الأردن يحتل المرتبة 104 من حيث عدد السكان
شهد الأردن تغيرات ديموغرافية حادة خلال النصف الثاني من القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الجديدة، حيث شهد التركيب العمري للسكان، ومعدلات النمو السكاني، والتوزّع الجغرافي للسكان، وأنماط ومستويات الإنجاب وأنماط ومستويات الوفاة والهجرة تغيرات جوهرية.
وتجدر الإشارة إلى أن سكان العالم يتزايدون سنويا بما مقداره 80 مليون نسمة يولد معظمهم في دول الجنوب، وتحتل الصين والهند المرتبتين الأولى والثانية من حيث عدد السكان، حيث يبلغ مجموع سكانهما حوالي 2500 مليون نسمة أو حوالي 37 % من سكان العالم الذي يبلغ حالياً حوالي 6770 مليون نسمة. وفي المقابل، يحتل الأردن المرتبة 104 بين دول العالم من حيث عدد السكان.
وأشارت البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة إلى أن مستويات الإنجاب انخفضت بشكل جوهري نتيجة للتغيرات الاجتماعية-الاقتصادية، حيث انخفض معدل الإنجاب الكلي من 7.4 طفلاً للأنثى في سن الإنجاب (15-49) في عام 1976 إلى 5.6 طفلاً في عام 1990 وإلى 3.6 في عام 2007.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن معدلات النمو السكاني في الأردن أعلى من المعدل العالمي لعدة عقود من الزمن خلال القرن الماضي، فقد ارتفع عدد سكان الأردن من حوالي 586 ألف نسمة في عام 1952 إلى 5,8 مليون نسمة في نهاية عام 2008 (أي زيادة مقدارها 10 أضعاف). وتباينت مستويات معدل النمو السكاني تبايناً ملحوظاً تبعاً للتغيرات التي شهدتها عناصر النمو السكاني المتمثلة بالخصوبة والوفاة والهجرة الصافية.
وأظهر المعدل انخفاضاً ملموساً خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي والسنوات الأولى من الألفية الجديدة، حيث انخفض المعدل من 4.4 % بين عامي 1979 و1994 إلى 2.6 % بين عامي 1994 و2004 ثم إلى 2.2 % خلال الفترة 2004-2008.
ولم يقتصر أثر التغيرات التي حدثت في مستويات وأنماط عناصر النمو السكاني في إحداث التغيرات الجوهرية في معدل النمو السكاني فقط، بل كان لهذه التغيرات تأثير جوهري على التركيب السكاني أيضا حيث تفاعلت هذه العناصر في عملية التغيّر التي شهدها التركيب العمري للسكان. وعلى الرغم من أهمية التغيّر الذي حدث في التركيب العمري للسكان في الأردن إلا أنه لم يأخذ الاهتمام الذي حظيت به التغيرات التي شهدتها عناصر النمو السكاني (الخصوبة والوفاة والهجرة). وتنبع أهمية البيانات المتعلقة بالتركيب العمري والنوعي للسكان في كونها بيانات أساسية يتكرّر استخدامها في عمليات التحليل بمختلف أنواعه من جهة، ومن كونها بيانات ضرورية لعملية التخطيط بكافة جوانبه الاجتماعية والاقتصادية.
وحقّق الأردن تحسناً ملحوظاً في الخدمات الصحية خلال العقود الزمنية الأخيرة من القرن الماضي والعقد الحالي من الألفية الجديدة، مما أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة وساهم في ارتفاع جوهري في العمر المتوقع للسكان. فقد انخفض معدّل الوفاة الخام خلال الفترة الزمنية 1952-2008 بما مقداره 68.2 %، حيث انخفض من حوالي 22 بالألف في عام 1952 إلى 7 بالألف في عام 2008. كما انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من مستوياته المرتفعة خلال الفترة الزمنية المشار إليها، حيث انخفض من حوالي 122 لكل ألف مولود حيٍ خلال الفترة 1952-1955 ليصل إلى 20 لكل ألف مولود حي في عام 2007.
وتم اختيار الحادي عشر من تموز كيوم عالمي للسكان وذلك بعد بلوغ عدد سكان العالم في الحادي عشر من تموز 1987 خمسة مليارات نسمة. ومع وصول عدد سكان العالم حالياً أكثر من ستة مليارات نسمة، أصبح التزايد السكاني قضية من أهم القضايا التي تواجهها التنمية.











































