.
وحول الأوضاع في صربيا، يقول منسق أوكسفام الإنساني في صربيا ريكاردو سانسون: "يصل الناس إلى هنا منهكين، جائعين، عطشى، وكثيرًا ما يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. يصلون مصابين بالصدمة، وكثيرًا ما يكونون قد تعرضوا لانتهاكات من المهربين، وشبكات تهريب البشر. مرافق المياه والصرف الصحي غير كافية على امتداد طرق الهجرة لأن صربيا لم تكن تتوقع مثل هذه الأعداد."
وقد أشاد سانسون بالجهود التي بذلتها الحكومة الصربية للاستعداد لقدوم اللاجئين، وقال إنه يجب تعزيزها ودعمها، كما طالبت صربيا كذلك بمساعدة دولية. وقد بدأ اللاجئون يواجهون بالفعل احتمالات قدوم شتاء قارس البرودة. وعن ذلك قال سانسون: "الأسر التي لديها أطفال صغار ينامون في الهواء الطلق في الحدائق وفي محطات الحافلات والقطارات، وفي الأحراش عند نقاط العبور. وهم معرضون بشدة لمخاطر السرقة والعنف الجنسي وغيرها من أنواع الانتهاكات.











































